|
هل يصبح الاردني خليجي
خالد احمد العلاونه
الحوار المتمدن-العدد: 3363 - 2011 / 5 / 12 - 12:20
المحور:
كتابات ساخرة
اخيرا .. سيكون هناك مفاوضات لإنضمام الاردن الى مجلس التعاون الخليجي .. يعني بدنا نصير خلايجه .. ومن دول الخليج العربي .. وبالتالي سيتغير الكثير في حياتنا كأردنيين ..في اللباس ستبدأ البدله الرسميه بالانقراض والتراجع .. ونتجه الى الى لبس الدشداشه ، ولابد لنا من ان نبحث عن طريقه لارتداء الشوره ، او الشماغ ، لان لكل دوله خليجيه طريقه في ذلك ، كما ان منسفنا الاردني قد يتراجع الى المركز الثاني في تصنيف الاكلات الشعبيه ، لاننا سنكون من ضمن الدول التي تتباهى بأكله شعبيه خليجيه ، وسيسارع الاردنيين الى التخلي عن الكيا 1 و2 ، وعن الافانتي بانواعها ، والتوجه الى سوق الامريكي والاوروبي واقتناء افخم السيارات ، لان المحروقات ستكون شبه مجانيه ، وهذا يؤدي ايضا الى وجود المكيفات في المنازل وعلى مبدأ مكيف لكل غرفه على اعتبار اننا سنتأثر بارتفاع درجات الحراره ما دمنا سنصبح دوله خليجيه ، كما اننا سنبدأ بالتفكير في اي دوله سنقضي اجازة الصيف في كل عام ، وفي اي جامعه سندرس ابناءنا ما دام التدريس قد يصبح مجانا ، او ان رواتبنا قد ترتفع الى الحد الذي يسمح لنا بتدريس ابنائنا في اوروبا ، او امريكيا ، دون ان نلهث لاستدانة الرسوم الجامعيه ، وحتى في جامعاتنا سنرى ابناءنا يذهبون الى جامعاتهم كل في سيارته ولم يعد هناك داعي للركض وراء الباصات ودخولها من الشبابيك او التشلبط وراءها شلبطه ، كما سنضمن ان ابناءنا في مدارسهم سيأمنون على انفسهم من حر الصيف وبرد الشتاء الذي عانينا منه عقودا طويله ، وسيجدون مقعداً مريحا يجلسون عليه ، ولن يكونوا مضطرين للتأخر كل يوم في المدرسه لتكنيس الصف رغم انه ليس من واجبهم ، لان الحكومه ستخصص موظفين خاصين لهذه الغايه ، والاهم من ذلك اننا سنستطيع ان نأكل لحمه بلديه بعد عقود على الهجران ، لان سعرها سيصبح مناسبا لنا بعد ان نتخلج ، لكن التساؤل الذي قد يثار ، هل سيسمح الحيتان ، واصحاب الكروش ، والفاسدين ، والسرسريه ، وأصحاب الرشى ، هل سيسمح هؤلاء لكل هذا ان يحدث ، ام انهم سيستولون على كل شيء ويحرمون الشعب من مزايا التخلج ، فقد عملوها على مدار نصف قرن من الزمان واستولوا على كل شيء وسرقوا كل شيء ونهبوا كل شيء وحرمونا من كل شيء ، وعندما جاء الوقت لفتح ملفات الفساد تبين انها مستعصيه ، ولن يجرأ احد على فتحها ، وراح الصراع يدور بين هيئة مكافحة الفساد ــ فرامة الوثائق ــ وبين مجلس النواب ـ الذراع الايمن للحكومه ـ واصبح لزاما علينا ان نستورد عتلات حديديه او مفاتيح علب فولاذيه ضخمه من الخارج لعلها تساعدنا في فتح هذه الملفات . أما في الجانب السياسي والامني فيجب ان نعلن العداء مع الفرس على اعتبار اننا اصبحنا خليجين وهناك صراع على تسمية الخليج بين العرب والفرس كما ان دولة فارس تحتل جزراً اماراتيه اي انها تحتل جزءا من بلادنا على اعتبار اننا اصبحنا خليجيين ، ولا ننسى انها تساند انطمة عربيه في التخلص من السنة وقتلهم بحجة الحفاظ على الامن ، أي اننا سنكون جزءا من درع الجزيره وسيذهب جيشنا الى البحرين مثلاً لمساعدتها في الوقوف في وجه التدخلات الخارجيه بشؤونها ، كما اننا سنقف للدفاع عن اي دولة خليجيه في وجه اي اعتداء على اعتبار ان اي اعتداء على دوله خليجيه ، سيكون اعتداء على كل دول الخليج ، ولا ننسى اننا سنستفيد من تجربة دولة الكويت الشقيقه في العمل الديموقراطي بحيث يستطيع مجلس النواب اسقاط الحكومه بسبب اي تصرف او تصريح بسيط يمس الكويتيين ، اي انه لو كان بعض وزراءنا الذين اهانوا الشعب الاردني وأساؤوا اليه وزراء في الكويت لكان اسقاطهم وربما محاسبتهم هيناً بسيطاً ، لا يحتاج الى هيئة تحقيق نيابيه ، ولا مجلس تفسير عالي ، كما ان الحكومه ستكون