|
غياب الرئيس .. ؟؟ التحديات والاسئلة الصعبة
خالد منصور
عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني
الحوار المتمدن-العدد: 1005 - 2004 / 11 / 2 - 09:54
المحور:
القضية الفلسطينية
غياب الرئيس .. ؟؟ التحدّيات والأسئلة الصعبة
مع اعتلال صحة الرئيس ، وسفره المفاجئ للعلاج في الخارج ، ومع نشوء الفراغ القيادي الذي لا بد لنا من الاعتراف بنشوئه ، اصبح لزاما علينا نحن الفلسطينيون ترك العواطف جانبا ، والانتباه إلى أن مرض الرئيس في هذه الظروف الفائقة الخطورة ، يستوجب علينا الإسراع بإعادة ترتيب أوضاعنا بشكل افضل ، وتوحيد صفوفنا ، وتصليب جبهتنا الداخلية ، لمواجهة التطورات والاستحقاقات التي تنتظرنا ، والتي يأتي في مقدمتها - خطة شارون الأحادية الجانب ، ونتائج الانتخابات الأمريكية - ، إن غياب رئيسنا القسري يضع كافة قوانا السياسية ، ومؤسساتنا الأهلية واتحاداتنا الشعبية الآن أمام تحد كبير ، ويلزمها بالإجابة السريعة على السؤال الهام والمحوري ، حول مدى أهلية وقدرة مؤسساتنا القيادية الشرعية على ملئ هذا الفراغ = الذي نتمنى من كل قلوبنا أن يكون مؤقتا ، وان ينتهي بأسرع وقت ، ليعود الرئيس شافيا معافى ، ليمارس دوره القيادي على اكمل وجه = .. ولكن السؤال عن حضور وفعالية مؤسساتنا القيادية المناط بها اتخاذ القرارات الحاسمة والمصيرية ، والتي مهمتها تسيير أمور الحياة اليومية لشعبنا ، كالمجلس الوطني ولجنته التنفيذية ، والمجلس التشريعي ومجلس الوزراء والمجلس الأعلى للقضاء ومجلس الأمن القومي .. السؤال عن هذه المؤسسات يصبح اليوم اكثر إلحاحا ، لانه لطالما تحدثنا سابقا عن أننا نبني دولة المؤسسات والقانون .. لكننا وفي هذه اللحظة الحرجة مضطرين للاعتراف أن هذه المؤسسات التي لا يمكن ولا يجوز لنا المس بشرعيتها .. بأنها لم تكن تعمل بالشكل الصحيح والمنتظم ، ولم تمارس دورها سابقا كهيئات صاحبة قرار ، ولم تكن عضويتها واضحة ومعروفة الحدود ، الأمر الذي يؤكد على الحاجة لإجراء الانتخابات الفلسطينية العامة والمحلية ، حتى يكون لدينا قيادة وطنية منتخبة ، قادرة على اتخاذ القرارات بتفويض واضح من الشعب ، ( وهذا يغلق الطريق على كل المتشدقين ، المنادين بتشكيل هياكل قيادية فضفاضة ، تحمل أسماء براقة وجذابة ) . إن المطلوب الآن من القيادة الفلسطينية وأمام هذا الحدث العصيب ،التحلي بأكبر قدر من المرونة ، والحفاظ على استقرار واستمرار وانتظام عمل مؤسساتنا القيادية ، وتجاوز كل الخلافات الثانوية ، والابتعاد عن تصفية الحسابات ، والتوقف عن البحث بروح الأنا عن المكانة والدور الخاص ، والتوجه بصدق وبروح مسؤولية ، لإنجاز الحوار الوطني الذي كان قد بدا قبل وقت طويل وقطع شوطا كبيرا للخروج باتفاق وطني واضح ومفهوم ، يحدد خطابنا السياسي الذي سنتوجه به لشعبنا كما سنتوجه به للعالم الخارجي ، ويحدد ويوحد تكتيكاتنا النضالية ، التي تتماشى مع قدراتنا واوضاعنا ، وتتناسب مع ظروف المرحلة .. ولا بد للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أن تقوم بدورها الكامل كقيادة عليا للشعب الفلسطيني ومرجعية لكل الأطر والمؤسسات الأخرى ، بما فيها السلطة الوطنية ( بمجلسيها التنفيذي والتشريعي ) - كونها تمثل الإجماع الوطني ، وتضم في صفوفها جميع الأطراف الفلسطينية - على أن يجري البحث جديا عن سبل مشاركة القوى الإسلامية في كامل المؤسسات الفلسطينية لتساهم في اتخاذ القرارات وتشارك في تنفيذها ، على قاعدة البرنامج السياسي الذي سينتج عن الحوارات الوطنية الفلسطينية الشاملة التي يجب أن تتسارع . إن