|
حكمة اليوم -لهنية- :لا عودة لفلسطين الا بالعودة لرب العالمين !!
خليل خوري
الحوار المتمدن-العدد: 3369 - 2011 / 5 / 18 - 18:15
المحور:
كتابات ساخرة
حكمة اليوم "لهنية" : لا عودة لفلسطين الا بالعودة لرب العالمين !!
لفترة طويلة من الوقت كنت اتوهم انه بلا استخدام المنهج المادي الجدلي وبلا معاينة للواقع الملموس بتجرد وموضوعية لا يمكن لاي مشتغل بالعمل السياسي ان يدلي براي صائب في اي حدث يقع على وجه الكرة الارضية بل انني كلما سئلت عن الاسباب التي ادت الى اندلاع الحربين الاولى والثانية كنت قبل ان اجيب ويا لغبائي او لنقل لولعي الشديد استعين بالمنهج الجدلى وكأن لا تفسير لهذين الحدثين من الصراعات الدولية سوى انها لا تندلع ثم ينطفىء اوارها الا بفعل التناقضات الكامنة فيها ثم كنت اجيب بلغة الواثق : السبب في وقعها ايها الرفاق يعود الى الصراع الناشب بين الدول الكبرى على اقتسام الاسواق العالمية وبعد ان اتوسع في موضوع المنافسة التي كانت قائمة بين الصناعيين ترويجا لمنتجات مصانعهم وتصريفا لها في الاسواق العالمية باسعار اغراقية ازاحة لهذا المنافس او ذاك انتهي بتحليلاتي قائلا بنبرة واثقة : ولا ننسى يا رفاق ان الالمان لم يشعلوا هذه الحرب الا للسيطرة على حقول النفط في الشرق الاوسط وسلة الخبز في اوكرانيا ومناجم الذهب في روديسيا ولهذا دب الخلاف بينها وبين بريطانيا واميركا ثم تتطور الخلاف بينهم الى حد اشعال الحربين . ولم اتخلى عن هذا المنهج كلما كتبت موضوعا او ابديت رائيا في الاسباب التي ادت الى وقوع النكبة الفلسطينية وما ترتب عليها من نتائج مثل قيام دولة اسرائيل على مساحة لا تقل عن نصف اراضي فلسطين بعد تطهيرها من سكانها الاصليين الفلسطيننين وطردهم بعيدا عنها باتجاه العمق العربي وهنا ايضا كنت " اخبّص" قائلا وباقتضاب شديد : السبب يا رفاق يعود الى التفوق الحضاري لليهود والى الدعم الامبريالي لهم . ثم اختتم كلامي مطالبا الشعب الفلسطيني ان ينبذ الخلافات وبان يكتسب المعرفة العلمية ويناى بنفسه عن الغيبيات سبيلا لتعظيم قدرات صموده في مواجهة العدو المتغطرس ولانجاز مهمات تحرره الوطني . لم انتبه انني كنت اخبص كما كنت اشرّق واغرّب في تفسير الاحداث ولم ادرك ان ان التناقضات الكامنة فيها لن تكون في كل الاحوال السبب الرئيسي في حدوثها والناظم لصيرورتها الا في اليوم الذي اصغيت فيه جيدا الى الخطاب الذي القاه رئيس الحكومة المقالة والزعيم الحمساوي اسماعيل هنية " ابو العبد ما غيره " بمناسبة مرور 63 عاما على النكبة الفلسطينية وحيث بشر في نهايته الشعب الفلسطيني ومعه الامتين العربية والاسلامية قائلا : لا عودة الى فلسطين الا بالعودة لرب العالمين . هنا زالت الغشاوة عن عيوني واخذت اعيد النظر في وجهات نظري السابقة المستندة الى المنهج المادي سيء الذكر ثم تذكرت ان هزيمة هتلر لم تحصل كما كنت " اتفصحن" بسبب هزيمة قواته على الجبهة الشرقية ولا لانضمام اميركا الى اعدائه من الحلفاء ولا الى توسيع جبهاته القتالية رغم ضعف قدرات المانيا البشرية والمادية قياسا بقدرات خصومه ولا الى غيرها من