أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - واثق غازي عبدالنبي - الحاضر مفتاح الماضي














المزيد.....


الحاضر مفتاح الماضي


واثق غازي عبدالنبي

الحوار المتمدن-العدد: 3373 - 2011 / 5 / 22 - 13:46
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


على الرغم من معرفتنا الجيدة به، ومعاصرتنا له، إلا أننا اختلفنا فيه، فبعضنا يقول أنه ديكتاتور وطاغية وسفاح ومجرم، ويقول بعضنا الآخر أنه مناضل ورمز وزعيم. بعضنا يلعنه كل يوم عشرات المرات وينسب إلية كل الرذائل، وبعضنا الآخر يترحم عليه كل يوم عشرات المرات وينسب إليه كل الفضائل. إنه الرئيس العراقي الراحل صدام حسين (1938 – 2006). إن موقف المسلمين اليوم من صدام حسين هو أشبه ما يكون بموقفهم من معاوية أبن أبي سفيان الذي إذا ذكره بعض أهل السنة قالوا (رضي الله عنه) وإذا ذكره بعض أهل الشيعة قالوا (لعنة الله عليه)!!. ومن الجدير بالذكر أن ما يقال عن صدام حسين يمكن أن يُقال أيضاً عن عدد من الزعماء العرب أمثال: جمال عبدالناصر، وأنور السادات، وعبدالكريم قاسم وغيرهم الكثير. وما نريد قوله بهذا الخصوص قضيتان هما:

القضية الأولى:
إذا كان هذا هو حالنا مع شخصيات معاصرة فكيف بنا مع شخصيات التاريخ الغابرة؟ إذا اختلفنا هذا الاختلاف الكبير، بل والمتناقض، حول شخصية عرفها العراقيون والعرب أكثر من ثلاثة عقود، أفلا نختلف حول شخصيات مضى عليها عشرات القرون؟ وهل سوف نثق بما نقله التاريخ لنا؟ هل سوف نصدق ما نقرأه في كتب التاريخ عن فضل وقدسية هذه الشخصية وحقارة ودناءة تلك الشخصية؟. وسوف نكون مجبرين على التساؤل: هل أن صلاح الدين الأيوبي مثلاً، شخصية فاضلة حقاً كما يصفها لنا التاريخ؟ وهل أن عمر المختار هو المجاهد العظيم الذي استشهد فداءً لوطنه ليبيا؟ لماذا لا يكون عمر المختار مثل زعماء الجهاد في العراق، من السنة والشيعة، الذين يسفكون دماء العراقيين قبل دماء المحتلين؟. هذه تساؤلات أرى انه من الضروري أن نطرحها على أنفسنا قبل أن نقول بفضل أي شخصية تاريخية مهما علت مكانتها بيننا، وذلك لأن الذين كتبوا التاريخ ربما كذبوا علينا مثلما يكذب علينا رجال الإعلام اليوم، ولأن ما كتبوه قد يكون وجهات نظرهم التي يعتقدون أنها صائبة، أو كانت صائبة في زمانهم، وأننا اليوم غير ملزمين بقبولها.

القضية الثانية:
ما هي الدوافع التي تجعل الناس يختلفون في تقيمهم لشخصية ما؟ ما الذي يجعل البعض يصفها بأنها خيرة والبعض الآخر يصفها بأنها شريرة؟. أول ما يمكن قوله بهذا الخصوص هو أن هذه الدوافع متشابهة قديماً وحديثاً. وأنها عادة ترتبط بنقطتين هما: أولاً، مقدار انتفاعنا بهذه الشخصية. وثانياً، مقدار اقترابها من صورة النجاح التي نرسمها لأنفسنا وللآخرين. فإذا انتفعنا من شخصية ما وصفناها بصفات الحسن والكمال، أما إذا أصابنا ضرراً منها وصفناها بالسوء والنقصان. وإذا اقتربت هذه الشخصية من صورة النجاح التي رسمناها في أذهاننا وصفناها بالنجاح حتى ولو كانت هذه الصورة غير صائبة، بمعنى أن يكون مقياسنا عن النجاح خاطئ بالأساس. هاتان النقطتان، النفع ومقياس النجاح، هما المسئولان في نظرنا عن اختلاف أحكام الناس عن الشخصية الواحدة، أما أولئك الذين يدّعون أنهم يبحثون عن الحق والحقيقة فهم عادةً واهمون.

إذا أردنا أن ندرس التاريخ فعلينا أن ندرس الحاضر أولاً. علينا أن نعرف كيف نحكم على شخصيات الحاضر بمقاييس الحاضر، حتى نتعلم كيف نحكم على شخصيات الماضي بمقاييس الماضي. إذا كانت أحكامنا متناقضة ومتضاربة ومشوشة حول شخصيات معاصرة، فمن الطبيعي أن تكون أحكامنا عن شخصيات التاريخ متناقضة ومشوشة ومتضاربة أيضاً. لذلك أرى أنه من واجبنا أن نجد مقاييس أخرى للحكم على أشخاص الحاضر تختلف عن تلك التي استُخدمت من قبل المؤرخين في الحكم على شخصيات الماضي، لأن الحاضر يختلف عن الماضي، فما كان صالحاً ونافعاً لدى السابقون ليس بالضرورة أن يكون كذلك لدى المعاصرون. وأخيراً، علينا أن لا نحكم بصلاح أو طلاح أي شخصية تاريخية دون أن نشك بصحة ما نُقل عنها في كتب التاريخ.



#واثق_غازي_عبدالنبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المحتكرون
- الله لا يحب العبيد
- كُلنا نتبرك بروث البقر
- ديني أم دين آبائي؟
- احذروا من تدين الأبناء
- المبدعون مصيرهم جهنم
- عقدة الزواج الطائفي
- مأساة الثقة العمياء
- جرائم جيش الله المسيحي
- جرائم عقيدة المخلص
- توليستوي والمسيحية
- حزام الكتاب المقدس .. ثلاث حكايات عن أحتكار الحقيقة في أمريك ...
- نقد فكرة المقدس
- عقائدنا من صنع المحيطين بنا
- العقيدة الدينية ومنهج الشك
- في معنى الدين والتدين
- مجرمون ولكن لا يشعرون
- أزمة الطاقة الكهربائية في العراق .. لا تنمية ولا استقرار بدو ...


المزيد.....




- طريقة تثبيت تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2025 TOYOUR BAB ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال اقتحم المسجد الأقصى المبارك 21 ...
- ” أغاني البيبي الصغير” ثبت الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- زعيم المعارضة المسيحية يقدم -ضمانة- لتغيير سياسة اللجوء إذ أ ...
- 21 اقتحامًا للأقصى ومنع رفع الأذان 47 وقتاً في الإبراهيمي ا ...
- 24 ساعة أغاني.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 على النايل ...
- قائد الثورة الاسلامية:فئة قليلة ستتغلب على العدو المتغطرس با ...
- قائد الثورة الاسلامية:غزة الصغيرة ستتغلب على قوة عسكرية عظمى ...
- المشاركون في المسابقة الدولية للقرآن الكريم يلتقون قائد الثو ...
- استهداف ممتلكات ليهود في أستراليا برسوم غرافيتي


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - واثق غازي عبدالنبي - الحاضر مفتاح الماضي