أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - علي فردان - طائرة نقل خاصة لعرفات ولباس مدرسي واحد لخمس بنات!














المزيد.....

طائرة نقل خاصة لعرفات ولباس مدرسي واحد لخمس بنات!


علي فردان

الحوار المتمدن-العدد: 1004 - 2004 / 11 / 1 - 05:38
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


علاقة غريبة بين خبرين، أحدها انتشر كما النار في الهشيم، وهو عن حالة خمس طالبات سعوديات، تغيب أربع منهن كل يوم، لترتدي الخامسة الزي المدرسي "المريول" وتذهب للمدرسة. المنتديات نشرت الخبر وأكثرها قام بتوجيه رسالة للحكومة يتساءل أين أموال النفط. الجواب أن هذه الأموال ذهبت كغيرها إلى غير رجعة، لكن بعضها لازال يذهب للإعلان، كالخبر الذي نشرته الصحافة أمس حول استعداد السعودية إرسال طائرة خاصة لنقل رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات إلى العلاج في الخارج.
كلّما قلنا بأن هناك بارقة أمل في حل مشكلة الفقر والفساد الإداري الحكومي ومعاقبة لصوص المال العام، كلّما اكتشفنا المزيد من الآلام والحسرات التي تدلل على أن الوضع لم يتغير ولربما لن يتغير، حتى مع فائض كبير في ميزانية الدولة لهذا العام. إلى متى والحكومة تتحدّث عن البعيد وتحاول تلميع صورتها في الخارج ناسيةً، بل ضاربةً بالداخل عرض الحائط؟ إلى متى والوضع الداخلي يعاني من الفقر والبطالة والحكومة تفتخر بتقديم معونات وما شابه إلى دول أو أشخاص آخرين؟ لماذا يهم الحكومة السعودية توفير طائرة خاصة لنقل عرفات للعلاج تُكلّف مئات الألوف من الدولارات وربما عدة ملايين ولا يهمّها توفير خمسة مراييل لا تُكلّف أكثر من مائتي ريال؟ هل المطلوب أن يبعن الطالبات شرفهن حتى لا يمتن جوعاً؟ ناهيك عن حاجتهن للملبس والكهرباء والماء والهاتف؟
بلد يصدّر أكثر من 11 مليون برميل يومياً لا يستطيع توفير ملبس لأبناءه! بلد يقوم بدعم عدة دول أخرى لإنشاء مدارس وطرق، بينما الوطن يعيش في حالة احتضار أخلاقي واجتماعي وتعليمي فأكثر منشآته التعليمية هي بيوت آيلة للسقوط ولا تستطيع استيعاب العدد المتزايد من الطلاب والطالبات! بلد يفتخر ببناء كلّيات وجامعات في دول أخرى في الوقت الذي يتقاتل طلاّبه على مقعد جامعي دون فائدة. أفضل طلاّبنا وطالباتنا لا يجدون مقعداً جامعياً، والكثير من المقتدرين مادياً توجّهوا للدراسة في الخارج، في الدول التي تتلقى منحاً وهبات من أموال النفط السعودي مثل الأردن. مفارقة مبكية تدل على استهتار بالوطن وأهله على أعلى المستويات، ولا يبدو في الأفق بأن قيادة الوطن يهمّها أن يموت المواطن جوعاً طالما تتحدّث وسائل الإعلام الأجنبية عن سخاء المملكة وكرمها مع الآخرين.
كيف تطلب الحكومة من المواطن الولاء وهي أول من يخون الوطن بسياستها التي تهدر ثرواته على أشكال هبات ومناقصات وقصور بليونية لأمراء في ظل غياب حرية التعبير وغياب نظام قضائي مستقل ليحاسب اللصوص على ما فعلوه سابقاً وما يفعلوه حالياً؟ كيف تطلب الحكومة من المواطن أن يعمل براتب 700 ريال في الوقت الذي يقتطع آل سعود أكثر من نصف ميزانية الدولة لمصاريفهم الشخصية، إضافةً إلى 15 ألف دولار شهرياً راتب لكن مولود من عائلة آل سعود؟ بيوت من صفيح على أرض النفط في القطيف التي ينتج بئراً واحداً فيها أكثر من نصف مليون برميل يومياً، في الوقت الذي نرى قصور تكلف البلايين في صحراء نجد أموالها أتت من الجانب الآخر من الوطن.
كل يوم والصحف تنشر صور ومآسي عن حال المواطن والوطن وكأن قدرنا أن نعيش العبودية بينما آل سعود يتربعون على عرش السيادة! في غياب الإصلاحات الشاملة التي يطالب بها الشعب، وفي استمرار الفساد وغياب العدالة الاجتماعية، فإن الوطن لا محالة يتجه نحو القاع، فالفقر والبطالة والإحباط الذي أصاب شريحة كبيرة من المواطنين، كل ذلك يجعل الأرض خصبة للتطرف والعنف والإرهاب. التقارير الأمنية تُشير إلى زيادة في عمليات السطو المسلّحة وكذلك في عمليات الانتحار والقتل واستخدام السلاح، والجرائم الأخلاقية، فتقريباً أصبح الوضع الأمني في مهب الريح. هل الجهات المسؤولة تعيش وهماً اسمه الأمن، أم أنّها تعلم ما يحصل في الوطن من مآسي انعكست تبعاتها على الوضع العام؟
كل يوم يزداد المواطن قناعةً بأن الغد من اليوم، واليوم أسوء من الأمس، وأصبح هم المواطن الأول أن يعيش، أي يأكل ويشرب كما الحيوانات، أمّا أن يعيش برفاهية ورأسه مرفوع وكرامته مُصانة مثل بقية البشر الذين كرّمهم الله، فهذا أصبح حلماً كما هو حلم إبليس بالجنة. بعد كل ذلك تتبجح الحكومة بمنجزاتها الكبيرة، ولا أدري ما هي هذه المنجزات. أهم احتياجات المواطن هي التعليم والصحة، وفشلت الحكومة في كليهما، أليس من حق المواطن أن يسأل أين ذهبت أموال النفط؟ إذا كانت المؤسسات الصحية فاشلة ولا تستطيع خدمة المواطن، فالمقتدر يتعالج في مؤسسات صحية خاصة؛ والمنشآت التعليمية أكثر فشلاً كما نرى، والدولة ليست مسؤولة عن توفير وظيفة للمواطن، إذاً ما هي وظيفة الدولة؟ هل وظيفة الحكومة أن تجني إيرادات النفط لتصرفها على نفسها من عائلة آل سعود والوزراء وأقاربهم وحاشيتهم؟ ربما هذه هي الحقيقة المرة.



