أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الحنفي - القول المصحوب بالفعل عمق الإيمان الإسلامي إلى حكيمة الشاوي الشاعرة المتحررة/المضطهدة















المزيد.....

القول المصحوب بالفعل عمق الإيمان الإسلامي إلى حكيمة الشاوي الشاعرة المتحررة/المضطهدة


محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 1003 - 2004 / 10 / 31 - 10:36
المحور: الادب والفن
    


إن أمل أي إنسان في الحياة أن يتحرر و التحرر هو التعبير الأسمى عن ممارسة الاستبداد الذي لا يتوقف عند مجرد منع التحرر بل يسعى إلى التسرب إلى أعماق النفوس لمصادرة حق الشعور بالرغبة في التحرر.
و هذا النوع من الاستبداد هو الذي يستبد بالنص، و يوظفه للحيلولة دون تفتق الشعور عن الرغبة في التحرر. و الذي يمارس هذا النوع من الاستبداد هم المتنبئون الجدد الذين نصبوا أنفسهم أوصياء على النص الديني الذي يعتمدونه للقدح في أعراض الناس، و الخدش في نواياهم، و النزول بهم إلى مستوى انعدام الإيمان كما حصل للشاعرة المتشبعة بالرغبة في التحرر المناضلة حكيمة الشاوي، الإنسان الباحثة في أعماق الوجدان البشري –بشعرها- عن إنسانية الإنسان المعتبرة شرطا لتحرره، لأنه بدون الحس الإنساني لا تكون الرغبة في التحرر.
و المتنبئون الجدد عندما ينصبون أنفسهم أوصياء على الدين، و على النص الديني، و لا يسعون فعلا إلى حفظ الدين و النص الديني من التحريف لأن ذلك الحفظ لم يوكل إليهم بل خص به الله نفسه بنص القرآن الكريم " انا نحن نزلنا الذكر و انا له لحافظون " و النص الديني الذي يوثق به، و لا يرقى إليه شك هو "القرآن الكريم" الذي تبنى الممارسة الدينية على غير المنسوخ منه. أما سواه ففي الرتبة الثانية و هو نص لم يوثق إلا بعد مرور عشرات السنين، و قد تم توثيقه بناء على الرواية الشفهية عن الأفراد لا عن الجماعات. و معلوم أن ما يروى شفهيا يمكن أن يتعرض للكثير من التحريف، كما يدل على ذلك اختلاف مستويات الرواية، و اختلاف الأسانيد و اختلاف المقاييس و تصنيف المروى من الحديث من صحيح إلى حسن إلى مقبول إلى ضعيف إلى منكر و ارتباط رواية الحديث بالمصلحة و كون رواة الحديث من المساندين للحكام الذين تختلف أهواؤهم من منطقة إلى أخرى و من عصر إلى آخر.
و لذلك فتكميم الأفواه الذي يدعو إليه دعاة الاستبداد و مصادرة الحرية الجدد سواء عبر تنظيماتهم أو عبر جرائدهم أو عبر منابر المساجد لا يمكن أن يتم إلا باستعداء الجماهير المغفلة المقموعة أصلا من المرض و الجهل و التخلف، القابعة وراء متاريس التنظيمات. و هكذا نجد أن التحريض الذي يتغلغل في صفوف الجماهير لا يهدف إلى جعل هذه الجماهير تستعد للانعتاق من عبودية التبعية للمستعمرين الجدد، عبر أذيالهم في المغرب و السعي إلى التمتع بالحقوق الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية و السياسية و المدنية. بل يسعى إلى إشغال الجماهير بأشياء تبعدها عن واقعها و تنسيها معاناتها و ترفعها إلى مستوى نسيان الواقع و الوصول إلى صناديق الاقتراع عن طريق ادعاء المحافظة على الدين الذي يسعى في عمقه إلى حفظ كرامة الإنسان "و لقد كرمنا بني آدم" و الذي يتحول في ممارسة هؤلاء السياسية إلى سيف يوضع على رقاب الجماهير الشعبية الكادحة التي لا تقوى على حفظ كرامة يومها بحصولها على القوت اليومي بالطرق المشروعة و الاضطرار إلى :
1) التسليم بالواقع و القول بالحل الذي يقترحه هؤلاء و الانسياق وراءهم و دعم محاكم التفتيش الجديدة المدعومة من قبل أمراء النفط و عملاء الصهاينة و المتحكمين في رقاب الدول و المجتمعات عن طريق الديون المتراكمة التي تمتص دماء الكادحين لصالحهم.
2) أو القبول ببيع الضمير إلى من ينهب عرق الكادحين و تقف وراءه المؤسسات المالية المشروعة و غير المشروعة و المحلية و غير المحلية.
و في الحالتين معا يبقى الواقع كما هو في طريق الانحدار إلى الكارثة.
إن توظيف النص الديني لأغراض سياسية يتعارض تعارضا مطلقا مع قول الله تبارك و تعالى " و أن المساجد لله فلا تدعو مع الله أحدا" و هو قول لا يرقى إليه شك و لا يعلو عليه حديث مروي بطريق الآحاد.
و إن شغل الناس بأمور مفتعلة لا يمكن أن يصنف إلا في إطار الاستعداء.
و إن ادعاء المحافظة على المقدسات التي لم يخدشها أحد قط لأنها فوق أن تخدش و فوق أن توظف لغاية دنيئة و منحطة يخفي وراءه الرغبة في الوصول إلى السلطة السياسية التي تعتبر غاية كل حزب و سعي كل تنظيم.
