عمر الفاتحي
الحوار المتمدن-العدد: 3363 - 2011 / 5 / 12 - 21:36
المحور:
الادب والفن
سواء خلال ثورة تونس أومصر أو ما يجري الآن في اليمن وليبيا وسوريا ـ أغلب نقاد
السينما في العالم العربي ، غائبين عن الساحة وخارج التغطية !
لابيانات ولامواقف مؤيدة لهذه الثورات ، التي تدعو إلى الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية ،اللهم إلا من بعد المبادرات الخجولة التي قام بها بعض النقاد بدول المهجر .
أغلب نقادنا مشغولون بالمهرجانات وإنشاء كيانات نقدية ، هنا وهناك في العالم العربي !
نقادنا السينمائيون ، تركوا المسافة ً الضرورية ً بينهم وبين شعوب العالم العربي ، التي إنتفضت في وجه الظلم والطغيان وسيادة نظام الحزب الوحيد الحاكم ، الذي كان وراء
كل الكوارث التي شهدها العالم العربي ، منذ نكبة .67
نقاد السينمائيون ، يعتبرون ما يشهده العالم العربي من حراك سياسي ومطالبات بالديمقراطية
والحرية ، هو شأن داخلي يهم هذه الشعوب المنتفضة !
هم وبعد ثورة تونس ومصر ، ينتظرون ما سيقع في لبيبا واليمن وسوريا ، لابداء المواقف
حسب الجهة الغالبة ، حتى لايدرجوا في قوائم سوداء ، تحرمهم من الحضور في هذا المهرجان أو ذاك!
نقاد سينمائيون فاجأتهم ثورات تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا ، وأصبحوا عاجزين
عن التكيف مع حراك التغيير الذي يهم كل شعوب العالم العربي ، بغض النظر عن إختلاف
سيناريوهات التغيير والاصلاح في هذا البلد العربي أوذاك ، سواء كان هذا البلد ، نظاما
ملكيا أو جمهوريا ، أو كيان غرائبيا كما هو الحال في لبيبا ، رغم أن هذا البلد لا وجود فيه
للسينما ، لان نظام القدافي غيب المجتمع المدني الليبي ، بكل مكوناته الثقافية والفنية ، التي
لاتسبح بحمد القدافي وكتابه الآخضر!
كيف تستقيم الآن الكتابة السينمائية ، ودول كليبيا واليمن وسوريا ، تعرف يوميا تقتيلا لشعوبها ، المطالبة بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية ، في إطار نظام ديمقراطي
يأخد بالتعددية السياسية والثقافية والاعلامية ، التي تعتبر شرطا أساسيا ، للابداع
السينمائي ، لانه لاسينما هادفة ، في ظل ديكتاتورية نظام الحزب الواحد الحاكم ، الذي يصادر الكلمة والصوت والصورة .
لقد إنتهى عهد الكتابات النقدية ، التي تمجد الحكام ، طمعا في مصلحة أو سعيا للحصول
على إمتياز ما ، أو تكريسا لنظام سياسي مستبد ، يحكم شعبه بقوة الحديد والنار.
#عمر_الفاتحي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