|
مُقارِنة بين الرؤساء
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 3370 - 2011 / 5 / 19 - 11:39
المحور:
كتابات ساخرة
- الرئيس التونسي المخلوع " زين العابدين بن علي " : انه الأكثر حظاً من الرؤساء الآخرين .. والأكثر واقعيةً أيضاً .. فّضلَ الهروب ببساطة ، وبذلك حقنَ الكثير من الدماء ، سواء من مؤيديهِ او مناوئيه .. بعد إختفاءه في السعودية ، إنقطعتْ أخباره ، فلا السعودية تسمح له بأي نشاط ، ولا هو يُريد ان يفعل ذلك . فهَمَ " الرسالة " التي وّجهها له الشعب التونسي ، أسرَعَ كثيراً من الرؤساء الآخرين .. وأدركَ بأن المسألة اكبر من مُجرد إحتجاجات ومُظاهرات ، وان " الجيش " لن ينحاز له ضد الجماهير الغفيرة .. وان أقصى ما إستطاعتْ ان " تجمعهُ " الأجهزة الحزبية والأمنية ، من مُوالين للتظاهر تأييداً لهُ ، في تونس العاصمة ، بعد أيام من بدأ الإنتفاضة ، لم يتجاوزوا المئات فقط ! .. عندها قّررَ النفاذ بجلدهِ كأي مُتهمٍ هارب !. ولأنه تقريباً " مقطوع من شجرة " فليس عنده أولاد كِبار أو أخوان ، فلقد أشركَ أٌقارب زوجتهِ من الأصول الليبية ، في عمليات النهب والسرقة والاستيلاء على الاموال والممتلكات العامة . - الرئيس المصري المخلوع " محمد حسني مُبارك " : أثبتَ بأنهُ أقل ذكاءاً من بن علي ، ولكنه على أية حال ، أذكى وأعقل من القذافي !. بُعدهُ المُزمِن عن الجماهير المصرية ، وجهله بما يجري في الشارع ، طيلة السنوات الماضية ، وإحاطة نفسه بعصابةٍ من المتملقين السارقين .. جعله لا يُصّدِق مُطلقاً بأن كُل هؤلاء الناس يتظاهرون مُطالبين برحيلهِ !. كان يستطيع الخروج من مصر هو وعائلته ، بقليلٍ من " الكَرامة " المُتبقية ، لكنه إعتقدَ جازماً ، ان [ الجيش ] لن يتخلى عنه في النهاية ، وان هذه الزوبعة سوف تخمد بعد فترة قصيرة ، وسيعود من شرم الشيخ ، بعد إصلاحات وتغييرات في الحكومة ، ليُكمِل مشواره الرئاسي !. يُقال ان دخوله المستشفى ، ليسَ بسبب إصابته بنوبةٍ قلبية ، بل ان العتاب الشديد والمُتواصل ، له ، من قِبَل زوجتهِ وأولادهِ ، في شرم الشيخ .. لعدم موافقته على الخروج من مصر وعناده للبقاء .. هو الذي أدى الى وضعهم الحالي .. ولهذا فأن مبارك بدأ ( يَعضُ ) أصابعه ندماً ولساعاتٍ طويلة ، مما سّببَ إلتهابات وجروح في كِلتا يديه !. عموماً ، كان أبناء مبارك وزوجته لهم صلاحيات تفوق صلاحية أي مسؤولٍ في الدولة . - الرئيس اليمني المُرَشَح للخلع " علي عبدالله صالح " : طالما رّددَ انه مُختلِف عن بن علي وعن مبارك .. وهو مُحِقٌ في ذلك تماماً ، فهو " علي نفسه " وليس " بن " علي ، وهو ليسَ " مُبارك " فلا أثرَ لأي بركةٍ فيه ! . على المُستوى الشخصي ، فأنه يُعاني من نواقص ثقافية وعلمية ولغوية ، أكثر من الرئيسَيْن أعلاه .. فمن الشائع ان يرفع المنصوب ويكسر المفتوح ، في كلماتهِ " القّيِمة " التي يوجهها الى الشعب والأمة !... ولأن اليمن دولة عشائرية ومُقّسمة حسب الولاءات ، فما زال هنالك العديد مِمَن يؤيدونه ، ولأن دول الخليج الرجعية المتزمتة ، لاتريد ان يحصل في اليمن ما حصل في مصر .. فهنالك طبخة ، لتنازل علي عبدالله صالح ، عن الحكم ، بالتراضي مع المعارضة ، وخروجه ب " شَرَف " حسب المقاييس العربية العريقة .. فالغرب والخليج يريدون ان يُغادر الرئيس وابناءه واخوانه وابناءهم ، مع ما قّسَم الله لهم من ثروات خلال