|
هيمنة النظام الرجولي
أحلام علاء
الحوار المتمدن-العدد: 3364 - 2011 / 5 / 13 - 11:56
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
أول المجتمع الذي تم استعماره وغصبه من قبل الرجل هو مجتمع المرأة، لذا عندما تتحرر المرأة من تأثير الرجل، لن يبقى تأثير لقوة الرجل وهيمنته؛ مع وضع المرأة والقيم المعنوية في درجة الأخيرة وضع المجتمع تحت مراقبة الرجل وهيمنته بذلك وضع الحياة والبشرية وكل ما يتعلق بالرجل والمرأة تحت تصرف بوتقة الهيمنة من خلال اتخاذ القرارات وإدارتها، والقوانين وتَطبيقها. لَقَد تَطَور وجود المجتمع الإنساني بكل خَصائصه الإنسانية بِتواجد كلا الجنسين (المرأة والرجل)، من هذا المنطلق فإن المرأة صاحبة الحق والكلمة بالتساوي، في الكثير من مجالات الحياة لها الحقوق أكثر من الرجل، لكن تسلط الرجل طور عدم التوازن والانحراف. وإن هذه الحوادث لم ولن يجلب للإنسانية أية فائدة، لذا يجب عدم تقبل هذه الهيمنة والعبودية بل و التشكك بِها دائماً. بعض الحيوانات التي تَملُك التَسّلط، يتخِذَ التَحكُمْ أساسٌ من ناحية القوة الجسدية يتخذ التحكم أساس، طبعاً إن نصيب التسلط هو لحيوان الذكر، من خلال فترة قصيرة يصبح الحاكم والأقوى، من المستحيل أن يقبل الحيوان الذكر تحكم الحيوانِ الذكر الآخر بشكل طوعي وطبيعي؛ وبنفس الوقت قد لا يُلاحَظ العداوة َ بينهم أيضاً كفصيلة الحيوانات. بينما ضمن الكائن الإنساني فإن الرجل عدو المرأة، الوصول الرجال إلى وضعية إطاعة الرجال المهيمنون والدخول تحت الهيمنة الرجولية، أي أن الرجال يقبلون الهيمنة تحت ستار مصالحهم، وهذا الوضع معاكس لطبيعة جوهر البشرية وجعلت الهيمنة غاية على مد التاريخ في إطاعة أوامر الإله، الملوك، الحكام وغيرها. الإنسان بميزاته الفكرية للذكاء الاصطناعي ليست حقيقة اجتماعية، ومستوى ذكاء الإنسان ودرجة مهاراته قريبة بنفس المستوى الذي سنذكرها في الأسفل، وهذا يتغير من إنسان إلى إنسان، وفيما بين الإنسان والحيوان أو بفرق فيما بين أنواع الحيوانات، طبعاً خصائص الذكاء مفارقة لدى الجنس البشري من حيث الوطنية، القومية، العرق..الخ. أسباب الذكاء الفطري نابعة من خصائص إنسانية ولا يمكن اعتبارها رجعية. وإن تمكن الإنسان من عبودية الإنسان ووضعه تحت حاكميته فهذا مرتبط بمستوى الفكر والذهنية. إن ذكاء الإنسان بميزاته الإنسانية مثل المهارة، روح الانفتاح والمجتمعية..الخ، بجانب هذا فإن القوة ليست خاصية طبيعية، لأن الهدف من تجسيد النظام بشكل انضباطي وعقلاني هو وضع البشرية تحت نير التسلط وهذا يعني الضغط وفرض الحصار على مهارات الإنسان وحريته كي يُعَرقَل تطوره. الطبقات التي تبدأ بالتحرر من العبودية من أجل الديمقراطية وحقوق الشعوب ..الخ؛ فأن ذكاءهم ومهاراتهم هذه ليست نابعة من التخلف والرجعية ورغم كل المحاولات الفاشية المتسببة تجاه الإنسان لقد تم إثبات ذلك. ضمن كل الفئات البشرية هناك الذين يحاولون التحرر والخلاص من التحكم والعبودية مادياً ومعنوياً، وقد لحظ التطور لهذه المجتمعات من ناحية المهارة والتحول الديمقراطي، لقد لاحظنا ذلك في الغرب منذ خمسين عام الأخير و بشكل واضح. فإن كل فئة واقعة تحت نير التسلط والعبودية بدرجة أكثر يتم التحكم بهم بشكل شديد وعنيف منذ آلاف السنين وطبعاً يتم قبول خصائص المرء كالمال والمادة وحسب برامج الطبقية وهذه من ناحية مهاراته ورغباته وإبداعاته وإنه لحد الآن وفي كافة أنحاء العالم يستمر بهذا الشكل. ورغم المدة القصيرة والمحدودة التي عاشتها البشرية ضمن الحرية في عهدها النيوليتي فإنها تثبت لنا هذه الحقيقة ألا وهي أن المرأة صاحبة الخصائص الإنسانية من حيث المهارة والإبداع وخلق الجماليات. إن الهدف من إنشاء التنظيم المهيمن على تطور ذكاء الإنساني ومهاراته و بشكل مادي و تكنيكي هو الوصول إلى