أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - أنظمة الصيانة














المزيد.....

أنظمة الصيانة


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3366 - 2011 / 5 / 15 - 19:39
المحور: كتابات ساخرة
    


ذكر لي أحد أمناء المستودعات في سلاح الجو الأردني أثناء عودتي بالباص ذات يوم من مدينة عمان العاصمة إلى محافظة اربد بأنه ذات يوم كان يقلب ببعض أوراق مشتريات وإدخالات وإخراجات القاعدة العسكرية , وقال وهو يضحك بأنه استدار إلى الملفات الملقاة أمامه على الطاولة ليقرأ ما فيها: أولاً تكلفة تشغيل نظام المطار العسكري الأردني كانت قد قدمتها الحكومة الألمانية على نفقتها الخاصة بقيمة 10 ملايين دولار أمريكي مشكورة بالمجان كهبة وكمساعدة للشعب وللحكومة وللجيش الأردني المغوار, وقد قرأ الخازن الفني شرطاً يقول (تحتفظ الشركة الألمانية بحقوق الصيانة والإصلاح لصالح شركتها ولا يجوز أن تأخذ أي شركة أخرى صيانة نظام تشغيل المطار العسكري) وقد وافق المتفقون على هذا الشرط, وبعد مضي سنتين على بدء نظام تشغيل المطار العسكري تم استدعاء الشركة المانحة من أجل إجراء صيانة لنظام التشغيل ولقد تفاجأ عزيزي القارئ إذا عرفت بأن تكلفة بناء النظام بعشرة ملايين دولار وصيانة أجهزة التشغيل بتكلفة 12 مليون دولار أمريكي, وهذا يتم تقريبا كل عامين أو كلما احتاجت الأجهزة إلى إصلاح وصيانة.

يعني, لو جاء لي أنا شخصيا أي رجل ومنحني جهازا كهربائيا بالمجان بقيمة 100دينار وطلب مني على صيانته كل سنة أو كل سنتين 100دينار لرفضت ذلك, وحتى لو وافقت لقلتم عني بأنني مجنون ومخبول و(شارب بيره ومضيع الديره), هذا معناه أن الدولة مجنونة.

وهذا الترهل أو الفساد ليس في المطار العسكري لوحده بل أيضا في كافة المؤسسات الحكومية والعسكرية, فلماذا مثلا لا نشتري نظام التشغيل وندفع ثمنه بالكامل وفوق ثمنه (بوسة لحية) على لحية الشركة الألمانية التي قدمت لنا النظام ومن ثم نحتفظ نحن بحق صيانة الأجهزة؟ أو مثلا بدل أن نقوم بعملية الصيانة ب12مليون دولار لماذا لا نشتري نظاما جديدا بالكامل بعشرة ملايين دولار, وخلص ننهي الموضوع والمشكلة من أصلها, وهل يشتري أحدكم سيارة ب 10آلاف دولار أمريكي ويدفع عليها صيانة كل سنتين 12 ألف دولار أمريكي, يا جماعه خلي اللي يحكي مجنون واللي يسمع عاقل..

هل هذا الموضوع صعب جدا؟ يبدو أن هنالك مستفيدون من نظام الإصلاح والصيانة, وكذلك الأجهزة الطبية والوزارات الأخرى,وخصوصا وزارة الأشغال الأردنية والتي تأخذ من خزينة الدولة 37% من الموازنة العامة كل عام, بحيث تنفق منها كما يقال 10% على فتح الطرق وتعبيد الشوارع ووضع الشاخصات المرورية, و27% تنفقها كل عام على صيانة الشوارع التي تم تعبيدها قبل سنة أو سنتين أو ثلاثة سنوات, فكيف هذا يحدث؟ وكيف هذا يحصل؟ هل من المعقول كما يقال عن رجل عادي قد اشترى (منديلا) بأربعة دنانير ودفع عليه برطيل ورشوة لكي يحصل عليه بقيمة 100دينار أردني؟ هذا مثل بسكليت ولدي علي الذي اشتريته أنا أيضا بأربعين دينارا أردنيا من الوكالة وكل سنة أدفع عليه أكثر من أربعين دينار أردني ثمنا للصيانة لكافة المصلحين أو المخربين وأمي تقول عني بأنني مسكين أو مهبول, ولو قلت لأمي عن ميزانية وزارة الأشغال الأردنية لقالت بأن تصرفاتها تشبه تصرفاتي في بسكليت ولدي علي, لا بد وأن هنالك جهة ما تستفيد من هذا الترهل, ولا تريد للشوارع أن تُعبّد بطريقة صحيحة لكي تبقى مستفيدة من نظام الصيانة, وأقسم لكم بما في قلبي من جراح بأن بيتي يقع على شارع تم تعبيده من قبل البريطانيين سنة 1930م وما زال إلى اليوم ليس به حفرة ولا يحتاج إلى أي صيانة على الإطلاق.

لماذا يذهب أكثر من ثلث خزينة الدولة إلى وزارة الأشغال الأردنية وكل تلك النفقات تنفق على الصيانة و10% منها فقط ينفق على فتح الطرق الجديدة, هذا معناه أن تكلفة تعبيد أو بالعربي الفصيح ثمن تكلفة تزفيت الشارع-مثلا- ب مليون دينار أردني وصيانته ب2 مليون دينار أردني أو قل بمليون ونصف دينار أردني, وثمن شراء جهاز طبي ب 100ألف دينار أردني وصيانته كل عام ب150 ألف دينار أردني, أين تذهب خزينة الدولة وأموال الشعب الأردني؟ عملية أو مسألة حسابية بسيطة جدا وليست بحاجة إلى تشكيل لجان للبحث عنها أين تذهب, المسألة واضحة مثل وضوح الشمس: تكلفة تشغيل المطار العسكري ب 10 مليون والصيانة ب12 مليون دينار, هذا عدى عن أجهزة التصوير الطبية التي يتم تعطيلها في بعض المستشفيات عامدا متعمدا بسبب وجود بعض المستثمرين الذين يملكون جهازا خاصا خارج المستشفى, وبدل أن يدفع المواطن 4 دنانير على الصورة لصالح خزينة الدولة يدفع بدلا عن ذلك أربعون دينارا لصالح النمو الكريه للرأسمالية أو لصالح جيوب الانتهازيين والمفسدين.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ولادة كلماتي
- أنا مواطن خليجي
- الشعب الأردني المتخلف
- الفساد في عيد ميلادي
- العين الساهرة
- الغنج واللذة والصراخ
- يا من يحميني من نفسي
- أعطونا مزيدا من الوقت
- الذين تعلموا بي
- واحد أقوى من مليون
- مؤمن جدا فاسد جدا
- شيء في رأسي
- الشخصية النرجسية
- يا مسلم هذا يهودي يختبأ خلفي
- الجو بارد
- المرأة فاتحة وخاتمة أي موضوع
- سر الكلمات
- تعلّم الشيوعية في خمسة أيام بدون معلم
- ملوك مزيفون
- ذبحوا الشعب


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - أنظمة الصيانة