السنوات الماضية ... وبهذا يكون فعلاً " مُختلفاً " عن بن علي ومبارك !. - الرئيس الليبي المُرّشَح للخلع " معمر القذافي " : انه مثل دولته ، ليس فقط مُختلفاً عن الآخرين ، بل انه فريدٌ من نوعهِ .. فلا ليبيا مثل بقية بلدان العالم ، ولا القذافي مثل بقية خَلق الله !. فالقذافي رئيسٌ " نفطي " وهوبهذا يشبه قليلاً صدام حسين .. فلقد أقسمَ ان يحرق كُل شيء قبل ان يتنازل ، وهو بهذا ، يُلائم تماماً رغبات الغرب .. فهُم يريدون أيضاً تدمير البنى التحتية جميعها .. لكي يقوموا هُم أنفسهم ، بعد مرحلة القذافي .. ب " إعادة بناء " ليبيا الجديدة ، وبأموال النفط الليبي ، حسب السيناريو العراقي !. يشترك القذافي مع علي عبدالله صالح ، بعقلية " بدوية " تقليدية ، لكني أعتقد بأن نهايته ، لن تكون " سعيدة " مثل نهاية صالح .. بل على الأغلب سوفَ يُقتَل أو يُقبَض عليه ، في أي بيتٍ أو زنكةٍ كان يختبأ !. لا أعتقد ان " سيف الإسلام " ولا " عز العرب " يشفعان له . - الرئيس السوري المُرَشَح للخلع " بشار الأسد " : يشعر بالغُبن .. لأن كُل الآخرين ، قضوا عشرات السنين في الحُكم ، وهم عواجيز ومرضى ومتخلفين .. بينما هو ما زال في ريعان الشباب ، ومثقف وخريج جامعة أجنبية ، وأطولهم قامةً !. ما زال يحتفظ ببعض المؤيدين لاسيما من القوى الامنية ، ويتلاعب ببعض الاوراق الاقليمية ... لكن تلوح في الأفق ، ايضاً ملامح نهاية نظامهِ البعثي .. كما يبدو ان الأسد " حائر " ، بين ان يتوجه الى غابات فنزويلا ويعيش مثل الأسد .. أو يُغادر الى روسيا ويتحمل مناخها البارد .. أو يُقاوم على الطريقة الصدامية او القذافية .. انه في صدد ان يُقّرِر خلال الاسابيع القليلة القادمة !.
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
صعوبة فهم السياسة .. نصرالله نموذجاً
-
حاجتنا الى تَطّور حقيقي في الأقليم
-
إتفاقية عراقية امريكية جديدة ، على الطريق
-
الرئيس ونُواب الرئيس !
-
وعود قادة العراق .. والمصداقية
-
الحكومة .. وكيس التبغ !
-
المصيبة الكبيرة ، تُنسينا المصائب الصغيرة
-
بعض ما يجري في إيران
-
المالكي / التيار الصدري .. التحالف القَلِق
-
مخاضات الثورة المصرية : إمبابة وعُمر أفندي
-
بغداد والأقليم .. ترابُط السلبيات
-
مِنْ أينَ لكُمْ هذا ؟
-
في العراق .. كُل شيء طبيعي
-
إبداعٌ وإجتهادْ .. في النهبِ والفسادْ
-
- هند النعيمي - قائدة المُستقبَل
-
المالكي وتحالفاته الشيعية
-
أمريكا صنعتْ بن لادن .. أمريكا قتلتْ بن لادن
-
الثورة في مصر والتغيير في العراق
-
هل يستقبل العراق لاجئين من سوريا ؟
-
حكومتنا .. وعُقدة مصطفى الشكرجي !
المزيد.....
-
-البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
-
مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
-
أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش
...
-
الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة
...
-
المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
-
بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
-
من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي
...
-
مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب
...
-
بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
-
تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|