#علي_فردان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لن أعتذر يا شيخنا ..
- مكاشفات في فكر صالح الفوزان
- يا شيخنا لو زرتنا ..
- مبروك لأهل القطيف حرمانهم من لجان الانتخابات البلدية
- مع -مكاشفات- الطائفية
- الهدف السياسي من قانون التجنيس السعودي
- إن لم يكن بك عليّ غضبٌ فلا أبالي
- العالم السفلي للمرأة السعودية
- مسؤولية دول العالم الحر في القضاء على الإرهاب العالمي
- دستور وفتاوى .. رمضان كريم
- وزارة الداخلية تضطهد المرأة السعودية
- شيعةً وسنة ندين اعتقال الشيخ مهنّا
- أنا ضدّ الإصلاحات السعودية !
- لماذا يا شبكة راصد؟
- المؤمنون الثلاثة: ولا تهِنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون
- الشيعة والحكومة السعودية: من يحتاج لصك غفران من الآخر
- الشيخ صالح العبيد: إذا حدّث كذب!
- الحوار التمدّن في مواجهة الجاهلية السعودية
- الإصلاحات السعودية تكشّر عن أنيابها
- ماذا يعني تِعداد السكّان للشيعة في السعودية؟


المزيد.....




- -نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح ...
- الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف ...
- حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف ...
- محادثات -نووية- جديدة.. إيران تسابق الزمن بتكتيك -خطير-
- لماذا كثفت إسرائيل وحزب الله الهجمات المتبادلة؟
- خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
- النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ ...
- أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي ...
- -هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م ...
- عالم سياسة نرويجي: الدعاية الغربية المعادية لروسيا قد تقود ا ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - علي فردان - طائرة نقل خاصة لعرفات ولباس مدرسي واحد لخمس بنات!