أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد المراكشي - إنتلجنسيا البسوس !!














المزيد.....

إنتلجنسيا البسوس !!


محمد المراكشي

الحوار المتمدن-العدد: 3371 - 2011 / 5 / 20 - 17:46
المحور: كتابات ساخرة
    


الانتلجنسيا..تستوقفني كثيرا هذه الكلمة المنمقة التي يستعملها الكثيرون في بلاداتنا حين يريدون الإشارة إلى المثقفين.. هي كلمة مثيرة و رائعة و جميلة في النطق أحسن بكثير من كلمة النخبة ذات الحروف اللثوية و الحلقية !
حين تسأل الكثير من ناسنا ، تجد أن القليل منهم من يحاول أن يعطي تعريفا مباشرا دون المرور عبر "قالب" الايديولوجيا ! وقالب الايديولوجيا كما أقصده هو أن تقسم الكلمة إلى قسمين إيديو و لوجيا ،لتقول في الأخير في ما يشبه انتصارا معرفيا :هي علم الفكر أو علم الأفكار !
مضحك كثيرا تقسيم الايديولوجيا إلى قسمين ،فإيديو في اللغة الفرنسية تعني غبي ومنه الغباء،بينما لوجيا قريبة من معنى اللوجيك أي المنطق.. ! و الأمر على هذه الحال قد يصبح حسب جني التحليل هو غباء المنطق أو منطق الغباء ! الانتلجنسيا بنفس المنطق قد نقسمها إلى الانتلجن و سِـيا ، فيباح لنا أن نتوهم أن معنى القسم الأول الذكاء و الثاني يقترب من السي أي إي ! لا غرابة في هذا المعنى إن علمنا أن الأمريكان يسمون جهازهم الاستخباري الأسطوري بمركز الانتلجنسيا ! هم أول من عرف ربما بمعنى الانتلجنسيا الحديثة ! قريبة من الاستخبارات !!
أعرف أن الانتلجنسيا هي النخبة ،و النخبة المثقفة بالخصوص ،و التي ظهرت كما تقول التعاريف المدرسية ،في القرن التاسع عشر لتضم المتعلمين و المثقفين و المفكرين.وهم مؤثرون .. ظهرت في روسيا ثم غزا المفهوم صالونات أوروبا وقاعات بلاطاتها الفخمة. ولم تنته عند هذا الحد ،بل اتكأت على تسميات اخرى محايثة مع العزيز المغبون غرامشي..
لكن السؤال الذي يراودني دائما ،هل للعرب انتلجنسيا؟أو هل كان لهم يوما انتلجنسيا و نخبة مؤثرة عبر تاريخهم الغابر والحاضر؟ ! قد يحمل ذاك التاريخ نفسه العديد من الإجابات المتناقضة ،إذ لا يعقل أن تنبت انتلجنسيا في زمن داحس و الغبراء ! و لا في زمن البسوس ! إذ لا أظن أن من أثر في تاريخ تلك الحروب الطاحنة من نخبة أكثر من داحس و الغبراء والبسوس ! فرسان و ناقة انتلجسيا قرن من الزمان !
وبعد زمن أو عصور كان المتكلمون فعلا ،نموذجا للكلام و البوح الانتلجنسوي ،و كالعادة كان نصيبهم ذبحة صدرية تسببت فيها ظلامية العصر..نور وحيد قد نعتز به يوما لو قرأنا تاريخنا في بساطته دون مزيدات متكلمي العصر الحديث !
و في حاضرنا لا يحضرني الكثير من الأمثلة إذ لا يظهر لي أكثر من نخبة القناصة في ثورات مصر و تونس أو نخبة الشبيحة وكتائب الكتاب الأخضر ! و للإستزادة في العلم،بحثت في تلك الثورات عن أثر للمثقفين و النخب المفكرة فلم أجد إلا شبابا يكفر بمثل تلك النخب المتخشبة المهترئة الخائفة دوما و الصامتة أبدا !
يستفزني هذا المفهوم كثيرا ، فالانتلجنسيا فعلا عليها أن تكون انتلجنت فتتنبأ بثوراتها،وعليها أن تكون جنتل فلا تصمت أو تتخلى ، بدل أن تنتظر انتصار الشارع العادي البسيط لتقرأ متأخرة ما وقع ،و تحلل ما حدث ! عليها أن تمتلك ناصية الوخز بإبر المعرفة و التأريخ بالفعل لا أن تتصدر صحفا لا تباع أو تؤثر.. أو أن تأخذ صورة كاريكاتورية لمحللين سياسيين يملؤون الدنيا و يشغلون الناس بالصراخ الذي لم يأخذ من معنى الايديولوجيا إلا الإيديو !



#محمد_المراكشي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ستراوس كان وسمراء من قوم عيسى !
- العصا و الجزرة على الطريقة العربية !
- ضربني الحائط..!
- الزمزمي و الزوجة الميتة..!
- حيا الله من يانا.. !
- الحب في زمن الموت..
- درس فرانكو...
- لا الليل لا الخيل لا البيداء تعرفك.. !
- هزائم شطرنج..
- الحول.. !! ( إلى رشيد نيني ..)
- البرونزاج في الأول من مايو !
- الحصير هو الحل !
- العرب أول من اخترع الفيسبوك !
- بيكيني الحكومة المثقوب !
- من الهيبيزم إلى ثورة الهيب هوب..
- ايميلات مزعجة !!
- سيكولوجية القرعة* !!
- الجريدة الأكثرمبيعا في المغرب..
- الأرض فيها العطر و النساء..
- القرقوبي في لسان العرب!!


المزيد.....




- رشيد مشهراوي: السينما وطن لا يستطيع أحد احتلاله بالنسبة للفل ...
- -هاري-الأمير المفقود-.. وثائقي جديد يثير الجدل قبل عرضه في أ ...
- -جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
- -هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...
- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد المراكشي - إنتلجنسيا البسوس !!