أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - جمال الهنداوي - المبادرة الخليجية..فشل جديد..














المزيد.....

المبادرة الخليجية..فشل جديد..


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 3370 - 2011 / 5 / 19 - 08:29
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


تشير الانباء التي تناولت خبر مغادرة السيد عبداللطيف الزياني العاصمة اليمنية صنعاء بحقائب فارغة الى نهاية حزينة لسلسلة طويلة من الأنباء المتضاربة التي تحدثت عن عزم اكيد للرئيس علي عبدالله صالح وأحزاب المعارضة في اقرار مبادرة دول مجلس التعاون الخليجي.. وتؤكد الفشل المتكرر لمحاولات دول المجلس في دفع اطراف الازمة اليمنية على وضع توقيعهم على هذه المبادرة الرامية الى تقديم الحلول للمأزق السياسي والامني في الجار الجنوبي المنهك..
فشل قد لا يكون كافيا لكي تنفض دول الخليج يدها من محاولة البحث عن طريقة لتحقيق هذا الخيار ..ولا الى الالحاح عليه حتى مع القناعة بالمخاطر التي قد تصاحب مثل هذه الحلول الاقرب الى اللفلفة وحرق الحقائق والتي تكتب بحبر مغمس بالفزع والهلع من القادم من ايام..لما يبدو انه مسألة وجودية بالنسبة للمنظومة الخليجية القلقة من تصاعد الاحتجاجات على مقربة من حدودها ومجتمعاتها وعلى مرمى هتاف زاعق من اسماع شعبها..
وهذا القلق قد يكون هو المبرر لكل تلك المرونة التي تتعامل بها دول الخليج مع فقرات المبادرة والانفتاح الكامل والتهيؤ التام لادخال اي تعديل او مقترح عليها ما دام لا يمس جوهر وروح التصور الخليجي للحل المستند على اولية تطويق واستبعاد مشاركة القوى الشعبية الفاعلة على الارض والممثلة بشباب الثورة اليمنية المباركة وحصرالحل ما بين سلطة متهالكة على شفا جرف من الانهيار واحزاب معارضة اليفة مستأنسة تشترك مع النظام بروابط متميزة وتتحصل على قناعة الوسيط الاقليمي بامكانية احلالها محل الرئيس علي عبدالله صالح بما يحقق تغييرا سطحيا مشفوعا برسوخ وتصليد لاليات الحكم المرضي عنها خليجيا ووأد المطالبات الشعبية القوية الرامية الى تعبيد الطريق نحو بناء الدولة المدنية الحديثة المعلية لمبادئ الديمقراطية والتعددية والتداول السلمي للسلطة وحقوق الانسان..
ولكن تكرار الفشل في تمرير هذا التصور يدفع الى السطح بالثغرات التي تعتري هذه المبادرة وتتعلق باسلوب التعامل الخليجي مع الازمة وحصرها ضمن الاطار القبلي الفردي المنغلق الذي يحكم اليات اتخاذ وصناعة القرار في المنظومة الخليجية..فالمبادرة لم تكن مستندة الى اتصالات ومباحثات او جس نبض مسبق لاطراف النزاع او على قراءة سليمة لطبيعة الصراع ولا الاعتماد على سوابق تاريخية او معطيات سياسية او اجتماعية معبرة عن مفردات الواقع اليمني الراهن على الارض..والاهم من كل ذلك كان التوجس المبرر من حيادية مجلس التعاون الخليجي تجاه بعض القوى التي تتحكم بالمفاصل الحقيقية للازمة وتحسسه المعلن تجاه متبنياتها ووجهات نظرها نحو طبيعة الاصلاح المنشود الذي يحقق الطموحات الشعبية في الحرية والعدالة والمساواة والتنمية الاجتماعية والاقتصادية..
ان اساس المشكلة التي تواجه دول مجلس التعاون في تمرير مبادرتهم يتجلى في تجاهل –او تغافل- المبادرة الكامل لعجز احزاب اللقاء المشترك عن رفع وانهاء الاعتصامات والاحتجاجات الشعبية كشرط رئيس من حزب المؤتمر الشعبي الحاكم للتوقيع على المبادرة..وان تلك الاحزاب التي وضعت في الطرف المقابل والوحيد للرئيس صالح لا تملك التفويض ولا السطوة ولا السيطرة على الشارع المنتفض الثائر..وان الناس الذين يملأون الازقة والشوارع والساحات بهتافات التغيير ورحيل النظام لم يخرجوا بناء لطموحات هذا السياسي او نداءات ذاك الزعيم..بل استجابة للشعور العالي بالظلم والرغبة في اطلاق مسيرة الحوار الوطني المفضي الى دولة العدل والمساواة والقانون..وان الحراك الشعبي السلمي والحضاري الذي اسقط مقولات الفوضى والشعب المسلح يمتلك ويتحصل من الوعي والقرار الموحد ووضوح الرؤية والهدف ما يجعله في موقع الرقم الصعب في اي مبادرة او حل يمكن ان يطرح او يلوح به كمخرج ملائم من الازمة الحالية..
وان اي محاولة للقفز على هذه الحقيقة الساطعة والواقع المتجسد على الارض لا يمكن عدها الا نوع من التغابي او المخاتلة او الرغبة في شق قوى المعارضة ونقل التنازع الى ساحات الحراك الشعبي وتحييد الحكم وضمان هيمنته على اي شكل مستقبلي لادارة البلاد..
اول الحل هو في الاعتراف بحقائق النهار الذي نعيشه والاذعان لمنطق العصر وصوت الشعب الذي حدد وحصر خياراته في رحيل النظام ومحاكمته واطلاق عمليته السياسية الرامية لبناء الدولة الديمقراطية التعددية التداولية..وعلى دول الخليج صياغة مبادراتهم على اساس هذه الحقائق لكي يكون لهم مكان تحت شمس الحرية اليمني القادم في يوم لا ريب فيه..وان محاولات التعاطي مع الشأن اليمني من منطق التبعية والحدائق الخلفية قد تم تجاوزها من قبل الزمن والاحداث وديست تحت اقدام الثوار في ساحات العز والكرامة..ودون هذه القناعة..لن يكون للمبادرة الخليجية اي حظ من النجاح مهما طرأت عليها من تعديلات او تعددت اللقاءات حولها..



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هواء كلينتون الضائع..في شبك الاسد..
- دماء كراتشي..تسفك في اسلام آباد..
- توافق عربي..ام تخوف من الانتخاب؟؟
- العراق والكويت..مرة اخرى!!
- سياسات مفتوحة النهايات..
- الفتنة لم تعد نائمة..فلنفقأ عينيها..
- سقوط ثقافة الحزام الناسف..في عصر الشعوب الحية..
- يا ايها الطائفيون..لا نعبد ما تعبدون..
- ثقافة التلقين..والخطاب الفكري المدجن..
- نعم..ليس دفن البحر من الدين في شئ..
- القضاء على بن لادن..خطوة في منتصف الطريق..
- المبادرة الخليجية..حل الازمة أم أزمة الحل..
- تضامن الشعوب الحرة ضد عولمة القمع..
- فقه الثورة..وفقه الثريد..
- النظام الرسمي العربي..وازدواجية التخوين والتهليل..
- افيال النظام..وحقائق الارض الجريحة..
- يخرج الحي من الميت..
- الثورة المضادة والهجوم المعاكس..
- انصافا لحق الشعوب في تحقيق ارادتها..
- أم القمم..


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - جمال الهنداوي - المبادرة الخليجية..فشل جديد..