|
عندما تتحول العلاقة الزوجية إلى حرب أهلية – الجزء الثاني
شمسان دبوان سعيد
الحوار المتمدن-العدد: 3365 - 2011 / 5 / 14 - 10:51
المحور:
العلاقات الجنسية والاسرية
في الجزء الأول تناولنا بعض الجوانب التي تسهم في نجاح الحياة الزوجية ابتداء من مرحلة الخطوبة واختيار شريك الحياة . في حالة فشل هذه الجوانب أو اعترض في طريقها الصحيح بعض العوائق فلا شك تتحول العلاقة الزوجية إلى شبه حرب أهلية . هذه الحرب لا تسفك فيه .... دماء ولا تقتل فيها الأنفس بالرصاص الحي ولا بمعدات الحرب المعروفة لأنها حرب نفسية ثنائية الجانب بين رجل وزوجته فقط تقتل المشاعر الإنسانية والإحساس بسعادة الحياة الزوجية . مهما عبر الإنسان عن مشاعر الحب بين الرجل والمرأة ، إلا أن الحب لا يظل العاطفة الوحيدة التي تربط المرأة بالرجل . فهناك العديد من التناقضات التي تحول الحياة الزوجية إلى جحيم لا يطاق ، يكتوي بناره كل من الرجل والمرأة وبدوره يؤثر على مستقبل أطفالهم . ومن المعروف أن الرجل يلجأ إلى الزواج ليجد من يهتم به ويجعل حياته ذات معنى وأهمية واكتمال لرجولته ورفعة لمكانته ، واستقرار لحالته النفسية ، ولا يختلف اثنان بأهمية الزواج في بنية الصحة النفسية للفرد . فعلى سبيل التخمين من هو السبب في إشعال هذه الحرب ، الزوج أم الزوجة ؟ ولماذا ؟ الصمت ... الغضب .. التجاهل " الدنيا متاع وخير متاعها الزوجة الصالحة " لكن عندما يفشل الرجل في هذا الاختيار تتحول حياته إلى حرب منذ انقضاء أول شهر من عقد القران والزفاف . يذهب الرجل إلى عمله يكد ويتعب ، يتذوق كافة أصناف العذاب في سبيل بناء أسرة وتأمين حياة امرأة تعتبر سكن له . يعود إلى البيت والى هذا السكن عله يجد ما يذهب هذا الإرهاق والتعب ، ويستعيد النشاط للعمل من جديد ..... لكنه يجد بيته خاليا من الابتسامة وبشاشة الوجه والضحك والسرور ... يغيب عنه التفاؤل كما تغيب الشمس عن الشروق .... وتظل حياته في ليل ونكد لا يرى فيه وجه النور والراحة التي من اجلها سلك طريق الزواج .... يصل إلى بيته فيستقبله وجه عابس .. غاضب ... حاد .. نافر ...قلق... مكتئب . هذا الاستقبال يلاقي رفضا من قبل الزوج ويضع الزوج أمام خيارات وأكثر من علامات استفهام . فيما يبقى الحل بيده . فإذا قلق الزوج من ذلك التصرف وواجهه بالصمت والاستنفار والقلق وتصعيد الموقف فهنا تنتصر الزوجة لأنها استفزته إلى حد القلق والخروج عن حد السيطرة وأصابت رجولته بالألم عن طريق .... سلاح يسمى التجاهل وعدم الاعتراف بوجوده . كما أسلفنا من قبل في الجزء الأول أن أساس نجاح الحياة الزوجية السعيدة هو التفاهم والصدق في المعاملة والود والاحترام والتفاهم ومعرفة كل واحد للأخر . فالمرأة – وبالذات - عندما تنشغل بأمور الطفولة وتربية الأبناء ربما تقلل أو تخف لديها مشاعر الزوجية تجاه الزوج وهنا يكون لزاما على الزوج أن يزرع هذه المشاعر . فمن الأفضل للزوج أن يعرف السبب وراء هذا العبوس والغضب ويقابله بالابتسامة واللين وان يظهر جديته في إزالة كل المشاكل التي تعيق المرأة سواء كان سوء تفاهم أو شك ... الخ . وليعلم الرجل أن المرأة مخلوق يفوق الرجل في الإغواء والكيد وزرع العراقيل والتعرض والصبر على تنفيذ خطتها في إحباط الرجل وان تجعل حياته قطعة من نار . فعلى الزوج أن يبحث عن أسباب هذا الصمت والغضب . فربما يكون مقصر في إحدى واجباته تجاه زوجته وربما يكون خطأه ناتج عن معاملة غير إنسانية لا يشعر بها فربما يتجاهلها عاطفيا ... وربما فراشيا ... وقد يطول بقائه خارج البيت دون سبب يذكر ... وربما يزداد مزاحه وتحدثه عن حب امرأة أخرى ... وربما صار بخيلا لا يطاق .. فهناك العديد من الاحتمالات التي تقود المرأة إلى مثل هذا التصرف تجاه زوجها . فالمرأة لا تفصح عن مشاعر الغضب ربما لأنها أمور حساسة ودقيقة ... أو أمور توجع كرامتها كـ ... أو أمور لم تتعود أن تتكلم بها . فإذا واجه الرجل الصمت بالصمت والتجاهل فتزداد المرأة تجاهلا وصمتا تجاه زوجها يثيره ويحرق أعصابه ويهز كيانه ويسقط ثائرا هائجا موجعا محطما ذليلا .. وهو الأمر الذي يسعد الزوجة وقد يستمر هذا الأمر لسنوات ويؤدي بدوره إلى غياب الأحاسيس