أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - أيها الغائب الجميل / الى روح الشاعر محمد حمزة غنايم














المزيد.....

أيها الغائب الجميل / الى روح الشاعر محمد حمزة غنايم


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 3368 - 2011 / 5 / 17 - 08:37
المحور: الادب والفن
    


عشق الحياة حد الثمالة ، وعانى الغربة والاغتراب، وعاش كبقية المبدعين والمثقفين مأساة الوطن . انتمى لجيل القلق والضياع والجوع الثقافي والابداع الوطني الفلسطيني العقائدي والفكر الوطي الحر المغاير، ومكث في مملكة الصعاليك و(المناطق الحرام)، وعايش الهزيمة، فكان شاهداً على العصر وسفيراً للفرح الغائب ، وباحثاً عن المعرفة من خلال انسانية الثقافة . حلم بالديمقراطية والعدالة الاجتماعية ، ووقف مع حرية الرأي والتعبير وحرية الفكر، والثقافة الانسانية الجديدة وانحاز لها،واهتم بالمشهد الاسرائيلي والثقافة الأخروية،وعني بالترجمة.
حاور المبدعين اليهود وساجلهم ، وأغنى ثقافتنا الوطنية الفلسطينية بالابداعات الأدبية المختلفة المتنوعة ، لكنه استعجل الرحيل ومات بهدوء وصمت ، في قلبه غصة ، وفي جعبته من أفكار ورؤى وأحلام ومشاريع ، وفي روحه الملهمة الكثير مما لم يكتب ويدوّن في دفاتره وعلى أوراقه . أنه الشاعر المبدع وصاحب القلم الشفاف ، والمثقف العميق، والقارئ النهم، والمترجم البارع الدقيق ، والكاتب السجالي الانتقادي ، الانسان الطيب الهادئ وأحد صناع الكلمة والفكر في هذه البلاد ـ محمد حمزة غنايم (أبو الطيب) ابن باقة الغربية ، الذي تركنا وغادرنا في أواخر أيار العام 2004 وهو في ذروة البذل والعطاء لينضم الى ركب المبدعين والمثقفين الفلسطينيين والعرب ، الذين غابوا عن دنيانا ، وما أكثرهم.
تمتع الراحل محمد حمزة غنايم بموهبة أدبية فريدة وغزيرة لفتت الأنظار حقاً ، واندفع الى قراءات واسعة وعميقة في التراث والفلسفات والمعارف الانسانية والشعر العربي منذ أقدم عصوره ، ونهل من بحر الثقافة العربية وواكب حركة الشعر العالمي المعاصر. واستطاع أن يجعل من نفسه بين أبناء جيله موسوعة ثقافية في الفلسفة والفكر والأدب ، وكان من أكثر مجايليه ثقافة ودأباً في البحث والدراسة والاكتشاف . امتهن الكتابة منذ الصغر ، ونظم الشعر وكتب المقالة الأدبية والنقدية والصحافية والسياسية ، فأجاد وأبدع ، واشتغل في الصحافة ، وعمل محرراً للكثير من الملاحق الثقافية والأدبية . كما عمل في الترجمة وقام بتعريب عشرات المقالات والكتب ، أبرزها كتاب "الزمن الأصفر" لدافيد غروسمان ، و"العاشق" لأبراهيم .ب. يهوشوع ، و"الوقائع التي سطرها شعب" للمحامية والمناضلة التقدمية فيليتسيا لانغر.
وأنجز محمد غنايم أيضاً عدداً من الأعمال الشعرية الابداعية وهي :"وثائق من كراسة الدم" و"الف لام ميم" و"الموت حباً " و"المائدة وأحوال السكين" و"نون وما يسطرون" و"الغرائبي" وغيرذلك من مجاميع شعرية غير مطبوعة.
تميز الراحل "أبو الطيب" بكتابة رصينة ومتينة جادة وشفافة ومغايرة غير مألوفة ، وذات اسلوب أدبي خاص ورؤية عقلانية واضحة . وكان يكثف ويصفي وينقي ويقطر ، وكل حرف وكل كلمة لها دلالتها ومكانتها ، وتعتمد الايقاع النثري والتفعيلي وبساطة اللغة والعمق في الوقت نفسه وجاءت لغته ثرية بالمفردات والصياغات والمعاني الانسانية.
محمد حمزة غنايم كان انساناً مثيراً للدهشة، مليئاً بالغضب والنقمة ضد ما يعانيه الانسان العربي والفلسطيني من قهر وكبت وظلم واجحاف وظروف معيشية قاسية ، ومن أشد الكارهين للثرثرة الشعرية البعيدة عن الأصالة والصدق، صارخاً بأشعاره في البرية طلباً للحياة والكرامة والحرية . وفي قصائده نحس بمعاناته الشخصية والروحية والثقافية والانسانية والانتماء العميق للوطن .
أخيراً ، محمد حمزة غنايم من الأصوات التي رسخّها جيل السبعينات في المشهد الشعري والأدبي والثقافي الفلسطسني في الداخل ، ونصوصه تخلو من التصنع والتكلف ، وتتدفق بكل جلالها وقوتها وحرارتها ، ترسم للألم الانساني صورة حية متحركة ، وتترك أثراً دالاً ومحفوراً وتسبر أغوار الروح.فلروحه السلام، وسيظل قابعاً وراسخاً في عقولنا وأذهاننا وقلوبنا وفي ثقافتنا وأدبنا .. والشعراء مثله لا يموتون.



