عبد الرزاق السويراوي
الحوار المتمدن-العدد: 3364 - 2011 / 5 / 13 - 13:39
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
اعتقد بما لا يقبل الشك أنّ ما نكتبه عبر الصحافة الالكترونية والورقية وما يطرح في القنوات الفضائية عن معاناة معظم المجتمع العراقي من سوء الخدمات المتردية وانتشار الفساد المالي والاداري في مؤسسات الدولة بمستويات لا مثيل لها في العالم كله حاضره وماضيه وربما مستقبله , اعتقد بان معظم الساسة ذوي النفوذ في الحكومة وكذلك البرلمان , لا يصل اسماعهم ولا تشاهده ابصارهم تغافلا منهم وعمدا أو أن العيش الرغيد الذي يتنعمون به في الخضراء او في الفلل والقصور التي تمكنوا من شرائها في احسن بقاع العالم جمالا أعمت بصيرتهم وبصرهم وبالتالي اصبحت كتاباتنا وصياحنا في واد وعيش هؤلاء في جنتهم الدنيوية في وادٍ آخر... فالفساد بدأ يأكل الاخضر واليابس ومليارات الدولارات من اموال العراقيين باتتْ نهبا وسفرة يأكل منها القاصي والداني ,إلاّ ابناء الشعب العراقي , فهم المحرومون منها أبداً سابقا , وهم المحرومون منها الآن , وهم المحرومون منها مستقبلا في ضوء الحراك العام الذي تسير به آلة السياسة المتحكمة في مصائرنا ورقابنا وثرواتنا .... قلت في تعليق سابق بأن المنهج الذي تسير به ووفقه آليات الحكومة الحالية هو منكوس الرأس فكل شيء يكاد ان يكون يعمل بالمقلوب ...فما هو الحل ...وما هي طرق الخلاص من هذه الآفات المستشرية في البنية السياسية للمجتمع العراقي ؟؟..
سوف لا أستعجل الإجابة على السؤال ...لأنني اتوقع ثمة تطورات قد لا تخطر في بال المتنفذين وسراق المال العام ومزوّري الشهادات ومتحيّني الفرص للوثوب على أكل المزيد والمزيد مما تبقى من ثروات العراق الهائلة والتي لم نقبض منها سوى الفقر المدقع والبطالة القاتلة والتفجيرات التي لا تقف عند حد والامراض العجيبة والغريبة التي حيّرت امهر الأطباء العراقيين وغير ذلك ... كل المؤشرات تشير الى أنّ بوصلة الحراك اذا ما ظلت تشير بالإتجاه الحالي ووفقا للتوصيف المتواضع الذي ذكرته تخبئ تحتها بركاناً سيسحق لابد , البطون العفنة والأيدي النجسة التي إمتدت لسرقة كل شيء ... حتى إبتسامة الأطفال بل حتى للأجنة التي ما زالتْ في بطون إمهاتها .. الأجواء ملوثة والدوائر الحكومية ملوثة والوزارات ملوثة حتى سحب الغيوم التي تمر فوق رؤوسنا لوّثتها أنجاس المتنجسين ..إنّه يوم , يرونه بعيداً ونراه قريبا بل هو يشرأب بعنقه من بين كل التمظهرات الحالية وينذر بالجديد ....
#عبد_الرزاق_السويراوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