أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - ثمن الكلمة














المزيد.....


ثمن الكلمة


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3365 - 2011 / 5 / 14 - 02:50
المحور: الادب والفن
    


إلى المناضلين محمد شبيب


منذ بداية الخليقة، وحتى الآن، كانت الكلمة، ولا تزال، وسيلة للتواصل بين الناس، جيلاً بعد جيل، كي تصبح في ما بعد نواة لأي إبداع بشري في المجالات كافة، بدءاً من تلبيتها وترجمتها لحاجة التفاعل مع الآخرين، وانتهاء باعتبار أن الإنسان لم يتمكن من تحقيق أي تحول حضاري، من دون الاعتماد على هذه الكلمة، وسيلة حوار وخطاب وتقدم .

لقد كانت الكلمة وسيلة التفاهم بين الناس، كما كانت أداة لنشر المحبة، وتعزيز حبّ الحياة، وإن كانت بأسف ستستخدم في الوقت نفسه، أداة لنشر الكراهية وترجمتها، وحجرة كأداء على طريق القيم السامية، وهي هنا أصل الشر وبذرته، وهذا ما دفع بالمفكرين لأن يروا فيها سلاحاً ذا حدين، يتناصفها الخير والشرّ، على حدّ سواء .

والكلمة التي لفظها الإنسان الأول، وهو يعرب عن مشاعره وأحاسيسه وحاجاته، كانت سبباً في توثيق أولى عرى الحب في الحياة، كما أنها تحولت إلى وسيلة في أول اعتداء آثم من الإنسان على أخيه في بيته الكوني، كما هو في حالة المصير الذي لقيه هابيل على يدي شقيقه قابيل، لتسنّ شريعة انتهاك قانون غابيّ، يكون الإنسان فيه ضحية صنوه الإنسان، ولتطلع الكلمة بمهمة مقدّسة في مناوأة قبح جريمة القتل، أبشع وأرذل مفردات الشرّ وفضحها، والقتل له أنواعه المتعددة، طبعاً، ممارسة كان أم فكراً، كما ستستخدم -في المقابل- من أجل نشر ثقافتها، لتقع على كاهلها تهيئة هذه الجريمة، كإحدى الأدوات التي تصعّد أجواء الضغينة والحقد واستسهال حالة القطيعة، لينقسم بيت العالم الكبير، إلى شطرين، بل لأن يتشظّى الشطرالواحد إلى أشطر وجزيئات، وترافق كل شطر على حدة، كلمة، هي ثقافة مغايرة .

وقد استطاعت المفردة الموغلة في حبّ الإنسان، ورسم جماليات الحياة، سواء أكانت أداة في إشادة عمارة القصيدة، أو القصة، أو غيرها، أن تكون خزاناً لجزء كبير من الإبداع الروحي للبشرية، وأحد الجسور نحو الآخر، وهي تتعدّى نشر لواء التفاهم، ضمن إطار المجتمع الصغير، فحسب، بل لتكون عامل تواصل روحي وفكري بين العالم بأسره، من دون أن تنجح أية سدود في منع إيصالها، ولاسيما في هذه المرحلة التي نشهدها الآن، وقد انهارت السدود والحواجز في وجه الكلمة المجنحة التي تحطّ، أينما وجدت من يلوح لها للإصغاء إليها، ومن هنا، فإن التراث الإنساني يغدو عالمياً، ويمكن لكلمة شعب ما أن تتجاوز دائرتها الأولى، عبرإنتاج إبداعي، لتغدو جزءاً من ميراث سواه والعكس، وهو ما يعزز وشائج التوادّ، في مواجهة آلة الشرّ التي لما تزل تتوسل الكلمة نفسها، لتواصل بوساطتها قبحها وعداءها للحياة، لأن العداء -ولو لفراشة واحدة من بين سرب فراشات- بغرض تغييبها عن مسرح الحياة، أو حتى العمل للحدّ من تحليقها ل”سنتمتر” واحد، ضمن فضائها، لينتمي إلى معجم الشرّ المشار إليه، الشرّ الذي لا مستقبل له، حتى وإن كانت هذه الكلمة -وفي ظلّ فورة موقوتة- قد تلاقي ممثلاً مهرّجاً لها، يستخدم كل براعته، وللأشرار مهاراتهم وإن كانت لا ترتقي لتكون إبداعاً لأن شرط الإبداع الحب، من أجل التشويش على الكلمة/ الموقف، وتجريمها، واستهداف صاحبها، وعدم التورع حتى عن تقديمها للنطع المعنوي أو الفعلي .



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معتقلونا: كي لا ننساهم
- سوريا إلى أين؟
- إعلانات رسمية
- حمامات الدم السوري وقراءة النظام المقلوبة
- لسان الشاعر
- مالم تحققه الدبابة
- إساءات إلكترونية
- بعد موته «ابن لادن» يقصف درعا
- درعاغراد
- ما لا يقوله الحزب الشيوعي (الرسمي): الموقف من الاحتجاجات الس ...
- -من سيذبح المليون-؟
- مدرعات في درعا ودروع للمدينة الباسلة
- رسالة الكاتب
- أطالب بإسقاط «الرشاش»
- قانون الطوارئ في «بزته الأقبح»
- قلق الإبداع
- ذروة الضمير الجمعي
- في وداع -نديم يوسف-
- المخاض الإبداعي
- إعادة الجنسية وضرورة التعويض الرجعي


المزيد.....




- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...
- الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا ...
- “تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش ...
- بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو ...
- سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - ثمن الكلمة