سليم مهدي قاسم
الحوار المتمدن-العدد: 3364 - 2011 / 5 / 13 - 19:55
المحور:
الادب والفن
كنت اقف في الحديقة ، جاءت الشمس من الجهة الثانية التي خلف السور وخلال اقل من ساعة اختفت في بئر خلف الثاني للحديقة ، وقد اكتشفت ان ثمة كائن خرافي بألف عين يمسك في يده معدات والات غريبة ، وقد عرفت انه هو من يقود الشمس الى الجهات ، كان يقف الى امامي تماما لكنني لم انتبه اليه من اول مرة وها انا انتبه اليه ما ان رفعت رأسي مثل من يخرج رأسه من الماء ،كان ينظر اليّ كمن يبحث عن شخص اخر غيريّ ، فتح فمه ( لم يكن له فما كانت مجرد فتحة صغيرة مثل طاسة ) وخرج صوتاً شبه شخيراً لرجلٍ يحلمُ ، خرج الصوت وسقط امامي ، وشعرتُ كما لو انه يحدث ضجيجاً .
قال : هل تريد واحدة ؟
قلت : نعم .
مد يده واعطاني ما يشبه المعول ، ودون تردد اخذته منه ، وكنتُ اعرف ما الذي يجب ان افعل به ، تحركتُ داخل الحديقة واخترتُ وسطها ( ربما تحركت من خلال عيني فقط ) وشعرتُ بأنه فرح لاختياري .
قلت : هنا ؟
قال : هنا ... وابتسم .
وبدأت بعملية الحفر ،كنت اتصبب عرقاً كلما توغلتُ اكثر ، وكنت اعرف انه يرغب أنّ احفر بعمق سبعة ايام وبعرض سبعة ايام ايضاً، ولكن الحفر لم يستمر كثيراً ، كان قد انتهى بطرفة عين ، وعندما انتهيت من الحفر رأيت سبعة اشخاص ينامون في الحفرة .
قلت كمن اكتشف كنزاً : لقد عثرتُ عليهم .
قال : هم لك .. افعل بهم ما تشاء .
#سليم_مهدي_قاسم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