أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - غازي أبو ريا - سلفيون مع وقف التنفيذ الإسلامي















المزيد.....


سلفيون مع وقف التنفيذ الإسلامي


غازي أبو ريا

الحوار المتمدن-العدد: 3365 - 2011 / 5 / 14 - 13:44
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بعض الناس في تونس، بدأوا يحنّون الى عهد الزعيم المطرود بن علي، والبعض في مصر مشتاق للزعيم المخلوع بن مبارك، وفي سوريا، ترتعد غالبية الأقليات فرقا، وكل هذا بسبب التيارات الاسلامية السلفية.
والسلفيون الاسلاميون حكاية غريبة عجيبة، فهم أعطوا أنفسهم هذا اللقب على أنهم يسيرون على خطى السلف الصالح، يتباهون بالخلفاء الراشدين، ويرفعون رؤوسهم في كل محفل اعتزازا بإنجازات الخلافة الاسلامية من الامويين الى العباسيين حتى الاندلس، وهم مع ما يفاخرون به على قطيعة فكرية ودينية شاملة.
السلفية في أيامنا تجسد العصبية والعنصرية وإنكار الآخر، وهي المعادية لكل تجديد وكل علم أو اختراع فهو بدعة من فعل الشيطان، وماذا كان سيفعل الخليفة عمر بن الخطاب بباعثي الفتنة في مصر لو كان هو الحاكم، أنا أعرف ماذا كان سيفعل، كان سيعلقهم على أعواد المشانق فردا فردا، أو على أفضل حال سيفصل رؤوسهم عن أجسادهم حتى يشفي جسم الدولة.
إن الخلفاء الراشدين منزعجون في قبورهم من انتساب السلفيين المعاصرين اليهم وهم منهم براء، فكيف يؤسس فرد أو حزب عقيدته على الكراهية وينسبها الى النبي وصحابته؟!! فهل هناك إساءة للسلف الصالح أعظم من هذه الإساءة؟
أما الخلافة الأموية والعباسية ثم دولة الأندلس، فهذه طورت العلوم جميعا، واجتمعت عقول الناس في الدولة، كان كل المواطنين شركاء، كل العلماء يبدعون، فقد امتدت الدولة الإسلامية من الصين الى اسبانيا، فيها مئات الجنسيات واللغات والأديان، وكان فيها مكان للجميع، حتى عشاق العلم من بلاد خارج الدولة الإسلامية قدموا إليها للتعلم والمشاركة في تقدم البشرية.
كل الخلفاء والولاة والأمراء تقريبا تسابقوا في إغراء العلماء للقدوم الى بلاطهم، لم يستثنوا علما أو إبداعا، من الفلك حتى الطرب، ومن الرياضيات إلى الرقص، وكانت مجالس الفلاسفة تجمع أشخاصا من كل الأديان، ويدافع كل أهل دين عن دينهم دون خشية من قمع مسؤول إسلامي، فهل هذا السلف هو الذي يقصده السلفيون أم أي سلف يقصدون أو يزعمون أنهم ينتسبون إلى إرثه وتراثه؟؟؟!!
لست واعظا، ولا أطمح إلى مثل هذه الوظيفة المربحة جدا في عصرنا، لكنني أنصّب نفسي في وظيفة بغير أجر، وأعلن بأنني قد ضقت ذرعا كملايين غيري من هذه الهجمة السلفية على حاضرنا وماضينا وتاريخنا، وأتحدى السلفيين جميعا أن يقولوا لنا أي سلف صالح هم على هديه يسيرون؟؟
هم الآن يشكلون خطرا على كل الثورات العربية، ويشكلون خطرا على كل نظام أيا كان ومهما كان، وهم يستعدون للانقضاض على الدول العربية، بدون أن يكون لهم أي مشروع سوى صلاتهم وصومهم، أما تفاصيل حكم الناس فهي سر مكنون لا يبوحون به حتى تصبح رقاب الناس على مسافة فتر من سيوفهم. وهم يستغلون أمية العرب، فنصف العرب لا يجيدون القراءة، وقرابة النصف الآخر، وإن كان يجيد، فالقراءة لا تجذبه. ويستغل دعاة السلفية هذه الحالة العربية من خلال المساجد وخطب يوم الجمعة من أجل تسويق كذبة التزامهم بالسير على نهج السلف الصالح.
هذه السلفية أطلقها آل سعود في السعودية لتبرير حكم الجزيرة العربية، ولتبرير الجرائم التي اقترفتها للوصول إلى الحكم، وها هي الآن وبعد أن استقر حكمها، تحارب نفس الأصولية التي اخترعتها. هذه الأصولية التي تقودها فئات لديها طموح الى السلطة، وتعتمد على الفرد الذي كل ذنبه أنه أمي، ليس لذنب اقترفه أو لأنه جاهل عن سبق إصرار، لإن قليلا من احترام المسلم لدينه يمنعه من أن يتبع هذه السلفية المشوهة لكل تاريخ الإسلام.
وهناك من يحاول بخبث أن يقنع الناس بأن السلفية قادرة على الحكم بشكل محترم، ويسوق حزب العدالة التركي نموذجا، وهذا التشبيه كله كذب وتمويه، لأن حزب العدالة التركي لا يختلف عن أي حزب مسيحي في أوروبا، فهو حزب إسلامي ملتزم بالعلمانية، بالضبط كالتزام الخلافة الاموية والعباسية والأندلسية والعثمانية في عهود النهضة. والمجتمع التركي الذي يصوت لحزب العدالة لا يصوت له كحزب سلفي، فلو طرح نفسه كحزب سلفي لن يصل الى سدة الحكم إطلاقا لأن نصف مصوتيه أو أكثر من العلمانيين، ومشروع الحزب نفسه، ليس سلفية منتقاة على أهواء قادته، والعلمانية مرجعية النظام.
ومن أجل الإنصاف، لا ألوم الشعوب العربية إطلاقا، مع إدراكي الكامل بأن أي صناديق اقتراع في أي دولة عربية لن تفرز إلا السلفيين، وكل فجر ديمقراطية سيأتي بعتمة سلفية أقسى بما لا يقاس مما كان، ولا ألوم من سيصوت للسلفيين لأن الأنظمة الحالية تركت مناخا ومرتعا للسلفية، وهي مجرمة مرتين، واحدة من ظلمها، والأخرى من قمع كل الأحزاب المتنورة وفسح المجال للسلفية التي لا تحتاج لتنمو إلا إلى من يقمعها حتى تقوى وتصل الحكم.
السلفية قادمة، ولا أقول ذلك من أجل إحباط أي ثائر ضد ظالم، بل من أجل كشف الحاضر وقراءة المستقبل، والمستقبل القريب لا يبشر بأي خير، وكما قلت في مقالة سابقة بأن مصر وسوريا هما بوصلة العرب، ومصر مع كل هذا الحب لشباب ميدان التحرير، هؤلاء الأبطال الذين هم شرف العرب، مسلمين ومسيحيين، هم دفعوا ثمن تحرير مصر من طاغية، وكل حسرتي على هؤلاء الثوار أنهم الآن يذرفون الدموع على فتنة طائفية نتيجة فراغ أمني شاركوا هم فيه.
أقول وبكل وضوح، الشعوب العربية الآن على ضفة نهر هادر، وتجاوز النهر مكلف جدا. والنهر الجارف هو الجماعات السلفية التي لا سلف لها إلا عقليتها العنصرية الجاهلة التي لا علاقة لها بأي إسلام. وهذه الفئة هي الغالبة في كل صناديق الاقتراع، وسيسقط كثيرون شهداء من أجل اجتياز هذا النهر الجارف، لكن، بعد اجتياز هذا النهر الطاغي، سيصل منا كثيرون إلى شاطئ الأمان.
وحتى لا أضيع غايتي من هذه المقالة، أذكر السلفيين الذين يبيعون المسلمين بضاعة التزامهم بسيرة السلف الصالح، بأنني أتحداهم، نعم، أتحدى كل سلفي بأن يصرح علنا بالسلف الصالح الذي يقتدي به أو بهم، وأقول بكل صراحة، لست متدينا، لكنني مستعد للدفاع بالوثائق التاريخية، وبالنصوص الدينية عن الإسلام والمسلمين من حملة السلفيين الذين بالغوا في استغلال الاسلام، وبالغوا في تشويه تاريخ العرب والمسلمين.



