أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - الاء حامد - الإرهاب والإسلام ج5 العراقيين ضحية!!














المزيد.....

الإرهاب والإسلام ج5 العراقيين ضحية!!


الاء حامد

الحوار المتمدن-العدد: 3370 - 2011 / 5 / 19 - 16:41
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


تطرقا مليا بماهية الإرهاب وتعريفه في الأجزاء السابقة وتحدثنا عنه كآلية لإشاعة الخراب والقتل في مختلف البلدان بدواعي سياسية أو دينية أو أثنية وتحدثنا عن نشأته وطرق تمويله وفيما اذا كان دينيا او دنيويا وذلك عن طريق توظيفه لمصالح دول ومؤسسات او إفراد وشخصيات .. ولكن ما يهم بهذه الجزء هو لماذا وكيف وقع العراقيين ضحية الإرهاب العالمي ؟؟

عندما نتحدث بهذا الشأن لابد ان نمر سريعا بالحقبة المظلمة التي مر بها العراق إبان الحكم الدكتاتوري من قبل حزب البعث واعتماده على القومجية في آليات الحكم , وهي لا شك ساهمت بظهور هذا الاختناق مبدئيا في العراق, مما جعله ساحة لتصفية حسابات الدول الإقليمية المتصارعة في المنطقة وألقت بضلاله حربا بثمانية سنوات أكلت الأخضر واليابس وأرجعته قرونا من التقدم الى الوراء , تلك الفترة التي كان فيها العراق محاربا عن البوابة الشرقية للوطن العربي بالنيابة وبأموال كويتيه سعوديه وعربيه , دفع العراقيين أرواحهم ضريبة لهذه الحرب التي ليس لهم فيها ناقة ولا جمل سوى تلبيه طموحات صدام القومية وأحلامه الوردية في وطنا عربيا موحدا يكون هو قائدة القومي وبطله الأوحد , ولكن سرعان ما تلاشى هذا الحلم ليصبح وهما من الضياع والنكبة والحسرة والخذلان في حرب التسعينيات , تلاه حصارا اقتصادي عانى منه العراقيين ما شاء الله ان يعانوا .. حتى سقط مئات ألوف من أطفال العراق جوعا وكمدا وانتشرت الأوبئة والإمراض في مختلف البلاد والعباد .

كما ان بيئة العراق الحاضنة لمختلف الطوائف والاثنيات والقوميات والمذاهب سهلت في استمالتها بزرع بذور العنصرية والتفرقة ما بين مختلف الطوائف ناهيك عن ان صدام نفسه بدعوى القومية حاول ان يجمع بين الشيعة والسنة لضرب الأكراد وبدعوى المذهبية حاول ان يحالف بين الأكراد والسنة لضرب الشيعة وبدعوى الوطنية جمع الثلاثة لضرب إيران,

كل تلك العوامل وغيرها , ومن الفاقة والفقر والحرمان ساهمت أيضا بخلق مناخ يلائم التطرف وبداية لنشر الإرهاب في بلاد الرافدين قبل دخول القوات الأمريكية إليه لتحتله او لتحرره من النظام الدكتاتوري البائد.

أضف الى ذلك ان الثقافة السائدة في العراق آنذاك ( مع أنها لم تكن ثقافة ديمقراطية ) لعبت دورا أساسيا في تنمية الإرهاب . لان هذه الثقافة كانت تبرر للسلطة إعمالها وتحاول إن تحميها . وبالتالي كان لها تأثير سلبي كبير . فوجد البعض عذرا لما فعله ابن تيميه من تبرير للسلطة وإعمال الحاكم المستبد الذي يأتي عن طريق غير شرعي ودون رغبة الناس, حينما قال( كل متغلب للسلطة يجب إطاعته .. ومن قويت شوكته وجبت طاعته ) ولكن مالم نستطيع ان نجد له عذرا هو العقل العراقي الإسلامي الذي لازال يتوارث هذه الثقافة المقيتة حتى برز فريقا معارضا مدافعا عن صدام ومحاولته إعادة زمرته الى السلطة مرة اخرى بشتى طرق الترويع والقتل والتنكيل .

كما إن الإرهاب الذي وقع تحته العراق من جهة أخرى هو إرهابا سياسيا قاده عددا ممن دخلوا السلطة او العملية السياسية الجديدة في العراق والذين لم يستطيعوا ترك الخيار الألغائي لتفعيل قراراتهم داخل العمل السياسي على حساب المواطن العراقي , على ان هذا الشكل من الإرهاب كان دافعا مهما لظهور ظاهرة العنف الطائفي في العراق اذا ساعدت بعض الكيانات السياسية او الإفراد على ازدهار الإرهاب كشكل للعنف . وكما إن هنالك ظروفا خاصة في المنطقة جعلت العراق أكثر خصوبة لازدهار الإرهاب وابتداع بعض الإشكال له أو تزكيته.

ولاشك أيضا في ان انعدام الحياة السياسية الوطنية السليمة وغياب اطر ومؤسسات المشاركة الشعبية في الشأن العام , ولد مناخا اجتماعيا وثقافيا وسياسيا زاد من فرص الانفجار الاجتماعي وساهم في إقناع العديد من إفراد القطاعات الاجتماعية المختلفة في خيار العنف .

لهذا بات الإرهابيين في العراق يتخبطون بشر إعمالهم الى الدرجة التي أصبحوا فيها لا يميزون بين الأخضر واليابس , فما ردعتهم ساحة الله التي يتعبد فيها العابدون . ولا بيوت أمنة للناس , ولا مدرسة تحتضن براعم الطفولة والبراءة , ولا رمز أنساني يتمثل مؤسسة كالصليب الأحمر الدولي والأمم المتحدة او سفارة هنا او هناك تحاول إقامة روابط المصالح المشتركة لنهضة العراق , ظنا بأن تلك الإعمال الإجرامية ستوهن إرادة الشعب وتطلعاته نحو الحرية والحياة الكريمة.

لازال للحديث بقية في الجزء السادس مع العراقيين ضحية... انتظرونا



#الاء_حامد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإرهاب والإسلام-ج4 الأمويون أنموذجا
- الاسلام والارهاب ج3
- المسالة الاجتماعية والدين الإسلامي
- هل حرق القران حلا؟!!
- العلمانية والاديان وفق نظريتان مختلفتان
- الاسلام والارهاب جزء الثاني
- الاسلام والارهاب الجزء الاول
- ابى العراق ان يثور وينتفض!!!
- العراق ينتفض اليوم وغدا المصير
- متى جياع العراق ينتفضون!!!
- يا مبارك .. يا مبارك .. الطيارة في انتظارك
- رثاء لشهداء الاربعينية من قلب مسيحية
- دروس في ثورة تونس الخضراء
- الهوية الوطنية الحلقة الاخيرة
- الهوية الوطنية ( الحلقة الثانية )
- الهوية الوطنية - الحلقة الاولى
- الطائفية وثقافة الاستئصال في الإسلام ج5
- الطائفية وثقافة الاستئصال في الإسلام ج4
- الطائفية وثقافة الاستئصال في الاسلام ج3
- الطائفية وثقافة الاستئصال في الاسلام ج2


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - الاء حامد - الإرهاب والإسلام ج5 العراقيين ضحية!!