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أين الابداع الفلسطيني المقاتل..؟!
- الجوع .. والفقر.. وحكاية عصام العباسي
- أحداث امبابة والكارثة التي تهدد المجتمع المصري
- نقطة ضوء على دور النشر الفلسطينية في بدايات الاحتلال
- مظف النوّاب يعود الى عرينه..!!
- أهلا ب-أبو عرب- صوت الثورة وشاعرالحنين الفلسطيني
- الوحدة الوطنية الفلسطينية ضمانة للمستقبل..!
- امرأتان ومهمتان وتحديان..!
- مفكر عربي آخر يغيب:خلدون النقيب، رجل المبادئ وصوت العقل ..!
- في العدد الجديد من مجلة (الإصلاح) الثقافية : ملف خاص عن شهيد ...
- نحتاج مجلة أدبية شاملة..!
- أيار والشعر
- ايار الكفاح والعمال
- بشرى اتفاق المصالحة الوطنية بين حركتي (فتح) و(حماس)
- من ابن رشد حتي اريغوني الأيدي واحدة ..!
- المكرّمون الثلاثة
- الثورة السورية في اطارها الصحيح ..!
- في المرآة.. القاص الفلسطيني محمد ايوب
- ارفعوا أيديكم عن بيت محمد مهدي الجواهري ..!
- قراءة عاجلة في أدب السجون


المزيد.....




- لفتة إنسانية لـ-ملكة الإحساس- تثير تفاعلا كبيرا على مواقع ال ...
- «خالي فؤاد التكرلي» في اتحاد الأدباء والكتاب
- بعد سنوات من الغياب.. عميد الأغنية المغربية يعود للمسرح (صور ...
- لقتة إنسانية لـ-ملكة الإحساس- تثير تفاعلا كبيرا على مواقع ال ...
- مصر.. وفاة منتج فني وممثل شهير والوسط الفني ينعاه
- فنان مصري شهير يقع ضحية الذكاء الاصطناعي ويحذر جمهوره (صورة) ...
- كيف نجح طه دسوقي وعصام عمر في تغيير المشهد السينمائي المصري ...
- كيف تشوّه أفلام هوليود صورة المسلمين؟
- بعد منعه من دور العرض وعرضه في السينما .. ما هي أخر إيرادات ...
- سيكو سيكو يتصدر أعلى إيرادات أفلام العيد المصرية لهذا العام ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - أيها الغائب الجميل / الى روح الشاعر محمد حمزة غنايم