أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فيدل كاسترو - رقصة أموات الوقاحة














المزيد.....


رقصة أموات الوقاحة


فيدل كاسترو

الحوار المتمدن-العدد: 3370 - 2011 / 5 / 19 - 19:52
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


تأملات الرفيق فيدل


سياسة النهب التي فرضتها الولايات المتحدة وحلفاؤها من "الناتو" في الشرق الأوسط دخلت في أزمة. وقد جاءت هذه الأزمة بصورة حتمية مع ارتفاع أسعار الحبوب، الذي تظهر نتئجه بقوة في البلدان العربية، حيث، وبالرغم من الموارد النفطية الهائلة المتوفرة، تتناقض قلة المياه والمناطق الصحراوية والفقر المنتشر مع الموارد المتأتية عن النفط في أيدي القطاعات المتميّزة.

من ناحية أخرى، تتضاعف أسعار النفط ثلاث مرات والثروات وكنوز الأقلية الأرستقراطية تصل إلى بلايين الدولارات.

العالم العربي، ذو الثقافة والمعتقد الديني الإسلاميين غالبان، تعرض للإذلال أيضاً بسبب دولة فُرضت بقوة الدم والنار، وهي دولة عجزت عن الالتزام بالواجبات الأساسية التي دفعت لقيامها، وذلك انطلاقاً من النظام الاستعماري الذي ظل قائماً حتى نهاية الحرب العالمية الثانية، والذي قامت بموجبه القوى العظمى الظافرة في تلك الحرب بتكوين منظمة الأمم المتحدة وبفرض التجارة والاقتصاد العالميين.

بفضل خيانة أنور السادات في كامب ديفيد، لم تتمكن الدولة العربية الفلسطينية من الوجود، وذلك بالرغم من قرارات منظمة الأمم المتحدة الصادرة عن منظمة الأمم المتحدة في شهر تشرين الثاني/نوفمبر 1947، وتحوّلت إسرائيل إلى قوة نووية كبرى حليفة للولايات المتحدة ولحلف الناتو.

المجمع العسكري الصناعي الأمريكي زوّد إسرائيل بعشرات الآلاف من ملايين الدولارات سنوياً، كما زوّد الدول العربية نفسها، التي تقهرها الأولى وتذلّها.

المارد خرج من عنق الزجاجة، وحلف الناتو لا يعرف كيفية السيطرة عليه.

سوف يسعون للاستفادة قدر الإمكان من الأحداث المؤسفة في ليبيا. لا يستطيع أحد أن يعرف في هذه اللحظة ما يحدث هناك بالفعل. فكل الأرقام والروايات، بما فيها أقلها احتمالاً، نشرتها الإمبراطورية عبر وسائلها، زارعةً الذعر والتضليل.

من الواضح أن الداخل الليبي يشهد حرباً أهلية. كيف ولماذا نشبت هذه الحرب؟ من هم الذين سيدفعون الثمن؟

وكالة الأنباء "رويترز" في معرض نقلها لوجهة نظر بنك ياباني شهير، وهو بنك "نومورا"، قالت أن سعر النفط يمكنه أن يتجاوز كل الحدود:

"أكد البنك في بيان أصدره أنه ’إذا ما أوقفت ليبيا والجزائر إنتاجهما النفطي، يمكن للأسعار أن تصل إلى حد أقصى يتجاوز المائتين وعشرين دولاراً للبرميل، وستنخفض القدرة المتوفرة للإنتاج عند منظمة «أوبيك» إلى 2.1 مليون برميل يومياً، وهي كمية مشابهة لكميات الإنتاج المسجّلة خلال حرب الخليج وحين وصل سعر البرميل إلى 147 دولاراً في عام 2008‘".

مَن يستطيع أن يدفع هذا السعر اليوم؟ ماذا ستكون عليه العواقب في خضم الأزمة الغذائية؟

القادة الرئيسيون لحلف الناتو يعيشون حالة جزع. وكالة الأنباء "أنسا" أبلغت أن رئيس الوزراء البريطاني، دافيد كاميرون، "... اعترف في خطاب ألقاه في الكويت أن البلدان الغربية أخطأت في دعمها لحكومات غير ديمقراطية في العالم العربي". يجب تهنئته على هذه الصراحة.

نظيره الفرنسي نيكولاس ساركوزي صرّح أن "القمع الهمجي والدموي المطوّل للسكان المدنيين الليبيين مثير للاشمئزاز".

وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني قال أن "رقم ألف قتيل في طرابلس الغرب هو رقم ’قابل للتصديق‘، [...] أما الرقم المروّع فسيكون حمام دم".

هيلاري كلينتون قالت: "... ‘حمّام الدم‘ هو ’مرفوض كلياً، ولا بد من وضع حد له‘...".

وتحدث با كي-مون، فقال: "... ’إن استخدام القوة كما يتم استخدامها في البلاد هو أمر غير مقبول على الإطلاق‘.

[...] مجلس الأمن الدولي سيتحرك وفقاً لما يقرره المجتمع الدولي‘.

‘إننا ننظر في مجموعة من الخيارات‘".