القوة، الفرق فيما بين الإنسان والإنسان ليس بالذكاء والمهارة وما شبه ذلك، إنما بمستوى الوعي والفكر. فإن أصحاب القوة المهيمنة على البشرية فوق سطح هذا الكوكب لا يكسبون تسلطهم بالقوة البدنية بل العكس فإن أصحاب الأبدان القوية طبعاً هم الرجال بشكل عام، يتم استخدامهم من أجل أهداف المهيمنين في استبداد طبقة المرأة ووضعها تحت نير التحكم. أن الرجل يستفيد من جسد المرأة، وهذا ليس مرتبط بالقوة البدنية بل مرتبط بالذهنية وإن التشكل المكتسب منذ آلاف السنين مرتبط بالوقوع تحت نير وعي المتسلط المستبد. إن الأنظمة التي تتطور انضباطها وقواعدها في شكل حياتها وثقافتها، وعيها وعاداتها مرتبط بهذه الأهداف. و لأن كل رجل يولد من المرأة والمرأة تكسبه القوة باهتمامها، عنايتها و تضحيتها لذا من المستحيل رؤية القوة في الرجل المحروم من اهتمام المرأة وعنايتها لا من ناحية الجسدية أو ذهنية ومعنوية. مقابل ذلك نرى تحكم الرجل بالتقاليد والعادات التي تسبب في وئد بنات الصغار عندما يلدن من أمهاتهن، اغتصابهن وقتلهن فإن خالقهم مسئول عن خبثهم هذه وعن إعلانهم لهذه الجرائم ضد المرأة، إنهم لا يترددون لحظة واحدة في نبذ المرأة من المجتمع و إنسانيتها. واليوم أيضاً يسحبون المرأة إلى أسفل طبقة كي تستمر وجود الطبقات ويرفضون المساواة، وبتحكم الرجل بشكل مطلق من ناحية قوة استثمار رأس المال، جيوشها وإداراتها..الخ وبها يحكمون الدنيا. باعتبار أن الجنس الذي يتم استخدامه بشكل مباشر من أجل الهيمنة والتسلط هو جنس الرجل فالرجال ينظرون إلى ذلك بشكل إيجابي ومفيد وهذا يعتبر كارثة، طبعاً هذا ينبع من اللاوعي المتطور والتخلف، ومهما كانت هذه المصالح لكسب الشرعية للأديان ضد المرأة فإنها في ظل الطبيعة المتحكمة تعتبر شرعية ضد الرجل أيضاً. أن هيمنة المتسلط ليست من ناحية القوة الجسدية وإنما حسب التلاؤم لتلك الشخصية، بشكل أساسي بمكره ومؤامرته، بمخادعه والتأثير على منافسيه بالطرق القانونية أي العقود ، العهود والتوقيعات (وأن المال والسلاح المؤثر من أجل الاستخدام هن النساء) وهذه الخصائص الحاكمة للعقل والطراز التفكيري للمتسلط سوف تفقد وتنهي إبداعيات وجماليات الإنسانية، لأنهم يستخدمونها على هذا الأساس ويسلبونها، وأن غصب الرجل كل حقوق المرأة ليس أمر غير مفهوم. فما الوضع الذي يعيشونها الرجال تحت سيطرة وهيمنة الرجولية!! فإن الحقائق ملموسة أمام الأعين حيث يتم استخدامهم بلا رحمة و بشكل متقدم، طبعاً سوى ذلك لا يمكن لهم الحياة. الأسس التي من خلاله وضِع الإنسان تحت نير التحكم موضوع مرتبط بالذهنية والوعي، وأعطت الأهمية للأيديولوجية المهيمنة والنظام الطبقي بذل جهوده على مدار التاريخ في وضع الستار على الحقائق كي لا تستطيع البشرية رؤيتها، في البداية استخدمت فيها المثيولوجيات – الأديان، واليوم العلم، الإعلام وغيرها. إن هدف تطوير الحضارة المكتسبة اليوم من خلال التكنولوجية العالية هو جعل الهيمنة نظاماً متسلطاً وقوياً وتطوير الخدمات لها. لذا يجب أن يوعي الإنسان بهذه الكوارث لأنها حقائق هامة جداً من أجل حرية البشرية. إن إعطاء الأولوية لتأقلم المرأة في تركها تحت نير الهيمنة المشددة على مدى التاريخ لخدمت توعية وتعلم الرجل، لا للتحرر بل لتعزيز وتقوية هيمنته فإن توعية جنس الرجل فقط في ظل النظام الطبقي يعني رفع مستوى التسلط على المرأة أكثر و تعزيز هيمنة الطبقة الجنسوية الرجولية، أي استخدام الإنسان بشكل مدهش في سلبه ونهبه وهذا يهدف إلى تطوير ذهنية مهيمنة منحطة وهذا ليس وعيٌ حر وليست مساواة فيما بين الأجناس، لذا فقط بتوعية المرأة يمكن كسب وعي حر، الوحدة. وإن جرح الإنسانية الأخرى هي المرأة الضعيفة جسدياً المعدومة من العناية. طبعاً من المستحيل التخلي عن المرأة الحالية( بمستواها الفكري) ضمانتها ستهدف