عماد ابو حطب
الحوار المتمدن-العدد: 3364 - 2011 / 5 / 13 - 09:10
المحور:
الادب والفن
1/
كل يغني علي ليلاه
مازال صوته يرن في اذني يهدر في الشارع:شيوعيين بعلو الصوت ...شيوعيين حتي الموت...رغم مرور اكثر من خمسة وعشرين عاما ،كنا ثلاثة معا،اولنا استشهد في معارك بيروت وهو يغني سنديانة حمراء لخالد الهبر..وثانيهما العبد الفقير لله الذي قادته قدماه الي المنفى الجليدي..اما هو اكثرنا هتافا واعلانا صوتا واكثرنا شطارة في صف الجمل الثورية وتلبيس لينين طاقية الاخفاء فقد انقطعت اخباره عني منذ ذلك الحين...لافاجأ برجل مطقم وبكرافتة يطل علي من التلفاز...انكرته لولا صوته الذي فضحه ..لكنه لم يكن يردد "شيوعيين بعلو الصوت ...شيوعيين حتي الموت"...فقد بات مستشارا لسيادة رئيس الوزراء وصار يغني علي ليلاه.
2/
مسبح
تمددت المراة الالمانية الستينية تحت الشمس مبتسمة، فالربيع قد حمل معه الشمس وبعضا من الدفء.نظرت الي المسبح المسور بالاشجار،فجأة اختفي لم يعد هناك الا ازقة يافا ونزوح كبير وصراخ وبكاء...اما المراة فقد احتل مكانها وجه جدتها بتجعيداته والبؤس الذي حملته علي كتفها منذ النكبة...كل شيء مر سريعا...والمرأة الالمانية تتثائب بكسل بينما جدتها تحمل كفنها باحثة عن مكان لنومها الاخير.
3/
علم
رسم ابي تضاريس فلسطين في روحه..لكنه طرد منها ومات لاجئا منفيا...ورسمت احرف فلسطين في عقلي وقلبي..لكني اوشك ،انا ايضا ، علي الموت لاجئا منفيا...اما اولادي فيرسمون علم فلسطين علي جباههم كي لا يبق أطفالهم في المستقبل لاجئين كجدودهم.
4/
همسات الاحبة
في ليالي الصيف يتعالى همس القبور...خاصة حينما يتجادل الشهداء عن وطن احبوه حتى ارتحلوا من اجله...وفي الليالي المقمرة بوسع العشاق شم رائحة فل تتسلل بين همسات الشهداء المتعالية...
5/
تشابه
يا لهذا الثقب الذي يعتلي قبعة صديقي المشرد ...كم يشبه ما هو موجود في اعلى رأسي...
6/
الثقب مجددا
اليوم اكتشفت ان النمل قد حفر بيتا اسفل الكرسي الذي اجلس عليه...الفرق بينه وبين ثقب رأسي ان النمل يدخل الى بيته ويخرج منه...اما الثقب في رأسي فلا يخرج منه شيئا ابدا....ويلتهم كل ما يدخل اليه
#عماد_ابو_حطب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