أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - طلعت الصفدى - حتى لا يكون الاتفاق مجرد هدنة مؤقته...!!!















المزيد.....

حتى لا يكون الاتفاق مجرد هدنة مؤقته...!!!


طلعت الصفدى

الحوار المتمدن-العدد: 3365 - 2011 / 5 / 14 - 23:58
المحور: القضية الفلسطينية
    



وأخيرا جاء التوقيع على الورقة المصرية، بعد مماطلة وممانعة ومعاناة، ومخاض عسير، وحجز المشروع الوطني الفلسطيني، والجماهير الفلسطينية في قفص الانقسام والصراع، وتغليب الحسابات الفئوية الصغيرة الخاصة على المصلحة العليا للوطن والشعب والقضية. الانقسام الذي ألحق ضررا بالغا بالمسيرة الكفاحية, وبالمشروع الوطني التحرري، وعمق التناقضات المجتمعية الداخلية.
ومع هبوب الثورات والعواصف والبراكين على العالم العربي، والمسيرات المليونية والاعتصامات الأسبوعية والزحف اليومي للميادين العامة، وإصرار الجماهير على كنس أنظمة التخلف والاستبداد والتبعية، ونجاحها بفعل قوانين الثورة الاجتماعية، والقوى المحركة الجديدة النامية من الشباب الثائر والمتمرد، وبدعم قوى سياسية ثورية، وقطاعات نقابية ومهنية واسعة خصوصا في البلدان المجاورة لفلسطين التاريخية، في مصر وسوريا أن قلبت كل الموازين، وأطاحت بالطواغيت، وأعادت الاعتبار للفعل الشعبي والجماهيري، وفتحت أمام شعبنا الفلسطيني بابا كان موصدا أمام المصالحة واستعادة الوحدة الوطنية، فكان لهذه التفاعلات والتغيرات العاصفة مفعول السحر لإجبار حركة حماس على التوقيع على الورقة المصرية حتى دون تعديلات جوهرية عليها .

وبعيدا عن التشاؤم أو التفاؤل، أو الملاحظات التي أبدتها القوى الموقعة على الورقة المصرية، ومدى جدية الأطراف وقناعاتها، فان المهمة الأساس للخروج من المأزق، وتلمس استحقاقات المرحلة القادمة، مع استنفار القوى المعادية التي تتربص بمشروعنا الوطني التحرري، وتعمل على وأد المصالحة في مقدمتها إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، وبعض الأطراف الإقليمية، فان مهمة اللحظة التاريخية هي حماية الاتفاق وضمان تنفيذه، وتعزيز الوحدة الوطنية، ومواجهة مجموعات المصالح التي ترعرعت كالهالوك بفعل الانقسام، وعززت من نفوذها السياسي والمالي، وغيبت دور المؤسسات الشرعية، وسلطة القانون، وانتهكت حقوق الإنسان الفلسطيني.

قد يظن البعض أن مجرد التوقيع على الورقة المصرية، والاحتفاء به في القاهرة قد أزال العقبات والإشكالات التي ربما تحدث في عمليات التطبيق، وقد يروج المستهترون بدماء شعبنا، عفي الله عما سلف من جرائم وطنية وعائلية ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني، أو إمكانية إعفاء طرفي النزاع من مسؤوليتهما التاريخية عن الانقسام، وتداعياته الخطيرة الوطنية والمجتمعية، أو يظن البعض أن هذا الاتفاق سيعيد "ريما لعادتها القديمة "، ويعود المتنفذون معه، وأصحاب المصالح إلى مراكزهم بعد تغيير وجوههم وسحنهم.

