|
جريمه الارهاب بين النظريه والواقع
نيران العبيدي
الحوار المتمدن-العدد: 3370 - 2011 / 5 / 19 - 08:30
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
العراق سابقا لا يعرف الجريمه الارهابيه ولا وجود للجريمه المنظمه او كما يسمى بالمافيا وحتى بالعصابات الموجوده كانت عصابات عشوائيه تفتقر للتنظيم ولا ترتبط مع المافيا الدوليه باي شكل من الاشكال وقانون العقوبات العراقي رقم 111لسنه 69 لم يحتوي على تعريف للجريمه الارهابيه لكنه عدد بعض اوجه الجريمه التي تعتبر ارهابيه كونها تمس مؤسسات ومرافق الدوله او تنال شخصيات سياسيه واعتبرت ضمن الجرائم التي تمس الصالح العام او النظام في البلد كما ان القانون العراقي لم يفرق بين الجريمه السياسيه والجريمه العاديه وكان التعامل مع الجريمه كجريمه عاديه حيث ان الجريمه السياسيه لاتعتبر سابقه للعود وعقوبه الاعدام فيها تخفف الى السجن المؤبد وصاحب الجريمه السياسيه لايفقد حقوقه المدنيه والقانونيه اثناء السجن الا اننا كما بينا القانون العراقي ساوى بين الجريمتين ولم يعترف بالجريمه السياسيه وهذا قصور قانوني واضح وحين انفتح العراق لكل من هب ودب بعد الغزو 2003 دخلت الجريمه المنظمه الدوليه والجريمه الارهابيه الى العراق ومن اوسع ابوابها ومعها سبل وطرق مبتكره لم ياْلفها القضاء العراقي وحتى اجهزه الشرطه ومكافحه الجريمه من قبل وكان على المجتمع العراقي القليل الخبره بالارهاب التعامل مع الجرائم المنظمه التي نالت من اواسط اجتماعيه عراقيه كبيره ان تتعلم فنون التعامل معها بطوباويه او الاستعانه بخبره اجنيه امريكيه على الغالب لا تعرف دهاليز المجتمع العراق او نمط تركيبته النفسيه والعقائديه بل طبقت نظريات جاهزه حاضره ومطبقه بمجتمعات غربيه لا تخلو من الارهاب الاجتماعي للقضاء على الارهاب الدولي لكل هذا قرر المشرع العراقي اصدار قانون ينظم جرائم الارهاب والمعروف بقانون رقم 13 لسنه 2005 وحتى هذا القانون لم يضع تعريف محدد وواضح للجريمه الارهابيه لكنه عدد الحالات التي يكون فيها الفعل ارهابا وهذا قصور ايضا لكنه اورد تعريف غير مكتمل لكل عمليات الارهاب فقال (كل فعل اجرامي يقوم به فردا او جماعه منظمه استهدفت فردا او مجموعه افراد او جماعات او مؤسسات رسميه او غير رسميه اوقع الاضرار ا بالممتلكات العامه او الخاصه بغيه الاخلال بالوضع الامني او الاستقرار والوحده الوطنيه او ادخال الرعب والخوف والفزع بين الناس او اثاره الفوضى تحقيقا لغايه ارهابيه ) هنا نلاحظ ان الجريمه الارهابيه لها خصويتها تميزها عن بقيه الجرائم كونها لا تنهض كجريمه بحد ذاتها وانما تصبح جريمه مع اقتران الفعل بتوصيف يتعلق بالتخويف واثاره الرعب بين المواطنيين لاهداف ارهابيه اما لحمل ا الحكومه لتبني موقف معين او لجر المواطنيين لتبني افكار جماعات معينه فقدت لغه الحوار والتفاهم فلجات الى الارهاب لفرض افكارها كما في الفرق والافكار السلفيه التي تتعمد فرض ايدلوجيتها الفكريه المرفوضه في المجتمع العراق لذا تراها تلجاء للتخويف والرعب والفزع الا ان هذا التعريف يبقى تعريف غير شامل للجريمه وفيه نواقص ومن وجهه نظري القانونيه امييز جريمه الارهاب انها لاتعني شخص معين اي ان الباعث على الجريمه لا يرتبط مثلا بقتل شخص معروف لهم واما الشخص لا على التعيين والباعث غير شخصي هدفه الاساس احداث العنف والقتل اي كان المجني عليه على ان الاعمال الارهابيه تنشط في المدن لكي تقع تحت طائله الاعلام لنشر الفزع في اوساط كبيره واشاعه الفوضى وجذب الانتباه لذا خيارات الارهابيين للاعتداء على مواقع معروفه لاحداث الصدمه بين المجتمع الانساني والبشري كما في حاله اختيارهم برج التجاره العالمي في امريكا الاعتداء الذي وقع في سبتمبر 11 وعادة الاجهزه التي تتولى محاربتها هي اجهزه شرطه او مكافحه الارهاب وبهذا هي تختلف اختلاف كلي عن المليشيات المسلحه التي تناضل من اجل التحرير او مباديء تعتبر مشروعه والتي تلقي حاضنه لها ومشجع لتبنيها بين القرى والارياف مثل الكفاح المسلح للاكراد سابقا عكس الارهاب فهو منبوذ من قبل المجتمع والمليشيات المسلحه او حرب الانصار عاده تعالج بالجيش وليس بالشرطه والشخص الذي يقع بيد الدوله يعامل على انه اسير على الرغم من تعامل الدوله العراقيه سابقا لهم على انهم خارجين على القانون عكس الارهابي الذي يعامل على انه مجرم اما جرائم الاغتيال التي هي ايضا احد اوجه جرائم الارهاب تتداخل مع العنف