شريك أردني في مجلس التعاون الخليجي لا أجير

خالد عياصرة

الحوار المتمدن-العدد: 3368 - 2011 / 5 / 17 - 08:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

لم احفل بعد كما كثيرين غيري من الغاية من انضمام الأردن لمجلس التعاون الخليجي بعد طول رفض، لأسباب اقلها أقناعا أننا لسنا دولة لها منذ مائي مطل على الخليج العربي،اليوم صار الحلم حقيقة، لكن بعد انتفاء أسباب الرفض بين ليله وضحاها واكتشاف أن خليج العقبة ليس متصلا بالبحر الأحمر، بل بالخليج العربي !!
جغرافيا، تاريخيا، حضاريا الأردن جزء من بلاد الشام، لا يمكن التنكر له. لكن القرار الأخير أخذه غصبا ليلحق بالخليج في قفزا واضحا على كل شي . يا ترى هل نستطيع اعتبار الأرجنتين دولة أسيوية قطعا لا يقول احد الخبثاء متسائلا .

************************
اليوم الأردن مقبول خليجيا من المعبر السياسي، المشكل ليس بالقبول بحد ذاته ولا باكتشاف اتصلنا بمنفذ مائي على الخليج، أنما في التوقيت .لكنه ليس مقبول من المعبر الجغرافي الاجتماعي المتصل ببلاد الشام .
الأردن سياسيا مقبول من قبل غالبية حكام الخليج لما له من دور في إخماد ثورات وتدريب القوات المسلحة الخليجية ودعمها، لكنه مرفوض شعبيا من كلا الجانبين قاد البعض منها لحدود مطالبة الحكومات بأجراء استفتاء شعبي في انضمام الأردن .

جمالية الانضمام بالنسبة للمجتمع الأردني تكمن في بعده الاقتصادي، الذي سيعمل على انتشاله من قعر الفقر الذي اسقط فيه ونال منه في ظل كثرة الحرامية وسيطرة الفساد المؤسسي على الدولة الأردنية بقيادة بعض الأسماء المتنفدة المرهوبة.

الا أن المؤسف في هذا الأمر أننا سنكون في المرتبة الثانية لا نملك قرارا ولا خيارا، بحيث تغيب عزة نفس الأردني المعروف عنه انه لا يقبل أو لا يرضي بالضيم، هذا تحديدا ما قاد الخليجي إلى احترامه !!

************************
في حين تضمر الأطراف الكافة خوفاً أكيداً من بعد الانضمام الاجتماعي، حيث تشكل دول الخليج حلقة متصلة مترابطة بحكم جوارها المتقارب. اللهم خلا السعودية المتصلة جغرافيا مع الأردن وذو بعد عشائري ممتد فيما بين البلدين ، قد تسهم في تسهيل قبول الأردن شعبيا .

فيما يتعلق بالبعد السياسي الأمني ارتبط الأردن دوما بمحور الاعتدال العربي، والذي تشكل دول الخليج سواده الأعظم.
لكن هذا البعد ينتفي في أطار الحيز الأمني، الذي كان للأردن دورا شكل علامة فارقة في تثبيت حكومات دولاً خليجية مثلا في البحرين وعمان واليمن،وكان له دورا في حفظ امن دولا أخرى مثل السعودية والإمارات.

************************
خطورة الانضمام وحسنته في آن واحد، تكمن في مواجهة العدو المشترك لكافة الأطراف فمن جانب الإخوان في الخليج تمثل إيران هذا التهديد، وبالنسبة لنا تشكل إسرائيل عدوا.
صورة إيران خليجيا مضطربة جراء تهديداتها ذات الحلقات المتصلة وهو أمر لا تخفيه بل تقوله في العلن. هذا جعل إيران تمد يد تدخلها في الشأن الداخلي للدول الخلية في المناطق ذات التواجد الشيعي. الأردن هنا سيكون ذو دور امني عسكري يمثل خط مواجهة مغطاة بمظلة الخليج، وفق نظرية النفط مقابل الرجال .
نتوقع، أن يكون الأردن خط دفاع أول في مواجهة التهديد الإيراني المتعاظم. قد تكون هذه نظرة متشائمة بعض الشيء ومرفوضة شعبيا، لكنها حقيقة اقرب للتصديق، بناء على تجارب سابقة لنا في عمان والبحرين واليمن والسعودية، هذه برقية لإيران تحديدا تقول بصراحة اننا هنا .
لذا قد يكون توسيع في المجلس بديلا عن اعتماد الخليج الكبير على الغرب ذو التكلفة العالية جدا ،والذي لا يؤمن بحماية الخليج بقدر حمايته لمصالحة العليا التي لا يساوم عليها .


************************
في عين الوقت، ثمة نظرة ايجابية لها علاقة بالعدو الصهيوني الذي بدا يشكل تهديدا لا ينكر للوجود الأردني، خاصة سيما ما له علاقة بمشاريع الوطن البديل، وحلحلة المشكل الفلسطيني على حساب الوجود الأردني. هذا يجيء في زمن فتور محبب للعلاقات الأردنية الإسرائيلية.

الأردن الخليجي يعني أن تصير دول الخليج بمثابة دول مواجهة للعدو الإسرائيلي، في حال هددت الحدود الأردنية أو في حال صير إلى إنكار الحقوق الفلسطينية.
هذا يقد يقود بمنتهى البساطة وفق النظرة الايجابية إلى اعتبار قوات الدرع الخليج العربي بمثابة درع عربي بمواجهة إسرائيل، انطلاقا من مبدأ المعاملة بالمثل، خاصة وأننا ننظر إلى إيران وإسرائيل، باعتبارهما صنوان واحد، لا خلاف بين أيدلوجيتهما التوسعية .
لكن هناك تخوف شعبي كبير تحديدا من علاقة الأردن بالدولة الجيش الإسرائيلي بحيث يكون الأردن بمثابة بوابة لدخول الإسرائيلي إلى الخليج بقوة، وهو أمر,()×/ لا نحببه .

************************
خاصة في ظل تكاثر المشاريع التي تقول بقرب حل المشكل الفلسطينية، وإنشاء وطن بديل على حساب الوطن الأردني، وهو أمر مرفوض شعبيا أردنيا وفلسطينيا.
طبيعيا أن يدعونا هذا إلى إقرار قرارات فاصلة تحول دون تطبيق هذه المشاريع وأولى هذه هو دسترة فك الارتباط حفظاً لجذوة الحق الفلسطيني الذي لا يقبل المساومة .
لكن السؤال كيف نجسد ذلك فعلا حقيقيا في رفض التوطين بكل أشكاله، وقبل هذا ما هو التعريف الدقيق للتوطين الذي يمثل النقيض لحق العودة والذي يتطلب اعادة تعريف من خلال أعادة النظرة التحليلية للمحيط العربي والدولي .
مع هذا لابد من النظر إلى الكأس الملا لا الفارغ، دون تخلي الأردن عن مصالحة العليا التي تحفظ كيانه وبقاءه. عدا ذلك فان انضمامنا لمجلس التعاون الخليجي سيشكل عبئ علينا لن نقدر على حمله.

أخيرا : هل نحن شركاء في الخليج أم في أجراء المجلس ؟؟

الله يرحمنا برحمته... وسلام ورحمة من الله على أردننا وبركه.

خالد عياصرة
[email protected]

#خالد_عياصرة (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات