عبد العاطي جميل
الحوار المتمدن-العدد: 3369 - 2011 / 5 / 18 - 15:28
المحور:
الادب والفن
إليها مناضلة وشاعرة
لكأنك
أشعلت رماد خواء
زرعت ذبالة وجد
في عروق حياء اللغة ..
فتنة المجاز أنت
أهديت زلال عشق
للقراء
من دلو ربيع يتعالى
يؤاخي دلو خريف
يتصابى .
كيف للدلاء
أن تعشق ماء تجود به ؟
وكيف لا يعشق
هذا البلل
بين حنين و أنين
بين بحر و نخيل
هذا الطلل
الذي أكونه في حضرتك
ربما أتسلى به ؟ ..
كيف لا يتوغل صوت
في مسام خطوك
بين الصهيل والهديل ؟ ..
وكيف لا يتوعد صمت
خلايا تلك الحكايات التي
طرزها الأمس
وصانها الرحيل ؟ ..
فأنا حمار الرؤى
لا أتعب
تتعقبني سياط الأمل
والانتظار ...
قد اعتادت سنابكي
هذي الحفر
كلما جن الليل
أغني أسفاري
أتوعد الغد بأقصى جلد
فدروب الوطن
من أغنى أشعاري
خارج قطارات الهباء ..
كيف الوصول
إلى بريد القلب
و كأنه الخزان
أجهل رقيماته
وأبجديته البرزخية
تسد مدارج الرغبة
لم أك عرافا فأهتدي
لما يحل بثقتي الزائدة
من بلوى
فاضت
عن سلوى
أدمنها وصل متقطع الرجاء ...
لكأني أراها
في يد ريح
ترعاها
معنى ومغنى ..
ربما
سفر عنها يذهب الشوق .
يعيدها
إلى مضاربي الحزينة
شدو خطوها ..
هل تسمحين لي
أن أدس عنواني الأخير
في حقيبتك ؟
ربما
أختبي فيه
أختفي فيها
أصاحب رحلتك التي
تطول
وتطيل عطش المجاز
في لغتي
وعطل قلب
في ضخ حبر النبيذ .
أعني النسيب
فدواتي تشهق
حين ترى الوطن قشا
تلاعبه ريح العبيد ..
أراك حناء
تخضبين يد الرجاء
بالغناء ...
وأنت كل الألوان
التي فطرها الشوق
في جمهورية الجمال ..
أراك فلتة
في عقارب الساعة
تتظاهرين
بالغياب
وأنت تؤثثين فضاء الزهد
تبعدين عيون الوشاة
عن زبد الرغبة
في أناملك المشتهاة
أرقب تفاصيل السحر
في وقت
يمتد كالبحر
بين ضفتي العمر ..
كيف لا تكونين أسطورة
صدقها سطر شعري
صدقها حبر دمعي
صدقها الشعر
على جبين اللقاء ؟ ..
أراك
في تقاعس شمس
تحمل قفتها
إلى شقة غروب
تلقاني هناك
على ضفة بحر
نقرأ آيات مجاز
ربما
يتذكرني طير
يغادر رمال القلب
إلى عشه عائد
لا محالة
ووحدي أناجي موجات
تتأهب
للرحيل ..
وأراك
في عاصمة منتصبة
وسط النخيل
ترددين أناشيد وطن
يجثث أحلام الغد
ينصب خيام النصابين
ويهدي جسده
للسائحين ...
وأراني فيك
حين هراوات العاصمة
تخبط حصاد الوطن
أمام قبة بهتان باهتة
لكن النخلات لا تفر
تمتد
في عروق العاصفة ..
كيف لا أراك قوس قزح
في كل الفصول
أنت ألوان
فطرها الشوق
من مجاز الوطن ...
ماي 2011
#عبد_العاطي_جميل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