أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - أنا مواطن خليجي















المزيد.....

أنا مواطن خليجي


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3364 - 2011 / 5 / 13 - 14:43
المحور: كتابات ساخرة
    


أنا لا أنا (دلخ) ولا أنا (إمهوي) أنا صرت مواطن خليجي ولن أتكلم إلا أللهجة الخليجية , وأظن بأن الدنيا رايحه (إتنسم ) معاي على الآخر, ومعنى (إتنسم ) أي: رايحه اتخليني أفقد وعيي من المزاج الرايق , ومعنى كلمة (دلخ) أي مهبول أو مسطول أو حاجه زي كذا يعني.

ومن اليوم وصاعدا ستلاحظون تغيرا كبيرا في لهجتي فسأستخدم كلمات خليجية في مقالاتي عامية لأنني ابن الخليج العربي أو عدت إلى أصلي الخليجي, فأنا كما يقال عني بأن جدي قدم من (العلا) بمكة وكذلك أغلبية القبائل الأردنية وبهذا سنعود مع ملكنا الملك عبد ألله إلى أصولنا الخليجية فجد جلالة الملك أصله من السعودية وبالذات من مدينة (جده) وما زالت آثار الجمل الذي قدم عليه الشريف حسين موجودة في عمان وفي مدينة (معان) الأردنية وتدلُ دلالة واضحة على أن أصوله من الخليج العربي, وبهذا لن يواجه الهاشميون في عمان أية مشكلة بالمستقبل إذا قامت عليهم ثورة كالثورة على زين العابدين لأن مسكن الملك والعائلة الهاشمية مؤمن والحمد لله في جده ومكة يعني ليس غريبا أن ننضم إلى مجلس التعاون الخليجي أو دول المحور الخليجي العربي, وأظن أيضاً بأن الإنسان (السلنتح) أي : قليل الأدب هو وحده من سينكر أنني لستُ خليجيا , ومن اليوم وصاعد سيعتبرني كل أصحابي على الفيس بوك وتويتر مواطنا خليجيا وسأستفيد من حصة النفط كما يستفيد منها أي مواطن كويتي أو إماراتي أو سعودي, لا أريد أن تعتبروني أو أن أعتبر نفسي مواطنا خليجيا على الورق والاتفاقيات فقط لا غير, لا, أنا أريد أن تتغير ظروفي المعيشية والاقتصادية والاجتماعية, وعندي مخاوف إذا مثلا اعتبرتموني مواطنا خليجيا فقط للدفاع عن الخليج العربي ضد الزحف الشيعي والتوسع الإيراني, وبذلك سوف أكون كأردني متضرر من جهتين, أولا: من جهة التوسع الإسرائيلي وسأدافع عن هذا التوسع أو من المفروض بي أن أدافع عن التوسع الإسرائيلي في المنطقة, ومن جهة أخرى عن التوسع الإيراني أو المد الفارسي الشيعي في المنطقة من جهة أخرى, أنا لا أريد بأن أكون لقمة مدفع أو درع حماية فقط لا غير دون أن أستفيد أنا أريد أن أستفيد من انضمامنا لدول التعاون الخليجي وأريد أيضا أن يستفيد الخليج من قدراتي وإمكانياتي .
ولبستُ هذا اليوم الثوب الأبيض والعقال وحفاية في رجلي نوع النعل الأصلي وناديت على أمي وقلت(أزقر عليكم من الصبح ليه مل تردون على زقري) _أزقر عليكم بالخليجي يعني (أناديكم) _وقلت لأمي) هلا ألله بالخير ..ترى أبي أروح السوق) فقالت: (شو هذي أللهجة؟) فقلت: أنا مواطن خليجي يا طويلة العمر شو مالك ما سمعت يا (شيخه) أننا انضممنا إلى دول الخليج العربي ؟ (وين ألله يقطني من هالبشر؟) , وكمان اليوم منذ الصباح اتصلت تلفونا بصديقي (رامز) وقلت له (عساك يا لخو ب1000خير) فقال لي شو هذي اللهجة؟ فقلت(يي!! علامك! أنت ما تدري إني صرت مواطن خليجي يا طويل العمر؟ يعني أنا من اليوم ومن باكر ودي أغير من لهجتي مع الناس ودي أحجي خليجي كُح , واللي ما يعجبه الهرج أطقه على خشمه ) وبعد أن وضعتُ التلفون من يدي سمعت الباب يفتح بسرعة فقلت (مين هذا اللي داش علينا دش؟) أنا الآن مواطن عربي خليجي ولست شامياً ولا حورانيا ولا سريانيا, مجلس دول التعاون الخليجي قد صنفني تصنيفا خليجيا, ولكن للأسف لم يحدد اختصاصي الخليجي الدقيق 100%, فلم يقل عني مثلا بأنني سعودي يحب الكبسة وبالمناسبة لا أريد من هذه الاتفاقية أن أقع تحت سلطة( شرطة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) والله ينخرب بيتي أكثر ما هو خربان بعدين سأصاب بالدهشة وسأبقى (فاهي إثمي) أي (فاتح فمي مثل الأهبل) من شدة الصدمة, وهل من الممكن أن يتم تصنيفي بأنني خليجي إماراتي متكبر على الناس؟