و الذي نعرفه أن من يسعى إلى السلطة السياسية يرغب في وضع برنامج اقتصادي و اجتماعي و ثقافي و مدني و سياسي، و يسعى بذلك البرنامج من اجل تأييد أصحابه في المحطات الانتخابية.
أما الذي يعتمد المحافظة على المقدسات برنامجا له، فذلك كاف للاستدلال على عجزه و عدم قدرته على التحليل الملموس للواقع الاقتصادي و الاجتماعي و الثقافي و السياسي و المدني بهدف جعل المواطن البسيط يرى واقعه و يلتمس السعي إلى تغيير ذلك الواقع بمختلف الوسائل الممكنة بما ففيها التنظيمات المختلفة التي يمكن أن تكون منطلقاتها في التحليل مختلفة أيضا.
إن شغل الناس بمحاربة الخطة الوطنية لإدماج المرأة في التنمية و الهجوم على الشاعرة الوديعة و المناضلة الحقوقية الصادقة، الأستاذة حكيمة الشاوي و التشهير بمتزعمي الحركة الحقوقية النسائية و في مقدمتهم المناضلة الشاعرة حكيمة الشاوي لا يمكن أن ينقلنا إلا إلى فضاء خفافيش الظلام التي لا تستطيع أن ترتاد فضاءات الأنوار مادامت الأنوار تعمي بصرها. يقول تعالى في كتابه العزيز "إن أكرمكم عند الله اتقاكم"
و المفروض في هؤلاء انهم مسلمون كبقية المناضلين في جميع الأحزاب و التيارات السياسية، و في مختلف التنظيمات الجماهيرية المهتمة بالقضايا الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية و السياسية، الذين هم مسلمون كذلك ما لم يعلن بعضهم اعتناقه لدين آخر و ذلك حقه. فلماذا لا يتقون الله في المسلمين، لماذا يقدحون في الأعراض، و عبر جرائدهم "الإسلامية" الملوثة بتعابير السباب و الشتم في حق شرفاء هذا الوطن؟ و لعل ممارسة هؤلاء تنتمي إلى حالة النازلة التي تزل فيها قوله تعالى "لا تقولوا آمنا، و لكن قولوا أسلمنا و لما يدخل الإيمان في قلوبكم" و هذا ما تؤكده كل الوقائع على وجه الأرض فالذين يستغلون الدين لأغراض سياسية دنيئة و أهداف حزبية ضيقة لا يمكن أن تكون إلا تعبيرا عن حنين هؤلاء إلى عصور الظلام، و محاكم التفتيش و تقديم صكوك الغفران. و ما الامتدادات التي يعرفونها إلا نتيجة للاختلالات التي يعرفها الواقع بسبب سيادة الاختيارات الرأسمالية التبعية، و بسبب الاستغلال المتفاحش لأوضاع الكادحين في مجموع الكرة الأرضية و في شروط يغيب فيها من يقوى على مناهضة المد الرجعي المتخلف.
لكن هذه الجماهير المنساقة وراء خفافيش الظلام لارتياد فضاءات الظلام ستستيقظ ذات يوم لتقرأ الأشعار و تردد الأغاني و تنام على أرائك الحرية التي تسعى إلى إشاعتها بين النساء المضطهدات بخطاب الظلام : الخطة الوطنية لإدماج المرأة في التنمية باعتبارها حدا أدنى لما يجب أن تتمتع به المرأة و تناضل من اجل تحقيقها الشاعرة و المناضلة الحقوقية الأستاذة حكيمة الشاوي بنت الشعب المغربي العظيم و أخت أبنائه و بناته الذين يضحون من اجل تمتعه بكل حقوقه.
أما يكفي هؤلاء كونهم يكرهون الحرية و يعتبرونها كفرا ؟ و يحبون الاستبداد و يسمونه إسلاما ؟ ألم يدركوا بعد أن الإسلام في بدايته جاء ليحارب الاستبداد ؟ و أن غايته هي التي شجعت على اعتناقه منذ ظهوره إلى الآن ؟
ألم يعلموا أن من حقنا أن نطور أوضاعنا الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية و السياسية دون أن نخالف في ذلك ما جاء في القرآن الكريم " و أمرهم شورى بينهم " ألم يدركوا أن قوتنا تكمن في قدرتنا على الحركة و الإبداع ؟ و أن الجمود لا يقود إلا إلى التخلف و العفن ؟
إنها أسئلة نوجهها إلى خفافيش الظلام لا دفاعا عن الخطة الوطنية لإدماج المرأة في التنمية ؟ و لا دفاعا عن الشاعرة المناضلة حكيمة الشاوي، بل لأجل تذكير هؤلاء بأن هناك فضاءات الأنوار التي يجب ارتيادها لاكتشاف عماهم الذي يدركون انه ليس الإبصار، بل هو عمى القلوب التي تفقد الإيمان بالله و بحق الإنسان في الحرية و حق المرأة كإنسان في المساواة، و حينها سيبحثون عن علاج لعماهم ليس في بطون الكتب الصفراء المتوارثة عن عصور الظلام و لا في الكتب المؤدلجة التي تملأ أرصفة الشوارع، بل في التحليل الملموس للواقع. ذلك التحليل الذي لا يكون إلا علميا و العلم عندما يحضر في التحليل ينفي الظلام.
و في انتظار عودة هؤلاء إلى الواقع و التعامل معه بعيدا عن توظيف الفكر الغيبي، و ادلجة الإسلام نذكر الشاعرة المناضلة الأستاذة حكمية الشاوي بقوله تعالى "إن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا".
فتحية صادقة لها على صمودها أمام إعصار الظلام، و إثارة خفافيش الظلام، و تحية لصدقها في القول الشعري الزاحف إلى عمق الإنسان لإيقاظ الإحساس بضرورة استحضار كرامة الإنسان في القول و الفعل الذي هو عمق الإيمان الذي لا تعرفه خفافيش الظلام.



