جواد كاظم غلوم
الحوار المتمدن-العدد: 3365 - 2011 / 5 / 14 - 18:20
المحور:
الادب والفن
نديمايَ الوحدةُ والحنين
يذكّرني رحيلُ الأوزِ
في أهوارنا الملأى بأنغامِ المهاجرِ
في ترانيم الطيورْ
هنا كنّا
نشمُّ عبيرَ ثورتِنا
نبوسُ ترابَها الطينيّ كالحنّاءِ
كالعطّابِ فوق الجرحِ يشفينا
أما زال الحنينُ إلى الندى والماء يؤْرقنا؟
أما زالتْ مشا حيفُ الشجى
في الليلِ تؤْنسنا؟
أما زالتْ مضايفُنا
تلمُّ الحشدَ في الضيمِ الثقيلِ
وتلهبُ الشّجَنا؟
هنا كنّا
نلاقي سومريا عند جرف النهرِ ينشدُنا
يغنّي في شجِيّ اللحنِ أوجاعَ الأبوذية
أتذكرُ ياصديقي "نقرة السلمانِ"
والعُقَب الحديدية
وكرّاساتِنا تحت الفراشِ الرثِّ
نكتبُ من نزيفِ الروحِ ماشئْنا
نُعيرُ صديقَنا الآتي جديدا
جمرةَ الثوار من أقداحِنا
ونغوصُ حتّى الصبْحِ بالأحداثِ
والأوطانِ والأحزانِ تأْخذنا بعيداً
نعبرُالاسلاكَ والأسوارَ
نحفرُ في ثنايا الأرض
أنفاقاً من الآمالِ
تأخذنا إلى حرّيةٍ حمراءَ تُسْكنُنا
***** *****
أحبّائي
سلاما أينما كنتم
أنا والوحدة السوداءُ تجمعُني
يقضُّ مضاجعي بُعْدُ الأحبةِ
والأسى والليلُ
والضجرُ المريرْ
وسلواي اليراعُ الطّيّعُ الحاني
يؤججُ ومْضةَ الرأسِ المشتتِ
يوقظ القلبَ العليلْ
أدورُ كما النواعير الرتيبةِ
أسكبُ الألحانَ والأشعارَ
في الورَقِ المدَّمى بالأنين
وجحافلُ الأشباحِ
والصمتُ المغطّى بالحنين
تلتفُّ حولي كالقلاع
***** *****
لاتكتئبْ
هي برهة ويطلُّ ذاك الفجرُ
من كبد السماء
يهديكَ ضوءاً حانياً
ينسلُّ في خجلٍ إليك
ويرشُّ وجهَك بالندى
والصبحِ والأمل الجميل
لاتكتئبْ
سيطلُّ هذا الوردُ من شرفاتهِ
ويبددُ الكمدَ الثقيل
وستنقلُ الريحُ الحنونةَ
كلَّ شوقك للقريبِ وللبعيد
للأهلِ ،والأصحاب والأولادِ
والأحفادِ
في المنفى " السعيد"
لاتكتئب
ها قد يضيعُ العمرُ
في وهْجِ اكتئاب
وتموتُ في الأرض اليباب
جواد كاظم غلوم /بغداد
[email protected]
#جواد_كاظم_غلوم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