صالح اهضير
الحوار المتمدن-العدد: 3363 - 2011 / 5 / 12 - 16:27
المحور:
كتابات ساخرة
ليس المقصود في هذه الورقة من لفظة "النشاط" ما يخص دلالتها الأصلية اللغوية المتعارف عليها في المعاجم العربية،والتي تعني القوة والحيوية وطيب النفس وكل ما يضاد الكسل،وهي المعاني التي تقابلها لفظة "activité " بلغة موليير.
فكل هذه الدلالات،التي هي بالتالي أوصاف وسلوكات للحركية والحيوية،وبخاصة عند مزاولة الأعمال واداء المسؤوليات،من المفروض ان يتحلى بها وزراؤنا المبجلون بعيدا عن التراخي والتقاعس والتخاذل.
وإنما نعني في هذا المقام بـ "النشاط" مفهومه العامي في لغتنا اليومية،والذي يعني التعبير عن الغبطة والحبور أو التغني بالتزمير أو التطبيل في المناسبات والأفراح وغير ذلك.وهو ذات الفعل والنهج بالنسبة لحكومتنا الموقرة،مع ما يصاحب ذلك من لامبالاة وتماطل وغض الطرف عن النشاط في دلالته الحقيقية،والذي ينبغي القيام به على ارض الواقع لتحقيق الطموحات والآمال الشعبية.
صحيح أننا قد دخلنا في عشرية الإصلاحات،لكن هل تحقق المطلوب؟ وإن كان قد تحقق،فماذا تحقق منه بالفعل؟وإذا كانت هناك جدية في عملية الإصلاحات هذه،فما حاجة الحكومة إلى خوض غمار الإصلاحات الاستعجالية؟ألا يدل ذلك على أن هنالك صعوبات وعراقيل تحول دون عملية الإصلاح؟فلنقل إذن بأنها مجرد ترميمات وترقيعات لا تكفي للسير بخطى النماء والتقدم إلى الأمام.
وإذا كان المغرب قد شهد ويشهد في الآونة الأخيرة مسيرات وتظاهرات للشباب في أجواء سلمية وهادئة وحضارية بلا مشاحنات أو صدامات مثيرة للانتباه مع المخزن،فإن على الحكومة،والحالة هذه،أن تكف عن الإغراق في "النشاط" والابتهاج والتغني بالديمقراطية"وحرية التعبير،والتصريحات التي لا تفتأ ترددها بين حين وأخر بأن المغرب دولة القانون،وان كل شيء على ما يرام،على عكس مانجده في البلاد العربية التي تشهد ثورات شعبية ضد الأنظمة...
#صالح_اهضير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