محمد الحنفي
المغرب : ابن جرير في 11/05/2001



#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوصاية على الدين الإسلامي و احتكار الحقيقة ...
- عمال بلدية ابن جرير بين دعم نضالهم النقابي أو إعلان العمالة ...
- نقطة نظام : آفاق مبدئية النقابة بين قيادة الطبقة العاملة و ق ...
- التوظيف الأيديولوجي للدعوة إلى تطبيق -الشريعة الإسلامية- ينا ...
- قضية المرأة / قضية الإنسان
- الحزب الثوري أسسه – مبادئه - سمات برنامجه - حزب الطليعة الدي ...
- النظام العربي ومعاناة الشعب الفلسطيني والعراقي
- الإسلام و التعبير عن الاصطفاف الطبقي
- القيادة الفردية للنقابة و مخاطر التبقرط
- اليسار – الديمقراطية – العلمانية أو التلازم المستحيل في العا ...
- في أفق تجاوز التعدد النقابي :
- عندما يتحول الظلام إلى وسيلة لتعبئة العمال نحو المجهول ...! ...
- حول الإسلام والسياسة .....وأشياء أخرى ......
- الإسلام / النقابة ... و تكريس المغالطة
- الاجتهاد ... الديمقراطية ... أية علاقة ؟
- الإسلام و دموية المسلمين
- الهوية و العولمة
- النقابة الوطنية للتعليم أي واقع … ؟ و أية آفاق … ؟
- نقطة نظام: العمل النقابي المبدئي الممارسة الانتهازية ...أية ...
- التربية النقابية والتربية الحزبية أو التناقض الذي يولد الضعف ...


المزيد.....




- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الحنفي - القول المصحوب بالفعل عمق الإيمان الإسلامي إلى حكيمة الشاوي الشاعرة المتحررة/المضطهدة