الطيبة فتنطوي الزوجة على نفسها واهتماماتها وربما أطفالها وتزداد الأمور تصعيدا وترتفع الأصوات وتتراكم مشاعر الغضب تدريجيا فيفيق الكيل وتنشق الأرض قاذفة بالحمم واللهب فتشتعل البيت وتنفجر حرب أهلية في البيت ويرحل – يهرب – الزوج من البيت بفضل انضمام الأبناء إلى جانب الأم ويعيش الرجل ما تبقى من حياته في حرب أهلية مشردا من مشاعر الحنان والسرور وغياب السعادة محروما من مشاعر الحب والسعادة الزوجية . العناد ... الإكراه في الزواج وضعت الشريعة الإسلامية إجراءات معينة للزواج ابتداء من التعارف والخطوبة ودراسة كل واحد للأخر والمصارحة في الحب لكلا الطرفين . وتعتبر هذه المراحل التي تسبق عملية عقد القران والزفاف مرحلة تعارف وتبادل للمشاعر والعواطف بين الطرفين أو الزوجين يقف كل منهما على عادات الأخر ومشاعره وأفكاره وميوله . ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تجبر الفتاة أو الشاب بالزواج من بعض في حالة عدم وجود مشاعر الحب والتراضي بين الطرفين . وهذا ما يعرض حياتهما إلى حرب طويلة المدى ، سيما وان كان احد الطرفين لا يفهم الأخر . العناد لدى المرأة حرفة تتفنن في تنوع أساليب العناد لزوجها . فتصنع الحلوى من الملح ، وتصنع طعاما بدونه ، تجعل من ملابسك أكثر سوادا وأكثر اتساخا ، تصبغ ثيابك بالصابون إن لم يكن أسيد ... تحترف مهنة الكسل وتجيد فن المراوغة .... إذا عدت من عملك استقبلتك برث الثياب ... وعبوس الوجه ... وألم الضمير ... ومنبر اليأس ... وتعمدت ارتكاب الأمور التي تثير غيرتك وتستدعي غضبك ... إذا طلبت الطعام بشكل مستعجل ... تعطل التنور ... وإذا أردت قيلولة أشعلت حرب الصياح .. وتقوم بنظافة البيت وأمور الترتيب والتنظيم ... إذا دعتها إلى سهرة نسجت من شعرها بيوت العنكبوت وارتدت رث الثياب ..وبعبارة لا تفكر في أي شي سوى العناد وكيفية التخلص من زوجها وكيف تجلب الضيق والملل والتعاسة واليأس له . واكرر مرة أخرى بان مثل تلك المرأة تستسلم للرجل بكل قواها وإمكانيتها وشفرة التعامل معها مرهون بذكاء الرجل وحنكته في أساليب المعاملة الإنسانية ومعاملتها كمرآة وكأنثى وكزوجة . ولا تنسى إمكانية تحول العلاقة الزوجية إلى حرب باردة وحرب نفسية في موقف لا تستحق التعبير فلنرى لاحقا إن شاء الله .
#شمسان_دبوان_سعيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
آل سعود - النظام الداعم لقمع الثورات العربية ضد الظلم والفسا
...
-
عندما تتحول العلاقة الزوجية إلى حرب أهلية – الجزء الأول
-
صالح يصف شخصيته ومنجزاته في ميدان السبعين
-
السفاح صالح بين جمعة التصالح.... وجمعة الفرصة الأخيرة
-
الحرب ضد النسوان.... أخر وسيلة لبلطجة الحاكم
-
لو كان الفقر رجلا لقتلته
-
عرض سعر لإصدار فتوى تحّرم إختلاط الرجال
-
نحو صداقة إنسانية ومواطنة متساوية
-
بلطجة الحكام هدف واحد .... وحيل متعددة
-
طريقي الى الزواج
-
المجنون
المزيد.....
-
جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
-
رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر …
...
-
دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
-
السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و
...
-
دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف
...
-
كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني
...
-
قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش
...
-
تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
-
-مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة
-
اعترف باغتصاب زوجته.. المرافعات متواصلة في قضية جيزيل بيليكو
...
المزيد.....
-
الجندر والجنسانية - جوديث بتلر
/ حسين القطان
-
بول ريكور: الجنس والمقدّس
/ فتحي المسكيني
-
المسألة الجنسية بالوطن العربي: محاولة للفهم
/ رشيد جرموني
-
الحب والزواج..
/ ايما جولدمان
-
جدلية الجنس - (الفصل الأوّل)
/ شولاميث فايرستون
-
حول الاجهاض
/ منصور حكمت
-
حول المعتقدات والسلوكيات الجنسية
/ صفاء طميش
-
ملوك الدعارة
/ إدريس ولد القابلة
-
الجنس الحضاري
/ المنصور جعفر
المزيد.....
|