قادره على حل مجلس النواب كلما رأت انه غير قادر على العمل بالشكل الصحيح ، وقد رأينا كيف تم حل البرلمان او اسقاط الحكومه في الكويت اكثر من خمسة مرات في عامين ، بينما عندنا لم يحل البرلمان الا مرتين او ثلاثه ولم يسقط البرلمان الحكومه الا مره واحده او مرتين ، وذلك على مدى عمر الدوله الاردنيه ، فهل سيكون انضمامنا الى دول الخليج العربي فاتحة خير في ممارسة الديموقراطية الحقيقيه لافراز ممثلين حقيقين للشعب دون تدخل وزير او مدير دائره او حاكم اداري . ترى .. هل سيتحقق كل هذا بعد ان نصبح جليجيين ، ام اننا سنبقى كما نحن . الكيا والافانتي حلمنا ، والباله وأسواق الجمعه محجنا ، للبحث عن ملابسنا واوانينا باقل الاثمان .واللحوم المستورده التي لا نعرف ان كانت صحية ام لا هي أكلنا ، او انها تطرى لتباع لنا على انها بلديه ، ومقاعد الدرس التي درسنا عليها في ثمانينات القرن الماضي سيدرس عليها ابناؤنا واحفادنا ، وصفوفنا ستظل بلا ستائر او مراوح تقيهم حر الصيف ولهيب شمسه ولا مدافىء تقيهم برد الشتاء ولسع امطاره ، ولن يذهب ابناؤنا للدراسة في الخارج وسيكون ذلك حكراً لابناء اصحاب الدولة والمعالي ، والمتنفذين والفاسدين والسرسريه ، وسنبقى نحن نستجدي هنا وهناك لتأمين رسوم الجامعة لابنائنا ، وستظل ابواب السجون مفتوحة للسمان ليطيروا منها الى مدينة الضباب ، بينما آلاف السجناء ينتظرون بلهفة عفواً عاماً يفصل على مقاس خالد شاهين ومن هم على شاكلته . هل سيكون لدينا برلمان اردني حقيقي قادر على مساءلة الحكومة واسقاطها عند الحديث عن قضية فساد بحجم الكازينو ، وسكن كريم ، وتهريب خالد شاهين ، ام اننا سنبقى كما نحن ، نوابا يمنحون ثقة لحكومة لم تفعل للوطن شيء وباغلبية 111 صوتاً ، نوابا هم الدرع الواقي للحكومات امام المطالب الشعبيه ، يدافعون عنها ، ويتغنون بانجازاتها ، ويصفون من جَوعنا وابكانا بانهم رموز وطنيه ، هل سيكون لدينا حكومة تتقدم باستقالتها بعد مجزرة علامات التوجيهي التي قضت على احلام المئات من ابناء الوطن ، ربما لترفع معدلاً لابن متنفذ او وزير ، او بعد ان تشتم وزيرة في الحكومه الشعب الاردني وتصفهم بالمعوقين ، او ان يهاجم وزيراً مزارعي الوطن بوصفهم بالمتخلفين ، أم ستبقى الحكومات مستبدة تهيننا ولا تبالي . هل سيتركنا اصحاب الكروش والحيتان والقطط السمان ننعم بنعيم انضمامنا للخيج ام انهم سيستحوذون على كل شيء ويتركوننا بلا شيء. لو انهم تركونا من عشرات السنين ندير مواردنا بأنفسنا ونبني وطننا بأيدينا لكنا الان في أفضل حال ، لو لم يسرقوا الوطن ، ولو لم ينهبوا خيراته ، ولو لم يسلطوا علينا سياط الفقر والحرمان ، لكان ابناء الخليج الان ( مع كل احترامي لهم ) يتحدثون عن النعيم الذي سيجنونه جراء انضمامهم الى الاردن .
#خالد_احمد_العلاونه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اصلاح .... حوار
-
بين منير وخالد شاهين
-
مدسوسين .. بلطجيه
-
مطلوب زبالين
-
التعايش الديني (بالعاميه)
-
اتفاقية وادي عربه والقرد
-
بدي سايق محترم
-
خيمة ابو معن
-
اصلاح شامل
-
اتجاوز ،،، لا تتجاوز
المزيد.....
-
-البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
-
مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
-
أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش
...
-
الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة
...
-
المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
-
بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
-
من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي
...
-
مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب
...
-
بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
-
تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|