أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - راندا شوقى الحمامصى - تتابع الأديان وتطوّرها














المزيد.....

تتابع الأديان وتطوّرها


راندا شوقى الحمامصى

الحوار المتمدن-العدد: 3366 - 2011 / 5 / 15 - 16:47
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


"وما جعله الله الدّرياق الأعظم والسّبب الأتّم لصّحته هو اتّحاد من على الأرض على أمر واحد وشريعة واحدة، وهذا لا يمكن أبدًا إلا بطبيب حاذق كامل مؤيّد. لعمري هذا هو الحق وما بعده إلا الضّلال المبين. كلّما أتى ذلك السّبب الأعظم وأشرق ذاك النّور من مشرق القدم، منعه المتطبّبون وصاروا سحابًا بينه وبين العالم، لذا ما طاب مرضه، وبقي في سقمه إلى الحين".

يرى الكثيرون أنّ حجر العثرة العظيم في طريق الوحدة الدّينيّة هو الاختلاف الظّاهري بين الأديان الّتي جاءت بها الرّسل. فما أمر به أحدهم حرّمه الآخر فكيف إذن يكون الاثنان على صواب؟ وكيف يقال أنّهما يعلنان إرادة الله؟ نعم لا ينكر أنّ الحقيقة واحدة لا تتغيّر، وأنّ الحقيقة المطلقة واحدة لا يمكن أن تتغيّر، ولكنّ الحقيقة المطلقة هي بشكل غير محدود مستحيلة على الإدراك البشريّ الحاضر، وأنّ أفكارنا حولها يجب أنْ تتغيّر بصورة مستمرة. وبفضل من الله سوف تستبدل أفكارنا القديمة النّاقصة بمرور الزّمن بأفكار أنسب وأليق. ويقول بهاءالله في لوح إلى أحد البهائيّين الفرس ما ترجمته:-

"أيّها النّاس إنّ الكلمة تقال بمقدار معّين حتّى يصل النّاشئون إلى مرحلة البلوغ، ويجب أنْ يُعطَى اللّبن إلى أطفال العالم بمقدار معّين، حتّى يدخلوا العالم الأكبر ويستقّروا في خيمة الوحدة".

فاللبّن يقوّي الطّفل حتّى يستطيع أنْ يهضم فيما بعد طعامًا أصلب منه. وقولنا بأنّ أحد الرّسل كان على حق في إعطائه تعاليم في زمن من الأزمان وأنّ الرّسول الآخر لا بدّ أنْ يكون على خطأ وضلال في إعطائه تعاليم أخرى في زمن آخر كقولنا بأنّ اللّبن أحسن غذاء للطّفل منذ أوّل ولادته وهو وحده لا غيره يجب أنْ يُعْطى أيضًا للرجل البالغ وأنّ إعطاء أي غذاء غيره خطأ وضلال. فيقول عبدالبهاء في إحدى خطاباته ما ترجمته:

"إنّ كل دين من الأديان الإلهيّة ينقسم إلى قسمين (فالقسم الأوّل) وهو الأساس والأصل ويختص بالعالم الباقي وبالأخلاق وبأساس التّعاليم الإلهيّة وببنيان الشّرائع الرّبانيّة، وهو عبارة عن محبّة الله الّتي لنْ تتغيّر ولنْ تتبدّل وهي هي لا غيرها، (والقسم الثّاني) وهو الفرع، ويختص بالجسمانيّات أي بالمعاملات، وهو يتغيّر ويتبدّل حسب رقيّ الإنسان وحسب مقتضى الزّمان والمكان. فمثلاً في زمان موسى لو سرق إنسان شيئًا مهما كان صغيرًا قطعت يداه، وكان قصاص العين بالعين والسّن بالسّن قصاصًا ساري المفعول، ولكنّ ذلك لم يعد ضروريًّا في زمان السّيد المسيح، فنسخ. وكذلك الطّلاق انتشر إلى درجة لم يبق فيها قانون صالح للزّواج لهذا نهى السّيد المسيح عن الطّلاق. وفي زمان موسى عليه السّلام كان الزّمان والمكان يقتضيان نزول أحكام القتل العشرة في التّوراة، وذلك لأنّ حفظ نظام الهيئة الاجتماعيّة لم يكن ممكنًا حينذاك، وكان يستحيل الأمن والاستقرار بدون تطبيق هذه الأحكام الشّديدة، لأنّ اليهود كانوا يعيشون في صحراء التّيه، ولم تكن هناك دار للحكومة ولا سجن أو زنزانة. لكنّ أمثال هذه الأحكام والقوانين لم يكن ضروريًّا في زمان السّيد المسيح. إذن اتّضح أنّ القسم الثّاني من الدّين لا أهمّية له لأنّه يختص بالمعاملات وبأساليب المعيشة. لكنّ أساس الدّين الإلهيّ واحد، وقد جدّد حضرة بهاءالله هذا الأساس الإلهيّ".