إلى تحقيق حرية الإنسانية. وشل من عداوة الرجل للمرأة التي طورتها عدوانية النظام المهيمن على المرأة وضمانة حرية المرأة نابعة من حقيقتها الجوهرية. إن الصداقة بين جنس البشري نفسه رفع من مستوى العشرة الحميمة، لأن العشرة الجماعية خاصية إنسانية وهي التي تجعل من الحياة ذو المعنى، وتكسب الحرية في حين عدم تواجد الطبقية المنافسة وعندما لا يبرمج الإنسان ذاته حسب التسلط وحسب الناس الذين يواجهونه ليصبح معادياً؛ لأن وحدة الروح وهيمنة حرية الإنسان ممكن فقط في الأنظمة العادلة، أي في الأنظمة التي تتواجد فيها العدالة وحرية المرأة وحق تقرير المصير- الانتخاب. لذا فإن النظام؛ لا يعني أن تكون المرأة تحت تحكم وهيمنة الرجل، مع أن الرجال متوحدون فيما بينهم وأحرار، وإن الدين الإسلامي طور هذا على الأقل من ناحية وحاول بغزل الطبقات بين الرجال، لكن هذا غير ممكن بشأن المرأة، حيث اللامساواة وعدم الوحدة منتشرة، هذا يعني انعدام حرية الرجل أيضاً. ومهما تعددت ضحايا النساء للغرائز لا يمكن خلق الوحدة في المال، ومهما تنشأ المحرمات في الإنسان وبالدرجة الأولى ( ليست فقط في مواجهة الغرائز) سوف لن يتحقق معنويات وروح الحرية، بل العكس فإنه يتم استخدام الإنسان كالمال ( أو نبذه) ويهدر الروح الوجداني وإمكانيات الوحدة أكثر. انعدام الحرية تزيد من حاجة الجانب المعنوي (وبشكل غير مباشر من اللاوعي)، الحرية التي تهدف التسلط- الهيمنة، بالمقابل تقوم بتقوية أهداف الذهنية المهيمنة وبشكل عام يتم استخدام الرجل من أجل هذه الأهداف. استخدام المرأة كالمال والمتعة يعزز من قوة المستعمرة. ولقد أباد الإنسانية والكون وحرموهما من الحرية، هذه هي حقيقة الهيمنة الرجولية. لهذا إن تلاءم أهداف البشرية وجوهرهم ستتحقق فقط بالروح الإنساني والوحدة الروحية، وهذا ممكن من خلال الأنظمة العادلة والحرة الديمقراطية. وحتى الوصول إلى تلك تحقيق تلك الأنظمة العادلة هناك العديد من المراحل التي يتطلب المرور من خلالها ألا وهي التنظيم والتوعية على أساس بناء مجتمع أخلاقي وسياسي .
#أحلام_علاء (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أول امرأة تنضم إلى الحكومة السورية الجديدة
-
فرصة عظيمة لن تتكرر للمقبيلين على الزواج … خطوات التسجيل فى
...
-
المرأة الإيرانية بين الأمومة وريادة الأعمال
-
-إسرائيل- تتهم بابا الفاتيكان بازدواجية المعايير اثر تنديده
...
-
عائشة الدبس للجزيرة: المرأة السورية سيكون لها دور مهم في سور
...
-
مين اللي سرق الجزمة.. استمتع بأجمل اغاني الاطفال على قناة ون
...
-
“بسهولة وعبر موقع الوكالة الوطنية للتشغيل”… خطوات وشروط التس
...
-
الشرع يرفض الجدل بشأن طلبه من امرأة تغطية شعرها قبل التقاط ص
...
-
-عزل النساء- في دمشق.. مشهد يشعل الغضب ويثير الجدل
-
سجلي الـــآن .. رابط رسمي للتقديم في منحة المرأة الماكثة في
...
المزيد.....
-
الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات
/ ريتا فرج
-
واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء
/ ابراهيم محمد جبريل
-
الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات
/ بربارة أيرينريش
-
المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي
/ ابراهيم محمد جبريل
-
بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية
/ حنان سالم
-
قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق
/ بلسم مصطفى
-
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
/ رابطة المرأة العراقية
-
اضطهاد النساء مقاربة نقدية
/ رضا الظاهر
-
تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل
...
/ رابطة المرأة العراقية
-
وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن
...
/ أنس رحيمي
المزيد.....
|