المهمات المركزية التي يتوجب على مؤسساتنا القيادية وفي مقدمتها اللجنة التنفيذية القيام بها في هذه اللحظة هي : - 1. توحيد الجهد السياسي والنضالي الفلسطيني على قاعدة التمسك بالثوابت الوطنية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ، وفي مقدمتها إزالة الاحتلال والاستيطان وجدار العزل العنصري ، وبناء الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة الكاملة وعاصمتها القدس وفق قرارات الشرعية الدولية 242 و 338 وحل قضية اللاجئين على أساس قرار الأمم المتحدة رقم 194 ، والقيام بأوسع نشاط سياسي على المسرح الدولي لاعادة التعاطف والتأييد الدوليين مع قضايا شعبنا ومن اجل دفع المجتمع الدولي للتحرك جديا لالزام إسرائيل بالتوقف عن سياساتها الإجرامية بحق شعبنا والقبول بالدخول في عملية سياسية مع القيادة الفلسطينية الشرعية وتنفيذ القرارات الدولية . 2. مواجهة خطة شارون ( إعادة الانتشار من طرف واحد ) برفضها وعدم التعاطي معها أو القبول بأي التزامات أمنية تفرض علينا مقابل تنفيذها ، لأنها خطة تكرس الاحتلال في مناطق الضفة الغربية ، وتجزئ الوطن الواحد إلى كانتونات ، وتهدف إلى فرض مزيد من الوقائع الاستيطانية على الأرض ، بالاستمرار ببناء جدار الفصل والعزل العنصري ، واعتبار خروج المحتلين عن أي شبر من أرضنا الفلسطينية هو إنجاز ونصر وطني ، على أن تقوم السلطة الوطنية بدورها كاملا في حفظ الأمن والنظام ، وادارة الحياة اليومية للسكان ، وفي معالجة جميع القضايا والمشاكل التي خلفها الاحتلال ، والاهتمام الجدي بتحسين أوضاع الجماهير . 3. العمل على مواصلة التحضيرات والاستعدادات لإجراء الانتخابات الفلسطينية للمجالس البلدية والقروية وكذلك الانتخابات التشريعية والرئاسية .. 4. من اجل تعزيز الصمود الوطني وتصليب جبهتنا الداخلية لا بد من القيام بعملية إصلاح جذرية للأوضاع الداخلية بما فيها إصلاح الأوضاع في الأجهزة الأمنية بتوحيدها واعادة تعريفها وتحديد صلاحياتها ، وكذلك القيام بإصلاح إداري ومالي لمؤسسات السلطة الوطنية ولكافة المؤسسات الأخرى ، ومكافحة الفساد وسوء الائتمان بفتح الكثير من الملفات التي تم التقدم بها من قبل المجلس التشريعي إلى النائب العام الفلسطيني ، ومواجهة حالة الفوضى والفلتان الأمني ، وتنفيذ خطط وبرامج تخفف من أعباء الجماهير الشعبية ، وتحسن من أوضاعها المعيشية .
خالد منصور عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني مخيم الفارعة – نابلس – فلسطين 1/11/2004
#خالد_منصور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
شركاء في المسؤولية
-
عفوا معالي الوزير
-
من قصص المعاناة الفلسطينية .. يوم في حياة موظف
-
زيتنا احمر
المزيد.....
-
مسؤول عسكري بريطاني: جاهزون لقتال روسيا -الليلة- في هذه الحا
...
-
مسؤول إماراتي ينفي لـCNN أنباء عن إمكانية -تمويل مشروع تجريب
...
-
الدفاع الروسية تعلن نجاح اختبار صاروخ -أوريشنيك- وتدميره مصن
...
-
بوريسوف: الرحلات المأهولة إلى المريخ قد تبدأ خلال الـ50 عاما
...
-
على خطى ترامب.. فضائح تلاحق بعض المرشحين لعضوية الإدارة الأم
...
-
فوضى في برلمان بوليفيا: رفاق الحزب الواحد يشتبكون بالأيدي
-
بعد الهجوم الصاروخي على دنيبرو.. الكرملين يؤكد: واشنطن -فهمت
...
-
المجر تتحدى -الجنائية الدولية- والمحكمة تواجه عاصفة غضب أمري
...
-
سيارتو يتهم الولايات المتحدة بمحاولة تعريض إمدادات الطاقة في
...
-
خبراء مصريون يقرأون -رسائل صاروخ أوريشنيك-
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|