الاسباب الملموسة التي كثيرا ما يهذر بها المؤرخون بل لان الذات الالهية قد استشاطت غضبا بعد ان شاهدت هتلر في كوة من السماء تارة يقبل عشيقته ايفا براون وتارة ينكحها خلافا لتعاليمه السماوية والتي تحظر الزنا ولا تسمح بالمضاجعة اوحتى " اللحمسة والتحسيس" الا بعد ان يعقد قران الطرفين بواسطة قسيس او شيخ او حاخام اوغيرهم من رجال الدين الذين اعطاهم توكيلا سماويا بانفاذ عقود النكاح , ثارت ثائرة رب العالمين في ملكوتة , ولا اقول هذا اعتباطا بل استنادا الى النصوص الانجيلية والتوراتية التى تؤكد " ان الله خلق الانسان على صورته ومثاله وانه في اليوم السابع بعد ان انتهى من خلق وتشكيل الكون قد استراح و استوى على عرشه " اي انه كالبشر تغضبه بعض الافعال وتريح اعصابه افعال اخرى, فانتقم من هتلر لهذا السبب وليس لاي سبب اخر فوقف رب العالمين الى جانب الحلفاء مساندا مؤازرا لهم ضد قوى المحور وبذلك انتهت الحرب بتدمير المانيا وبانتحار هتلر وعشيقته ومقتل عشرين مليون الماني !!! عندما استعرضت امام احد الاصدقاء اسباب النكبة وقلت له بان رب العالمين لم يقف الى جانب اليهود وينصرهم على الفلسطينيين والدول العربية الا لان رب العالمين قد استشاط غضبا منهم بعد ان راى رجالهم وايضا من كوة في السماء يحلقون ذقونهم بدلا من اطالة لحاهم ويلبسون السراويل الاروبية بدلا من الدشاديش ويذهبون الى دور السينما والكباريهات بدلا من ان يذهبوا الى المساجد والكنائس لاداء طقوس العبادة وبعد ان راى نساءهم قد تخلين عن النقاب والحجاب واخذن يظهرن امام الرجال سافرات وشبه عاريات هنا قاطعنى صديقي قائلا : وهل تريد ان تقول لي ان ان رب العالمين قد سمح لليهود بتدمير غزة لنفس الاسباب وليس بسبب مبارزتهم بالصواريخ القسامية ؟ اجبته قائلا : طبعا طبعا ولكن اطمئن فلن يجتاح اليهود غزة مرة اخرى لان رب العالمين لن يسمح لهم بذلك بعد ان حظرت حماس على المتاجر عرض الكلاسين النسائية في الفترينات ومنعت ايضا النساء تدخين التارجيلة في الاماكن العامة . الا تعلم ان لاشيء يجعل رب العالمين يهتز على عرشه غضبا وكما ماد به حزنا عندما توفي احد الصحابة ثم يدمر بلدا باكملها الا عندما يرى ولو ذكرا واحدا يبيع كلسونا لانثى او يرى الاخيرة تنفث سيجارا في الاماكن العامة ؟؟؟ في النهاية وعلى ضوء ما تقدم من حقائق ملموسة على الارض وفي السبع سموات لا يبقى امامي من وسيلة اساهم فيها برفع الغمة عن الشعب الفلسطينيى والتعجيل في زوال نكبته الا ان ارفع يداي مناشدا رب العالمين قائلا : مادمت يا رب العالمين لايغضبك من ممارسات عبدك الانسان الا مثل الافعال الشائنة التي تحاربها حماس افلماذا لا تنصر الفلسطينيين على اليهود ثم تمحقهم اليست نساؤهم اكثر تحررا وتبرجا وتهتكا وفجورا من نسائنا ورجالهم اقل اهتماما من رجالنا في اطالة ذقونهم ؟ الا يلبسون الشورتات ولا يخجلون ان يظهروا بها في الاماكن العامة وبعد ان تمحقهم يارب العالمين خذ بيد عبدك اسماعيل هنية وكبّر من حجم دماغه كما ضخمت من قامته كي يدرك ان فرضه حظرا على بيع الكلاسين النسائية من جانب الذكور وان منعه لبث الاغاني العاطفية من الاذاعة والفضائية الحمساوية وتشدده في اطالة لحى الذكور في المجتمع الغزاوي وفي تنقب تحجب النساء ليست من الاشياء التي تبهجك اوتجعلك اقل توترا تجاه عبيدك الفلسطينيين اللهم اجعله يفهم ان هذه االشكليات لن تعيد للفلسطينيين شبرا من الارض المحتلة ولن تمنع اليهود من قتل المزيد منهم ارجوك واتوسل اليك ان ترسل له الملاك جبريل كي يقول له ايضا بان الشيوعيين الفيتناميين ومثلهم البلشفيين في الاتحاد السوفييتي لم يهزموا اعداءهم النازيين والامبرياليين في ساحات الوغى بسبب اكثارهم من الصلوات او بسبب طالة لحاهم بل لامتلاكهم لناصية العلم ولاستخدامهم المنهج العلمى في ادارة الصراع واذا لم تلمس منه تجاوبا لارشاداتك ورايته كما هو الحال مع كافة الاحوان الملتحين اكثر تحجرا امحقه يا رب العالمين واجعله اثرا بعد عين انت السميع المجيب وارحم الراحمين امين .
#خليل_خوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الشرطة الاردنية تتصدى للاجئين فلسطينيين كانوا يمارسون حقهم ب
...
-
تنازلات زعيم - الممانعة- لقاء مقتل 1000 متظاهر سوري !!
-
هل ابن لادن حي يرزق ويخضع للاستجواب من جانب المحققين الاميرك
...
-
يطبلون لاتفاق المصافحة الفلسطينية مع انها مجرد حمل كاذب
-
اسماعيل هنية واسامة ابن لادن وجهان لعملة واحدة
-
لاول مرة منذ 40 عاما عمال الاردن يتظاهرون بمناسبة عيد العمال
...
-
الشعب السوري يواصل حراكه ضد زعيم الممانعة حتى الاطاحة به
-
زعيم - الممانعة - يستخدم الدبابات للتصدي للمؤامرة الامبريالي
...
-
هل يطهر الثوار المجلس الانتقالي الليبي من الادوات الاطلسية
-
الاخوان الملتحون يتصدون - - لغزوة القبط- لمنصب- محافظ قنا !!
-
السلفيون يمارسون االارهاب تحت شعار - الجنة تحت ظلال السيوف -
-
طاعون الاخوان المسلمين يتهدد ثورة 25 يناير
-
النقشبندي عزت الدوري يؤكد دعمه للطاغية القذافي!!
-
عربدة -صليبية - فوق سماء الجماهيرية الليبية العظمى
-
الشعب يريد اسقاط حماس
-
انتفاضة الشعب الليبي : هل هي تورة ام ثورة مضادة
-
نصيحة الوزير الاردني- القلاب- للاخونجية : تريدون الاصلاح اذا
...
-
حملة العقيد القذافي ضد الجراذين والحشاشين
-
برعاية المشير الطنطاوي : القرضاوي يمثل دور الخميني
-
هل ثارت الطبقة المسحوقة في مصر حتى يحل الطنطاوي وحزب الملتحو
...
المزيد.....
-
-الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر-
...
-
بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص
...
-
عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
-
بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر
...
-
كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
-
المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا
...
-
الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا
...
-
“تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش
...
-
بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو
...
-
سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|