أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فيروز أمين - جريمة بحق البراءة














المزيد.....

جريمة بحق البراءة


فيروز أمين

الحوار المتمدن-العدد: 3375 - 2011 / 5 / 24 - 03:43
المحور: الادب والفن
    


إنها المرة الاولى التي نخرج فيها أنا وعامر في موعد خاص بنا بعد ولادة إبنتنا منذ أربعة شهور وذلك بعد إلحاحٍ شديد من قبل عامر ، لا أقوى على تركها ولا أستطيع أن أؤمن أحد على طفلتي حتى لو كان هذا الشخص أختك قلت له .
لا تقلقي عزيزتي قال لي عامر بهدوئه المعتاد ، سوف لن يحدث لها أي مكروه أنت بحاجة لتغيير جو البيت والإستراحة قليلا من مسؤلية الطفلة ثم أنسيت أن أختي ربت أربعة أطفال وبالتأكيد تستطيع الاعتناء بليليان ثلاث أو أربع ساعات ، صدقيني لا حاجة لهذا القلق الدائم سوف لن تكوني أماً سيئة لو أعطيت لنفسكِ قليلاً من الراحة وأعطيت للآخرين فرصة ليهتموا بكِ .
طوقت عنقه ،نظرت اليه ، وكأني أراه لأول مرة إشتقت اليك قلت له .
وأنا مشتاق اليك والى جلساتنا وأحاديثنا الطويلة والى ..........
قال لي حبيبي بخجل .
اليوم سوف أدعوك للغذاء في أرقى مطعم بالمدينة قال عامر .
حسنا ولكن إنتبه للطريق فالسيارات تندفع يمينا ويسارا بدون سابق إنذار ما هذا الإزدحام الشديد ؟
إنه وقت إنتهاء الدوام في الدوائرسوف نكون محظوظين لو إستطعنا تجاوز التقاطع المروري بسرعة قال عامر وهو يتمعن في الصف الطويل للسيارات .
وفيما كنا ننتظرالاشارة الحمراء لتأذن السيارات بالإنطلاق لمحت إمرأة تتنقل بين سيارة وأخرى طلباً للنقود ماسكة بيدها طفلة صغيرة منكوشة الشعر لا تتعدى السنتين تسير بخطى صغيرة وسريعة لتلحق بأمها واضعة يدها بجيب معطفها الذي كان يوماً وردي اللون لتحمي يدها الصغيرة من البرد القارص ، وكلما تقترب الام من سيارة تنظر الطفلة للأم لتستعد للإنطلاق من جديد للسيارة الاخرى ، تراءى لي أن الطفلة تتسلى ولا تعلم بالعواقب الإجتماعية للعمل التي تقوم به في المستقبل ، فكرت كثيراً بإبنتي وأنا أراقب تلك الطفة ولولا خشيتي من غضب عامر لطلبت منه الرجوع فوراً للبيت ، أوقف السيارة بسرعة طلبت منه .
ماذا حصل ؟ ما الخطب ؟ قال عامر .
أريد التحدث الى تلك المرأة قلت له .
لماذا هل تعرفينها ؟ سألني .
لا ولكني بحاجة للتحدث اليها قلت له فيما أحاول عبور الشارع إنتظرني هنا قليلاً .
عودي ليلى سمعت عامر يردد ، كنت وقتها إجتزت الشارع ووصلت للمرأة نظرت اليها سكت قليلاً خانتني كلماتي ولم أستطع النطق تمعنت في وجه الطفلة وأنفها الصغير الذي قرصه البرد ، بادرت المرأة بمخاطبتي وطلبت نقوداً مني يرافقه دعوات وتوسلات بحفظ الرب لعائلتي وأحبابي من كل مكروه ، سأعطيك ما تريدين شريطة أن تُرجعي هذه الطفلة للبيت لم تهتم المرأة بطلبي ولم تبالي بي بل إكتفت بالنظر الي وردت علي بإبتسامة فاترة ، وكأنها تقول لي ، ومن أنتِ حتى تحكمي علي وتعلمينني الإحساس بمعاناة إبنتي في الشارع ؟ أنت التي لا تعرفين معنى العوز والحرمان وحتى لو أطعمتني اليوم فماذا أفعل غداً ؟
تبادلت ومعها نظرات طويلة قاطعها أصوات السيارات من حولنا وهي تتأهب للإنطلاق ، وجدت أنه من المستحيل أن تغير أية واحدة منا قناعة الآخر.
ماذا دهاكِ ليلى قال لي عامر وهو يجرني بعيداً عنهما ، ماذا سيقول الناس لو شاهدوك واقفة مع تلك المتسولة ، قولي لي بماذا كنت تفكرين ؟
لا أعرف ما دهاني عامر ولكن منظر تلك الطفلة ذكرتني بإبنتنا و ........ .
قاطعني عامر هذا هراء تعرفين لقد أصبحتِ شديدة الحساسية بعد ولادة إبنتنا .
لا يهم ولا تبال كثيراً بكلامي قلت له ، المهم أننا اليوم سنقضي بقية النهار مع بعضنا ونُسرف من الأكل والشرب ما يكفي لأسبوع لغيرنا من البشر .



#فيروز_أمين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إعلان عن شركة لتصدير .........
- رنين الأجراس
- الحكام العرب من جنيف الى الرياض
- رؤية عصرية لروبن هود
- سعادتي
- أيها البشر إحذروا ......
- أأعجبتُك ؟
- لا
- أين الرئيس ؟
- يوميات شباب 25 يناير في ميدان التحرير الجزء السادس
- يوميات شباب 25 يناير في ميدان التحرير الجزء الخامس
- يوميات شباب 25 يناير في ميدان التحرير الجزء الرابع
- يوميات شباب25 يناير في ميدان التحرير الجزء الثالث
- يوميات شباب 25 يناير في ميدان التحرير - الجزء الثاني
- يوميات شباب 25 يناير في ميدان التحرير


المزيد.....




- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فيروز أمين - جريمة بحق البراءة