لقد كان لغياب دور الجماهير الفلسطينية في لجم الصراع الدموي، لقناعتها بأن الدم الفلسطيني خط أحمر، وما أحدثتها المفاجأة والصدمة باقتتال الأخوة، أن وقفت تراقب ما يجري على الأرض وكأنها بلا حول ولا قوة مما أضاع دورها الحقيقي، وكذلك القوى الوطنية والإسلامية، وكانت تنتظر اللحظة المناسبة للتوقيع على المصالحة، لقد دفع شعبنا الفلسطيني بمكوناته المختلفة ثمنا باهظا طيلة الأربع سنوات الماضية دما وإرهابا ومعاناة طالت مجمل حياته وفي مقدمتها أمنه ووحدته الضرورية لمواجهة عدوه وتناقضه الرئيس مع الاحتلال الإسرائيلي، ومع التوقيع على اتفاق المصالحة، فهل سيبقى شعبنا الفلسطيني مراقبا للأحداث كما كان سابقا ؟؟؟ إن حماية الاتفاق أصبح مسؤولية الجماهير الفلسطينية، للحيلولة دون حدوث انتكاسة، وعليها أن تنظم نفسها وقواها السياسية عبر مجموعة من الإجراءات، ووسائل الضغط من أجل تنفيذه بأسرع ما يمكن حفاظا على الوحدة الوطنية وتحت شعار " كيف نحمي الاتفاق ،ونعمل جميعا على تطويره وتنفيذه" وهذا يتطلب:
1- تشكيل لجان شعبية لحماية الاتفاق في كل محافظة وقرية ومخيم من وجهاء ورجال إصلاح ومهنيين وأكاديميين وقادة رأى وبمشاركة نسويه وشبابية وكافة القوى الوطنية والإسلامية بما فيها حركتي فتح وحماس ومكونات المجتمع المدني، تشكل حاضنة لاتفاق الوحدة، تصونه، وتراقب تنفيذه على الأرض، وتتواصل فيما بينها، وتعمل على حمايته من العبث والتعطيل، وتتابع أية إشكالات تحدث على الأرض، وتعمل على حلها بروح الحوار ومواجهة كل من يحاول تعطيله، وفضحه، وتعمل على الضغط من أجل الإفراج الفوري عن كل المعتقلين السياسيين ، ووقف حملات التحريض الإعلامية.
2- عمل ندوات ولقاءات في كل موقع لشرح بنود الاتفاق، وكيفية حمايته والعمل على صونه من العابثين ومجموعات المصالح المختلفة، باعتباره مدخلا حقيقيا لإعادة الاعتبار لوحدة النظام السياسي الفلسطيني، والتمثيل السياسي باعتبار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، ويساهم في وحدة الأرض الفلسطينية، واحترام التعددية السياسية والفصل بين السلطات الثلاث، وتعزيز حرية التعبير والرأي والصحافة والتظاهر السلمي، ودفاعا عن حقوق المواطنين الخاصة والعامة، ووقف كل التعديات عليها.
3- البدء بالاعتصام الأسبوعي في مركز المدينة أو البلدة للتعبير عن دور الجماهير الشعبية وفي مقدمتهم شباب 15 آذار لتفعيل الدور الرقابي الشعبي على تنفيذ الاتفاق، تلقى الكلمات والخطب التي تهدف للضغط من أجل الإسراع بتنفيذ الاتفاق، وحماية الجبهة الداخلية، والتصدي لمحاولات توتير الأجواء، ومنع مجموعات المصالح لتعطيله يرفع فيها العلم الفلسطيني، والشعارات الوطنية والوحدوية،ولتتحول إلى منابر شعبية تخلق حالة من التفاعل مع الاتفاق، وتساهم في توسيع دائرة الفعل الشعبي، وتشجع استقطاب المزيد من المواطنين لحماية مصيرهم ، وتشجيع إزالة الرايات الحزبية والفئوية من الشوارع، واستبدالها بالعلم الفلسطيني أحد الرموز السيادية للشعب الفلسطيني.
4- عقد مهرجانات جماهيرية مركزية حاشدة في المدن وعلى نفس القاعدة لحماية الاتفاق وتعزيز الوحدة، في محاولة لإشراك الجماهير في تقرير مصيرها بعيدا عن لغة التخويف والتكفير، وخلق حالة من التفاعل في كافة مؤسسات المجتمع خصوصا في الجامعات.
5- وفي نفس هذا السياق فان للنقابات العمالية والمهنية، والاتحادات الشعبية والأطر الطلابية والشبابية والنسوية دور في المساهمة في حماية الوحدة، وإعادة تفعيل وجودها الذي شابه الخمول والكسل طيلة الفترة السابقة، وإعادة الحياة للعمل النقابي والمهني لتمارس دورها الحقيقي تمهيدا لضخ دماء جديدة، وإجراء الانتخابات على قاعدة التمثيل النسبي .
6- هذا الاتفاق إذا ما تمت رعايته وحمايته، فانه يهيئ المناخ والأجواء لانتخابات رئاسية وتشريعية وللمجلس الوطني الفلسطيني، انتخابات ديمقراطية حقيقية تسمح لشعبنا الفلسطيني في الداخل والخارج أن يقول رأيه، ويختار ممثليه، وقيادته الشرعية التي ستقود المرحلة اللاحقة. وبهذه الإجراءات وغيرها من الإبداعات، والمخزون النضالي والكفاحي لشعبنا، يمكن حماية اتفاق الوحدة والمصالحة، وضمان انجاز بنوده تمهيدا لمعافاة شعبنا من ذيول الانقسام البغيض، ولضمان أن يتحول الانقسام وراء ظهرنا أو تحت أقدامنا، على طريق رسم سياسة وإستراتيجية للدفاع عن حقوق شعبنا في الحرية والاستقلال والعودة.