ما ينتظر بان كي-مون في الواقع هو أن يقول أوباما الكلمة الأخيرة.

رئيس الولايات المتحدة تحدث عصر هذا الأربعاء وأبلغ أن وزيرة الخارجية ستغادر إلى أوروبا من أجل الاتفاق مع الحلفاء في "الناتو" على الإجراءات الواجب اتخاذها. وعكّسَ محيّاه فرصة للتناحر مع السيناتور عن اليمين المتطرف الجمهوري، جون ماكين؛ والسيناتور الموالي لإسرائيل عن كونيكتيكوت، جوزيف ليبرمان؛ وقادة "حزب الشاي"، من أجل ضمان ترشحه عن الحزب الديمقراطي.

وسائل إعلام الإمبراطورية هيّأت الظروف للتحرك. لن يكون هناك غرابة في حدوث تدخل عسكري في ليبيا، وبذلك يكون مضموناً لأوروبا أيضاً استلام حوالي مليوني برميل من النفط الخفيف يومياً، إذا لم يحدث قبل ذلك ما ينهي قيادة القذافي أو يقضي على حياته.

على كل حال، دور أوباما على نحو بالغ من التعقيد. ماذا ستكون عليه ردة فعل العالم العربي والإسلامي إذا أريقت الدماء بغزارة في هذا البلد جرّاء هذه المغامرة؟ هل ستوقف الموجة الثورية التي اندلعت في مصر تدخل حلف الناتو في ليبيا؟

في العراق أريقت الدماء البريئة لأكثر من مليون مواطن عربي، حين تعرضت البلاد لغزو بحجج زائفة. انتهت المهمة!، هذا ما أعلنه جورج دبليو بوش.

لا يمكن لأحد في العالم أن يكون على اتفاق مع قتل مدنيين عزّل في ليبيا أو في أي مكان آخر. وأتساءل: "هل ستطبّق الولايات المتحدة وحلف الناتو هذا المبدأ على المدنيين العزّل الذين تقتلهم الطائرات بدون طيارين وجنود هذا الحلف يومياً في أفغانستان وباكستان؟

إنها رقصة أموات الوقاحة.

فيدل كاسترو روز

23 شباط/فبراير 2011

الساعة: 7:42 مساءً



#فيدل_كاسترو (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرب حلف -الناتو- الحتمية
- حلف -الناتو- والحرب والكذب والصفقات التجارية
- الزلزالان
- الكوارث التي تتهدد العالم
- شهادة حسن سلوك
- قتل بن لادن: الأكاذيب والخفايا
- اغتيال أسامة بن لادن
- التحالف المتكافئ
- الحذاء يعصر قدميّ
- النوايا الحقيقية -للتحالف المتكافئ-
- بين الهجرة والجريمة
- حرب حلف -الناتو- الفاشية
- نارٌ يمكنها أن تحرق الجميع
- كارثة اليابان وزيارة صديق ..
- الأفضل والأكثر ذكاءً
- الشمال المضطرب والهمجيّ
- معركة خيرون [خليج الخنازير]
- مداولات المؤتمر
- غيابي عن اللجنة المركزية
- بدون عنف ولا مخدّرات


المزيد.....




- علماء: الذكاء الاصطناعي يوسع الفجوة بين الفقراء والأغنياء
- الشيوعي السوداني يعبر عن تضامنه الكامل مع الشعب السوري وقواه ...
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 595
- اشتباكات عنيفة في بوينس آيرس بين قوات الأمن والمتظاهرين احتج ...
- رائد فهمي: المنظومة الحاكمة تقف على أرض مهزوزة والتغيير الشا ...
- نداء أوجلان.. توقعات مرتفعة ومسار سياسي ينقصه الوضوح
- تزايد أعداد التكايا في الضفة الغربية.. ملاذ الفقراء والنازحي ...
- م.م.ن.ص// مرة أخرى منطقة صفرو تبرز في واجهة محاربة الغلاء
- بدء مفاوضات تشكيل حكومة المحافظين والاشتراكيين في ألمانيا
- عن جدوى المقاومة والبكاء على أطلال أوسلو


المزيد.....

- البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية / حازم كويي
- لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات) / مارسيل ليبمان
- قراءة ماركسية عن (أصول اليمين المتطرف في بلجيكا) مجلة نضال ا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسائل بوب أفاكيان على وسائل التواصل الإجتماعي 2024 / شادي الشماوي
- نظرية ماركس حول -الصدع الأيضي-: الأسس الكلاسيكية لعلم الاجتم ... / بندر نوري
- الذكاء الاصطناعي، رؤية اشتراكية / رزكار عقراوي
- نظرية التبادل البيئي غير المتكافئ: ديالكتيك ماركس-أودوم..بقل ... / بندر نوري
- الذكرى 106 لاغتيال روزا لوكسمبورغ روزا لوكسمبورغ: مناضلة ثور ... / فرانسوا فيركامن
- التحولات التكتونية في العلاقات العالمية تثير انفجارات بركاني ... / خورخي مارتن
- آلان وودز: الفن والمجتمع والثورة / آلان وودز


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فيدل كاسترو - رقصة أموات الوقاحة