, أنا حتى هذه أللحظة لم يصنفنِ أحد ضمن شروط المواطنة الكويتية مواطنا مثلا خليجيا أردنيا كويتيا من الدرجة الأولى أو الثانية أو الثالثة, ثم لماذا هذا القلق يكفيني أنني أصبحت مواطنا خليجيا وسيعاملنني الصديقات على الفيس بوك كما يتعاملن مع أي مواطن كويتي أو بحريني , وسيركضن ورائي البنات في شوارع عمان يردن أن يركبن معي في سيارتي ال 8 سلندر ذلك أنني سأشتري سيارة من الوكالة بسعر رخيص جدا كما يشتري أي مواطن سعودي أو من الشارقة سيارته وسأضع على نمرة السيارة نمرة كويتية أو إماراتيه وبمثل تلك الحالة يركبن أجمل البنات في عمان بسياراتي دون أن أطلب منهن أن يركبن وسأرتدي لهن لباس(العربجي) وافتح ليهن صدري من فوق الصدر وأحمل (مسبحه) حتى يعرفنني بأنني خليجي ولستُ أردنيا كحيانا, لقد كنتُ وأنا في مقتبل سن العشرين أتمنى لو أنني شاب أو ولد أو كما يقولون (عيّل) خليجي لأنني كنتُ أشاهد أنا وأصحابي البنات في اربد وعمان كيف يلحقن الخليجي الجنسية دون أن ينده لهن أو يطلب منهن الإذن بالكلام معه, طبعا وكل ذلك على شان البترول والمصاري التي باع أغلب الناس شرفهم وكرامتهم لقاء 1000ريال سعودي أو ما شابه ذلك من العملات الخليجية الصعبة, وسأفعل ما يفعله أي كويتي كنتُ أشاهده في عمان حين يصف سيارته بجانب الجامعة الأردنية أو الأهلية ليغيب عنها نصف ساعة ومن ثم يأت إليها ليجدها محشوة بالسمراوات والشقراوات وبهذا تصبح السيارة الخليجية فخ ومصيده تقع بها الطرائد المختلفة من الحملان والغزلان وسألف بهن بعد اصطيادهن شوارع عمان وهن يعنين لي ويرقصن لي ويعملن معي (الحركات القرعا), وسيكون وضعي مثل اللوز وستنتشر أخباري على صفحات الإنترنت وبالخط العريض(جهاد العلاونه حين أفاق من النوم وجد نفسه خليجيا وبجانب بيته بئر من النفط وبسيارته امرأة روسيه), لأنني بعد ذلك سأترفع بأنفي عن الأردنيات وسألاحق الروسيات كما يفعل الخلايجة أو بعض الخلايجة اليوم, يعني سيقال عني باللغة الخليجية (ريال سربوت) ومعنى سربوت أي يدخل كل مكان ويدخن ويعجعج عليها .
سأخسر كثيرا من سمعتي التي بنيت عليها شهرتي, فأنا اشتهرت كوني مثقف كبير وقارئ كبير وفقير كبير كأفقر كاتب خلقه ألله على وجه الأرض, الناس أحبوا بي ذلك الإنسان الذي يشكو دائما من أعراض أمراض كان يشكو منها الفيلسوف العربي (أبو حيان التوحيدي) والناس عرفوني كوني من فئة الجاحظ الساخرة والموسوعية, والناس عرفوني ذلك الذي يكتب بكل جرأة وتكاد أن تكون حياته اليومية كحياة أي مواطن عادي لا يستجيب لسحر الثقافة وسحر الكلمة وتأثيرها فيه, وستذهب سمعتي هباء الريح وبفضل المال ستتغير أخلاقي وطبائعي كوني سأركض ليل ونهار خلف النسوان أللواتي لم أركض وراء أي منهن في يوم من الأيام, ولكن سأكون جريئا فكل شيء سيذهب مني سأعوضه بالمال الوفير: الشرف سأحققه أكثر من أول بفضل مالي, والسمعة الطيبة سأعيدها بفضل مالي, وكل شيء في هذه الدنيا سأعوضه بالمال, حتى شبابي سأعوضه بالمصاري, وسأعيش بلا هدف ولكن بأموال كثيرة.

أنا غني إذا أنا شريف, أنا غني إذا أنا مثقف, أنا غني إذا أنا رجل(ريال) محترم, كله بتعوض بالمصاري, الشباب والدم الذي نزف مني والعرق الذي نزف مني وسهر الليالي والدموع والشرف الذي سأخسره والسمعة الطيبة التي أكسبتني الشهرة كل ذلك سأعوضه بالمصاري.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعب الأردني المتخلف
- الفساد في عيد ميلادي
- العين الساهرة
- الغنج واللذة والصراخ
- يا من يحميني من نفسي
- أعطونا مزيدا من الوقت
- الذين تعلموا بي
- واحد أقوى من مليون
- مؤمن جدا فاسد جدا
- شيء في رأسي
- الشخصية النرجسية
- يا مسلم هذا يهودي يختبأ خلفي
- الجو بارد
- المرأة فاتحة وخاتمة أي موضوع
- سر الكلمات
- تعلّم الشيوعية في خمسة أيام بدون معلم
- ملوك مزيفون
- ذبحوا الشعب
- وأنا سكران
- إما حكمي وإما حكم الآلهة


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - أنا مواطن خليجي