ومع أنّ دين الله دين واحد قام بتعليمه جميع الرّسل، إلا أنّه شيء حيّ ينمو على الدّوام، وليس بشيء ميّت لن يتغيّر ولن يتطوّر. ففي تعاليم موسى نرى البذرة، وفي تعاليم عيسى نرى البرعم، وفي تعاليم محمد نرى الزّهرة وفي تعاليم بهاءالله نرى الثّمرة. ولا تضّر الزّهرة بالبرعم، ولا تضّر الثّمرة بالزّهرة، بل تحقق آمالها، ولا بدّ أنْ يتشقّق الكأس ويسقط لتتفتّح الزّهرة، ولا بدّ أنْ تتناثر أوراق الزّهرة لتظهر الثّمرة وتنضج، فهل كان الكأس أو كانت أوراق الزّهرة عديمة النّفع حتّى وجب رميها ونبذها؟ كلاّ، فإنّهما كانا في وقتيهما لازمين صحيحين، وبدونهما ما كانت الثّمرة لتظهر. وهكذا الحال مع تعاليم الرّسل المتنوّعة، فإنّ ظواهرها تتبدّل من عصر إلى عصر، ولكنّ كلّ دين فيها يكمل سالفه، وليس أحدها بمنفصل عن الآخر، ولا هو بمناقض له، وإنّما المراحل المختلفة في تاريخ حياة دين الله الواحد هي الّتي جعلت الدّين مرّة بمثابة بذرة ومرّة أخرى بمثابة البرعم ومرّة أخرى بمثابة الزّهرة وجعلته الآن يدخل مرحلة الثّمرة.



#راندا_شوقى_الحمامصى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفضائل التي يتحلى بها قلب الإنسان وعقله
- تابع المقالين السابقين-تجدد الدين بعد موته الروحاني
- ما المقصود بعبارة خاتَم النبيين-2-2
- ما المقصود بعبارة خاتَم النبيين-(1)
- رسالة هامة من بيت العدل الأعظم (البهائي) إلى السّادة الأفاضل ...
- خطوة نحو إقتصاد عالمى أفضل --ليس الفخر لمن يحب الوطن بل لمن ...
- خطوة نحو إقتصاد عالمى أفضل --ليس الفخر لمن يحب الوطن بل لمن ...
- خطوة نحو إقتصاد عالمى أفضل --ليس الفخر لمن يحب الوطن بل لمن ...
- وحدة الجنس البشري
- رسالة مفتوحة إلى كلّ المصريّين
- الانقطاع2-2
- الانقطاع1-2
- معنى لقاء الله
- المرأة والرجل جناحا الإنسانية
- المرأة ووسائل الإعلام المسموعة والمرئية- خطط قانونية لتعزيز ...
- الهدف الغائي من رسل الله
- بالتزاوج بين الماديات والروحانيات يولد طفل المدنية الإلهية
- القوة في الوحدة والاتحاد للعالم أجمع
- الغمام الإلهي-الخامس والأخير
- الغمام الإلهي-4


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - راندا شوقى الحمامصى - تتابع الأديان وتطوّرها