#غازي_أبو_ريا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- !!!يا انظمة العرب المرعوبة -في الصيف ضيعت اللبن
- صدَّرنا الروحانيات للغرب، ولم نترك شيئاً للاستهلاك المحلي
- قبيلة آل سعود الارهابية ضد الارهاب؟!!
- وحرّم الله العنصرية على الشعوب، وأباحها لليهود فقط
- القذافي والعمودي، ضلعان لمثلث نحن قاعدته
- كارثة فلسطين باسامة بن لادن.. ما زالت مستمرة
- المسلمون في اوروبا رهائن عند الغرب ام عند بن لادن؟
- الانتخابات في ايران بركان خمد ام زلزال قادم
- محاولة بائسة لإثبات ان الرئيس ليس هو الله
- جنيف - صرخة ضمير في زمن العهر القومي والديني
- جامعة العرب عِلة وعالة، وتفكيكها واجب وطني
- كوكاسراب- بالمجان في أسواق القومجيين والدينجيين


المزيد.....




- صار عنا بيبي.. أحدث تردد لقناة طيور الجنة على النايل سات وعر ...
- “ماما جابت بيبي حلو صغير“ تردد قناة طيور الجنة على النايل سا ...
- مسيحيو حلب يحتفلون بعيد الميلاد الأول بعد سقوط نظام الأسد وس ...
- فعالية لحركة يهودية متطرفة للتشجيع على الاستيطان في غزة
- تردد قناة طيور الجنة كيدز 2024 نايل سات وعربسات وخطوات ضبط ا ...
- خبيران: -سوريا الجديدة- تواجه تحديات أمنية وسط محاولات لتوظي ...
- أردوغان يهنئ يهود تركيا بعيد حانوكا
- “السلام عليكم.. وعليكم السلام” بكل بساطة اضبط الآن التردد ال ...
- “صار عندنا بيبي جميل” بخطوات بسيطة اضبط الآن تردد قناة طيور ...
- “صار عنا بيبي بحكي بو” ثبت الآن التردد الجديد 2025 لقناة طيو ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - غازي أبو ريا - سلفيون مع وقف التنفيذ الإسلامي