السياسي التي قد تلجاء اليها الدوله للتخلص من مناؤيها او المناهضين لها او للتخلص من احد الشخصيات السياسيه بهدف اراده سيطره جماعه معينه للوصول للسلطه باسلوب او اخر فتختلط الجريمه السياسيه مع الارهاب وارهاب الدوله لتكميم الافواه ونشر سيطرتها وعاده هذه الجريمه تنشط في الدول التي هي على اعتاب الديمقراطيه ولكنها ليست مؤمنه بها ايمان للوصول الى الهدف باساليب ديمقراطيه او حوار عن طريق وسائل الاعلام والنشر وهناك امثله كثيره راح ضحيتها الخلط بين الاانسان وبين وظيفته التي ادت بحياته فكانوا الاشخاص ضحايا لوظائفهم مثل اغتيال بناظير بوت وعاده تكون الدول الاجنبيه مكان لتنفيذ الاغتيالات السياسيه لانها تكون بعيده عن الحمايه الوطنيه لهذه الشخصيات او لابعاد الشبهه عن الجهات المنفذه كما في حادث اغتيال حردان التكريتي في الكويت على ان الدول الكبرى الان تخلط مابين الارهاب والدفاع الشرعي للمواطنيين ضد الغزو الاجنبي وتدخلها ضمن قائمتها للعمليات الارهابيه ضد قطاعاتها العسكريه المتواجده في البلد المحتل الا اني اود ان اشير هناك خيط رفيع بين المقاومه والارهاب متى ما استهدفت العمليات المدنيين وعملت على اخافتهم وافزاعهم مستغله عنصر المفاجئه وكانت المدينه والمؤسسات الحكوميه والمرافق العامه هدفا لها فهي ارهاب اما اذا كانت العمليات ضد قطاعات عسكريه اجنبيه بعيده عن المدن ولا تعمل على تخريب المؤسسات الحكوميه والغير حكوميه اعني المرافق العامه والبنى التحتيه فهي مقاومه و يجب ان يكون سلاحها ظاهرا ولها شعار يميزها وعلامه معينه تصتبغ بها على ان الدول الكبرى تتلاعب بتعبير الارهاب بشكل واخر وتدخل ضمن نظريه محاربه الارهاب الدولي الضربه الاستباقيه لكنها تمارسه وفق اهوائها خارج نطاق العرف الدولي بما تمتلكه من امكانيات ماديه وتكنلوجيه تجعل الدول الاخرى تحت طائله اعمالها فالضربه الاستباقيه التي اقدمت عليها اسرائيل لضرب المفاعل النووي بحجه الخوف من ارهاب العراق لها هو ارهاب دولي بحد ذاته كما ان اختطاف السلطات الفرنسيه لطائره مدنيه لاعتقال خمسه من قاده الثوره الجزائريه سنه 1956 هو ارهاب دولي ايضا واخيرا تعريف الارهاب يبقى تعريف حديث وجد في السنيين الاخيره وان كان مورس في المجتمعات القديمه وفي حضاره الانكا عندما كان الارهابيون يختطفون الهتهم للتحكم بهم او لتنفيذ مطالبهم الا ان على الانسانيه ايجاد حلول ناجعه لانهاء حاله الفقرالعالمي ومحاربه الفوارق العلميه والعمليه بين المجتمعات وايجاد سبل دوليه مسالمه للتفاهم بين الشعوب وعدم اعتماد معايير مزدزجه لتعريف الارهاب واحترام اراده الشعوب وثقافاته والا ظل السلم العالمي مهددا بالارهاب
نيران العبيدي كندا
المصادر قانون الارهاب رقم 13 لسنه 2005 مفهوم الارهاب في القانون الدولي تعريف جريمه الارهاب للقاضي سالم روضان الموسوي
#نيران_العبيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كركوك ليست الدراجه الهوائيه للكمسمول يا سياده الرئيس
-
السيده الخرساء وقصر العزله اسطوره عراقيه للكاتب سليم مطر
-
ثلاث قصص قصيره جدا
-
على هامش التداعيات
-
لمصلحه من كل هذا ؟؟
-
على هامش مقابله رئيس الوزراء الاسترالي
-
رائحه البنفسج
-
موسم الرحيل
-
مقال قصير بعنوان لا داعي للاسفاف
-
ليلة نصف مقمرة
-
قصه العم توما
-
قصه في غرفه التحقيق
-
العنف ضد المراءه في كردستان
-
اعلى درجة لاعلى اضطهاد او القبج الاسود
-
شعر وشعراء
-
عابر ديالى
-
خاطره ارقام
-
ادب الكاتب العراقي اليهودي سمير نقاش
-
تداعيات بين انا فرانكلين وانور شاؤل
المزيد.....
-
كان على متنها.. رجل -يكبر ويتشهد- قبل لحظات تحطم الطائرة الأ
...
-
بمساعدة الذكاء الاصطناعي.. شاهد -الثلوج تكسو- أبرز معالم دبي
...
-
الدفاع الروسية: تحرير بلدتين جديدتين وحصيلة خسائر أوكرانيا ا
...
-
كوريا الجنوبية تصوت لعزل الرئيس المؤقت هان داك سو
-
عملية طعن في هرتسليا، وإسرائيل -أحرقت- مستشفى كمال عدوان في
...
-
بعد أقل من أسبوعين على استلام مهامه.. برلمان كوريا الجنوبية
...
-
مالي: مقتل 69 مهاجرًا على الأقل من بين 80 بعد غرق قارب قبالة
...
-
الحرب الأهلية في السودان تخلّف أزمة إنسانية غبر مسبوقة: 150
...
-
نيوجيرسي: انهيار أرضي يغلق الطريق السريع 80 ويؤثر على حركة
...
-
البرلمان الكوري الجنوبي يعزل رئيس البلاد بالوكالة
المزيد.....
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
المزيد.....
|