جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3372 - 2011 / 5 / 21 - 10:00
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
يميل الانسان الى الانتقاء و الاختيار لاسباب كثيرة. فهو يختار اما لوجود كمية هائلة من شيء لا يمكن التعامل معها كليا ام انه يختار لانتقاء خيرة مميزة وفق رأيه الشخصي لا غير اي انه يميل الى التقيم و يختار شلة يعتقد تمثل ظاهرة معينة و كأنما هو يعد قائمة معينة او باقة ورد وفق معاييره الذاتية. فمثلا يخضع الاختيار لمعايير ذوق معد برنامج اذاعي معين كالمختارات الغنائية و لربما يكرر اعادة اختيار نفس الاغنية الى ان تلتصق بذاكرة المستمع بشكل قسري لدرجة انه اي المستمع و بعد اغتصاب ذوقه يضعها تلقائيا على قائمة اغانيه المفضلة.
تأخذ عملية الاختيار التي هي غالبا عملية اتخاذ قرار سياسي او اقتصادي او اجتماعي او ثقافي اوحتى علمي اشكالا و الوانا متعددة. فمثلا تضع جهة معينة خبر ما على رأس قائمة الاخبار رغم ان الخبر بحد ذاته تافه ليس له صلة بحياة القارئ او المستمع و لا قيمة له اصلا فمثلا بث حفلة مراسيم زوج امير من الامراء و الطريقة التي ابتسم فيها الخ..في حين انها تهمل خبر آخر او لا تخصص له المساحة المطلوبة رغم اهميتها لحياة الانسان و اليوم و في زمن الانترنيت و الفضائيات و العولمة لم يتغيير شيء لان اختيار الاخبار و المعلومات التافهة تتصدر القوائم على حساب المهمة.
و السؤال هو ماهي اسس و معايير الاختيار و كيف يمكن ان اجعل من اللاخبر خبرا مهما؟ كيف اصبح شاعر او صحفي او كاتب او سياسي او عالم مشهورا و ممثلا لثقافة و لماذا اهملت البقية؟ ففي زمن المختارات كلما زادت الكمية قلت النوعية.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