أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - نعيم عبد مهلهل - حياتي التي أتخيلها ...














المزيد.....

حياتي التي أتخيلها ...


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 3365 - 2011 / 5 / 14 - 21:17
المحور: سيرة ذاتية
    



أتخيل حياتي التي ذهبت كما غيمة شاخت وناحت وهامت على عشب الذكريات تطرز للشيب دمع التوجع في ابتعاد البلاد ، وحزن العباد ، وأشياء أخرى يسميها مالك ابن الريب : صعلكة العولمة وشخير الدبابات والورد الذي يرتدي الشورت القصير ويكتب بلاتينية قديمة أبيات الابوذية وخطابات لينين...
في اللغة أعذب الكلام ما ينطقه القلب لا اللسان. لم أجد في لساني اليوم عذوبة النطق وقد فارقت الضاد بحكم القوي وهاجرت إلى قاموس غوته أفتش فيه عن جملة أدبر فيها حالي أمام الجميلة موظفة دائرة الهجرة ، فيما قلبي خفت خفقان الحلم فيه بعدما ابتعدت أصابع الشوق عن ملامسة خد الموجة ودمعة العصفور ورصيف الشارع وفرن الصمون الحجري ..ما تلامسه هنا ..هو المطر اليومي وعجائز بمظلات مزركشة ، وفرقة نغماتها مصنوعة من أزمنة الفاينكغ وليس فيها شيئ من بهجة خريف الفوانيس ومواسم حصاد القمح ونواح شهداء الحروب وشاي المقهى ...
بقيت تلك الأساطير عند من ظلوا هناك يلوكون حسرة لم الشمل وعودة شاشات السينمات الصيفية والكتب المستعارة من المكتبة العامة ، هذا البقاء الذي وفر لهم مساحة قليلة من الأمل بأن يعاش العمر كما تريده أفئدة القلوب لا كما تريده الفلسفات الفجة التي تعقد بأن كاتم الصوت والخنجر الغادر والعودة إلى داحس والغبراء هما الحل الأمثل لصناعة مملكة تعدد الزوجات والولاية والوصاية وماعون الثريد.
أولئك الذين تركتهم هناك ، الصديق والعشيقة وعابر السبيل وزميل الدائرة ومؤذن الجامع وشرطي المرور وبائعة القيمر والقهوجي وعضو قيادة الفرقة السابق وسائس عربة الخيل وبائع الصحف اليومية يعيشون أزمنتهم بقدر مركب ومرتبك نتاج ما نسميه في التداول اليومي ( سقوط النظام ) ويعني هذا انهيار الحكم السابق ومجيء المحتل ومعه الساسة الجدد الذين بشر بهم رامسفيلد ونتمنى أن لايبشروا به ، لأنه كما نابليون جاء بمعادلة الرياضيات ولكن عن طريق حربة البندقية ، ولهذا تاه هؤلاء الطيبون بين القبول والرفض وساعات القطع المبرمج الذي يعانون منه من تسعينـات القرن الماضي وحتى الساعة. وفي كلتا الحالتين فالمتمنى لن يأتي كما المشتهى ، الذي يجيئنا دائماً ما كان يجيء قبلنا لأهل سومر وبابل وآشور ، واغلبه خيول لغزاة وحكام طغاة وشيئ من خيال جنائن معلقة وأماسٍ لربيع قصير كتبنا فيه الأساطير وقصائد الشعر الشعبي وبعضا من دواوين الشعر الحر وأغنيات الريف ، وغير هذا فنحن مسحورون بالهاجس الصعب والذي فيه اكتشفنا الكلمة وبسببها دفعنا الثمن غالياً منذ احتراق أور وحتى احتلال بغداد...!

دوسلدورف 2011



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مدينة البصرة وزفاف الأمير وليام وكيتي...!
- سورية حسين ...ياسمينة تذبح ذبح........!
- المحظور في ممارسة الغرام.......!
- البابلي قاسم عبد الأمير عجام ...!
- الخبز وسذاجة البعض وثمالة الغرام...!
- أنا أعرف قاضيا ووزيرا وامرأة.......!
- خمر ونساء ......وتصوف ...........!
- رجلُ قبرهُ البحر....!
- الجغرافيا في غيبتها الكبرى...!
- الثورة وشاكيرا …والقبلات.!
- عراق رومي شنايدر ...!
- قبلات وأساطير غرام وفتاوى....!
- مديح إلى عبد الزهرة مناتي وشارل ازنافور.....!
- يورانيوم أحمر الشفاه ... ( سلفادور دالي والدكتاتور )........ ...
- مهرجان المربد ونلسن الدنماركي………!
- عولمة الديك والسعال الأبوي وهوشي منه ..........!
- ( مرثية الحميدية وطارق بن زياد )
- أبي يحاكم اوباما
- الغرام الشهي بين الضحية والجلاد
- ناس ( وعبد الزهرة مناتي )…!


المزيد.....




- لبنان: غارة مسيّرة إسرائيلية تودي بحياة صيادين على شاطئ صور ...
- -لا تخافوا وكونوا صريحين-.. ميركل ترفع معنويات الساسة في مخا ...
- -بلومبيرغ-: إدارة بايدن مقيدة في زيادة دعم كييف رغم رغبتها ا ...
- متى تشكل حرقة المعدة خطورة؟
- العراق يخشى التعرض لمصير لبنان
- مقلوب الرهان على ATACMS وStorm Shadow
- وزارة العدل الأمريكية والبنتاغون يدمران الأدلة التي تدينهما ...
- لماذا تراجع زيلينسكي عن استعادة القرم بالقوة؟
- ليندا مكمان مديرة مصارعة رشحها ترامب لوزارة التعليم
- كيف يمكن إقناع بوتين بقضية أوكرانيا؟.. قائد الناتو الأسبق يب ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - نعيم عبد مهلهل - حياتي التي أتخيلها ...