أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بسام مال الله حسن - ريموت برلمان/قصة قصيرة














المزيد.....

ريموت برلمان/قصة قصيرة


بسام مال الله حسن

الحوار المتمدن-العدد: 3372 - 2011 / 5 / 21 - 20:29
المحور: الادب والفن
    


ريموت برلمان
-
قصة قصيرة
أجتاز الخادم أميال من السجاد الفارسي المفروش في أروقة الفندق قبل أن يصل إلى باب الغرفة المنشودة .فأستقبله أخر يقف أمام الباب وأخذ عنه هاتف السيد ,فتح الباب فدخل في سحابة من سيكار سيده الكوبي فانحنى حيث كان يفترش الأرض في لحظة تأمل وسكون قاطعا صمته الخاشع قائلا وبكلمات مقتضبة:
-انه أمر طارئ سيدي
بعد مكالمة قصيرة كان الهاتف يتدحرج ككرة غولف بين كتل أثاث الفندق الايطالي,ولم تمض ساعة من تلك المكالمة حتى كانت منشفة الحمام تلتف حول جسده العاري .بعد أن وضعها الخادم المخصص لذلك,وأخر يقدم له وجبة طعامه التركي المحبب له. أرتشف فنجان القهوة بعد أن أنهى مكالمات تلفونية مع جهات عديدة كان أخرها مع الاستقبال معلنا نزوله ومغادرة الفندق.
كانت دواليب السيارات الخمس المكونة لموكب السيد تسحق الأرض التي تحتها وهي تمر من بين بساتين النخيل المترامية على جانبي الطريق . فدنى من زجاج السيارة الخلفي ليمعن النظر في قمم الأشجار وهي تعانق السماء. وعيناه تراقب أشعة الشمس المتسللة من بين أوراق الاشجار إلى أن اختفت في الأفق البعيد.
زحف الموكب على الكتل الكونكريتية بعد أن غطتها غيوم سوداء, مارا وسط عدد من المقاهي المزدحمة بالأرجل الملتفة حول بعضها البعض و الأيادي المتطايرة بالهواء كشضايه قنبلة فجرة في زقاق مزدحم ولا تفرق بين رأس طفل وقطعة أثاث متهرئة .توقف الموكب في مكان لا يبعد عن تلك الفوضى كثيرا فارتفع زجاج السيارة المظلل والمضاد للفقر وأشاح بنظره بعيدا عن تلك الأوبئة.
بعد عدة توقفات اضطرارية وصل موكب السيد, فترجل جيش من ذوي الثياب الأنيقة من موكبه وأحاطوا السيارة, واتخذوا لهم مكان بين الحرس الواقفين بصفوف أمام باب المكتب.
دفن السيد جسده داخل الكرسي المصنوع من الجلد الطبيعي فأحاطه بذراعيه وكأنهما في علاقة حميمة وعيناه على الطرد البريدي المستعجل الذي كان سبب عودته.
-انه من الرئاسة سيدي ,قال السكرتير الأول.
-إذن الاجتماع غدا ,أجاب السيد.
لم يمض على دخوله من الوقت سوى دقائق معدودات حتى كانت كل المقاعد الثلاثمائة المخصصة للأعضاء قد امتلأت برجال الحقائب السوداء حيث بدأت مداولات الجلسة الأولى .
_أن قبول مثل هكذا قرار لهو أمر شنيع ,قال أكثرهم طولا
_هل يضمن القرار الحق العام؟ سأل أخر
_من أجل المصلحة العامة يجب الرفض التام للقرار المرقم ((777)) صوت نسائي يرتفع بين الحضور.
_ بالطبع ما يهم هو مصلحة البلد ..صوت يرتفع من وراء كرش احدهم.
انتهت مداولات الجلسة الأولى على وقع شخير أضخمهم.........
وبدأت مداولات الجلسة الثانية بعد نهاية وجبة طعام الغذاء وقد اقترح احدهم على اخذ قيلولة فكانت الموافقة بالإجماع بعد التصويت السري لأهمية الأمر.
كانت مداولات وحوارات الجلسة الثانية أكثر ضراوة وحدة ((على ما يبدو إن الوجبة كانت دسمة))وقناعة رفض القرار تزداد وأصوات الرافضين وهم الأغلبية ارتفعت بين الحضور ,كان الجميع يجلس باسترخاء بعد أن بدأت الجلسة الأخيرة والمخصصة لتلاوة البيان الختامي ,حيث اعتدل أكثفهم شَعرا ً من وراء طاوله عريضة بعرض أوجاع المواطن وطول حزنه ,لقراءة البيان الختامي والرضا بادي على القرار الرافض الذي توصل إليه المجلس لما فيه مضرة للمصلحة العامة , وفي تلك الأثناء وبصورة مفاجئة دخل المرافق الأول لفخامة الرئيس ووقف في منتصف القاعة معلنا وصول سيادته ,فأنتفض الجميع من أماكنهم وبداء كل واحد منهم يبحث عن مخبأ لكن بدون جدوى ,أعلن المرافق قدوم سيادته رافعا يده بصورة مسرحيه باتجاه شاشة كبيرة معلقة على إحدى جدران القاعة ضاغطا ً على زر في جهاز السيطرة عن بعد((الريموت كنترول)) الذي في يده وبصوت عال قال : سيادة الرئيس
ظهر سيادته على الشاشة وفي يده ورقة معلنا بعد كلمات قلية من المديح والإطراء على المجلس البيان الختامي للجلسة مشيدا بدوره في صياغة القرارات وشجاعتهم في اتخاذ القرارات الصعبة ومنها الموافقة اليوم وبالإجماع على القرار ((777)) لما فيه من خدمه للمصلحة العامة .فصفق الجميع إعجابا به وبالقرار.



#بسام_مال_الله_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المشهد الأخير/ قصة قصيرة
- صراع مع الهزيمة / قصة قصيرة
- غربة /قصة قصيرة
- الحداد البدي /قصة قصيرة
- حواء ذلك الكائن....!


المزيد.....




- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بسام مال الله حسن - ريموت برلمان/قصة قصيرة