أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناصر موحى - فقرات من المشاكسة الأدبية المعنونة - بولمحاين -














المزيد.....

فقرات من المشاكسة الأدبية المعنونة - بولمحاين -


ناصر موحى

الحوار المتمدن-العدد: 3369 - 2011 / 5 / 18 - 03:59
المحور: الادب والفن
    


غادر بولمحاين الوادي تاركا أغريب يداعب الماحيا ويحرق سجائر سوداء واحدة تلوى الأخرى وسط صمت مخيف وظلام حالك لا يستفزه إلا ضوء خافت لقنادل متفرقة على أسطح المنازل تعاند كبرياء وغرور النجوم المعلقة ودردشات صيفية متقطعة تنبعث من السطوح التي تتحول إلى إقامات صيفية ليلا. فداخل حيطان المنازل تسيطر عليها الحرارة التي تزرع البق و إكوردان في كل أركان المنازل باحثة عن أي رائحة للدم البشري و الحيواني.
فوق حصائر مثقوبة وبالية يعرض القرويون أجسادهم وأسرارهم لنجوم السماء و إتران الروسية الصنع والتي يجهلون أنها تحوم حول رؤوسهم لتلتقط أدق حركاتهم ولحظاتهم الحميمية حين ينفخ الزوج زوجته والعشيق عشيقته والمحروم يده. يظنون أن السماء عالم نقي خاص بالله وملائكته ومن اقترب منهما يقذف بشواظ من نار وهو ما يحدث للشياطين حين يتسللون إليه لأخذ السبق الصحفي حول الأوامر التي يصدرها صاحب الملك المطلق لملائكته كي يوزعوها مقابل أموال طائلة على وكالات الأنباء المشعوذة عبر العالم. لم يدرون أن السماء فقدت بكارتها، يجول ويصول فيها أسياد العالم كما يحبون. حتى القمر الذي طالما تغنى العشاق والمهووسون بالليل و رومانسيته وبجماله تحول إلى مرحاض يتبولون عليه ومزبلة لدفن نفاياتهم القذرة بكل فخر واعتزاز. كل ليلة بعد أن يتعبوا من إهانات الشمس يسلمون ظهورهم للسطوح وعيونهم تعدد نجوم السماء الرقراقة وحين تظهر مجرة التبان يتهامسون فيما بينهم معتقدين أنها الطريق التي يتبعها لصوص التبن المسروق من مخازن قارون. يرون لصوص قارون تاركين أثرهم في لجة السماء ولا يرون لصوص هارون على الأرض تاركين آثارهم على أجسادهم النحيفة... كل ليلة يحلمون بسحابة تحجب عنهم عيون النجوم الفظيعة... كل ليلة ينامون خفاف البطون ثقال الأماني يرقبون ويراقبون، يتمنون أن يصبحوا على نهار تغيرت ألوانه الرمادية وانسحبت رياح الشركَي المقيتة الآتية من ممالك القحط الصحراوية من خرائطهم المناخية و النفسية...كل ليلة يتمنون أن تكون آخرة ليلة يحلمون فيها.
مع إطلالة فجر يوم الاثنين وكعادته منذ قرون شرع المؤذن في المناداة للصلاة وترك النوم رغم أنه مازال نصف نائم وصوته متردد لأنه غير مقتنع كليا بأفضلية الصلاة على ألذ لحظات النوم. قبل أن ينهي تعويذته، انطلق نهيق الشاحنتين المقتربتين من بوابة القرية، إمين إغرم، ردد الواد ومعه الصخور المطلة عليه صوتَهن المدوي، فأيقظ الحشرات من جحورها والبشر من سطوحها والأموات من قبورها. اضطر الفقيه أن يصلي بالقِلّة الحاضرة بسرعة معتمدا على ما جاء في كتيب معنون "متى وكيف تؤدي صلاتك في دقيقة من دون وضوء" !
أقام الصلاة وبسمل قبل أن تسوى الصفوف. فانطلق كالبرق في قراءة سورة الكوثر ذات العشر كلمات. سجد وركع فسجد فركع وأطلق العنان لأصبعه كرأس ذيل أفعى الصحراء. ختم وسلم على الجميع وأنهى صلاته الكوكوتية في وقت قياسي. هَمّ بالوقوف رغم أن المصلين ما زالو في السجدة الأولى فاضطر حساين أمدياز لقطع صلاته كي يسأل الفقيه قبل أن يسلت بهدوئه المستفز:
ـ لا أعتقد أن هذه الصلاة جائزة مادمنا في سلم ولسنا في حرب يا فقيهنا!
أجابه الفقيه دون أن يلتفت إليه:
ـ للضرورة أحكام أسي حساين، وحدهما النار والمخزن لا ينتظران. أنت غير مبال لأن النداء يستثني الشراف مثلك.
ـ ومن تعتقده بارك الله فيك مؤهلا لإمامتنا في غيابك؟
سؤال بقي معلقا إلى يوم يبعثون لأن الفقيه غادر المسجد وليس غبيا ليجيب عن هذا النوع من الأسئلة.

ناصر موحى



#ناصر_موحى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حركة 20 فبراير للتغيير بالمغرب ودرس سيدي إفني
- هل وصلت رسالة الشعب المغربي ياسادة؟
- رسالة إلى ملك المغرب قبل فوات الأوان...
- ملك المغرب من جائزة نوبل للسلام إلى مسيرة الحب والهيام
- تكنولوجيا التواصل ...ذلك المهدي المنتظر
- مستملحات ومستحمرات مغربية لسنة 2010
- أش واقع في العيون ؟؟
- البارود والهرمكة مقابل العزة والكرامة
- ضقنا ذرعا بعنتريكاتم ياسادة
- أمير في جبة ثوري!!
- الكذب المقدس!!
- ثورة الملك مع الشعب أم ضده ؟
- إحذروا غضبات الملك !!
- المهجرون من الأبقار إلى المواطنين
- المعطلون و ضيق هامش المناورة
- مرحبا بالأبقار المهجرة
- فرسان وقرصان وإكفتان ...
- الحاج الوزير والبلطجي !!
- عيد الزعيم ومزاليطه !!
- معنى أن تكون مغربيا الآن !!


المزيد.....




- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناصر موحى - فقرات من المشاكسة الأدبية المعنونة - بولمحاين -