طلعت ألصفدي غزة – فلسطين
السبت 14/5/2011
[email protected]



#طلعت_الصفدى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حتى لا يكون الاتفاق مجرد هدنة مؤقتة...!!!
- عراة بلا كفن
- لا تبيعوا الشياطين دماء الشعوب العربية والإسلامية...!!!
- ماذا لو كان الزحف عبر الحدود ... بديلا عن الزحف على البطون
- الشهداء الذين سقطوا مرتين ...صراع الأرض ... وصراع الأخوة
- كفى عبثا بأرواح الخلق .. لماذا تعطلون مبادرة الرئيس ابو مازن ...
- الشعب الفلسطيني على موعد مع 15 آذار( مارس)يوم الغضب الشبابي ...
- الجماهير الشعبية بين الاضطهاد القومي، والاستبداد الداخلي
- جبهة وطنية موحدة ضرورة لحماية منجزات ثورة 25 يناير
- التنسيق الأمني مع الاحتلال الاسرائيلي بين التكتيكي والاسترات ...
- السلطة والمال دون رقابة هما أداتا الإفساد للأحزاب والحركات ا ...
- إنهم متواطئون ... وليسوا عاجزين...!!!
- المقاومة الشعبية وجه مضيء في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي
- كلمة طلعت الصفدي في احتفال الجبهة العربية الفلسطينية بغزة
- هل يملك الفلسطينيون اعادة صياغة أولوياتهم، وتحالفاتهم؟؟
- مخاطر العودة للمفاوضات وآليات مواجهتها-
- رسالة ود وعتاب الى البرلمانيين العرب
- هل دام حكم العباسيين حتى يدوم لكم؟؟؟
- ليبرمان الناطق الحقيقي عن الفكر الصهيوني التوراتي
- الوظيفة العامة بين القانون الفلسطيني والتمييز على خلفية سياس ...


المزيد.....




- من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا ...
- ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا ...
- قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم ...
- مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل ...
- وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب ...
- واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب ...
- مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال ...
- -استهداف قوات إسرائيلية 10 مرات وقاعدة لأول مرة-..-حزب الله- ...
- -التايمز-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي لن ...
- مصادر عبرية: صلية صاروخية أطلقت من لبنان وسقطت في حيفا


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - طلعت الصفدى - حتى لا يكون الاتفاق مجرد هدنة مؤقته...!!!