أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - بلادنا مقدسة لا يخفى فيها شيء



بلادنا مقدسة لا يخفى فيها شيء


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 3363 - 2011 / 5 / 12 - 10:33
المحور: القضية الفلسطينية
    


بدون مؤاخذة-

"بلادنا مقدسة لا يخفى فيها شيء" عبارة يعرفها ويرددها الفلسطينيون جميعهم، ويرددها عرب آخرون، ولا غرابة في ذلك فبلادنا مهد الديانات السماوية، لكن الأمر الذي لم يعد غريبا هو وجود أشخاص يعيثون في الأرض فسادا، وينكشف فسادهم ومع ذلك يصرون على مواصلة فسادهم وضلالهم، ويجدون من يجاملهم ويتغاضى عنهم من باب"عنزة ولو طارت" فهناك من يبيع عقارات لجهات معادية، ويتظاهر بالدفاع عنها وأنها سُلبت منه عنوة، وهناك من يبيع على أن يكون التسليم بعد وفاته، وبمعرفة ورثته الذين يلبسون ثياب الورع والتقوى، ولا يُصلون إلا في الصفوف الأولى في المسجد الأقصى، أو يطلقون تصريحات رنانة يزاودون فيها حتى على الأحياء عند ربهم يرزقون، ومسلسل الفساد والضياع في القدس الشريف، وتحديدا في الكثير من مؤسساتها التي نعتبرها "وطنية" يأخذ أشكالا عدة، مع أنه ليس خافيا على أحد، وقد يتخطى الجهل في العمل، أو عدم العلم لمن هو في موقع المسؤولية، أو السكوت خوفا من الفضيحة....أو.....الخ.

وإذا ما أخذنا جمعية المقاصد الخيرية الاسلامية التي تدير مستشفى المقاصد، الذي يعتبر المؤسسة الصحية الأكبر والأرقى والأكثر خدمات ليس على مستوى القدس فحسب، بل في كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة، بدلالة أن كافة المستشفيات الأخرى تحول الحالات المستعصية اليه، كما تدير عددا من المستوصفات الطبية، وعددا من العقارات والاستثمارات، فاننا سنجد الجمعية ومستشفاها ومستوصفاتها تعيش أزمة كبرى تهدد استمراريتها، فالهيئة الإدارية المنتخبة في العام 1997م انتهت مدتها منذ سنوات، ولم تدع الهيئة العامة لانتخابات جديدة، أو حتى لتجديد الثقة بها، ويبدو أنها لا تفكر بذلك أيضا، وفي عهدها"الميمون" جرت مضاعفة عدد العاملين فيها وفي المستشفى تحديدا، مع أنه لا يوجد مبرر لذلك، فلم يحدث أيّ تطوير للمستشفى، بل العكس هو الصحيح، والحديث عن مضاعفة عدد العاملين ليس حديثا عن زيادة بضعة موظفين أو بضع عشرات، بل الحديث عن مئات يتقاضون رواتب عالية دون أن يقوموا بأي عمل، والجمعية لم تعد قادرة على دفع رواتب موظفيها وموظفي المستشفى والمستوصفات منذ شهر آذار الماضي، مع أنها تلقت مئات ملايين الشواقل في السنوات السابقة كتبرعات وهبات ومساعدات، ولم يتوقف الأمر عند عدم القدرة على دفع رواتب الموظفين بل تعدى ذلك الى أن المستشفى مديون ببضع عشرات ملايين الشواقل، ولم يعد سرا أن المتنفذين في المستشفى وضعوا "كادرا"وظيفيا يخدم مصالحهم الشخصية، من خلال الرواتب الشهرية التي يتقاضونها، والتي تزيد عن راتب رئيس وزراء السلطة الفلسطينية، وفي محاولة البحث عن الأزمة وأسبابها، وهي ليست بعيدة عن الهيئة الإدارية للجمعية وللمتنفذين في المستشفى، فإن أحد المتنفذين قد أفصح عن بعض أسباب الأزمة من خلال اتهامه آخرين وجها لوجه عن"تَبَخُّر"15 مليون شاقل دون أن تظهر في السجلات، وهذا يقود الى السؤال عن مدى صحة الأرقام الواردة في السجلات، وكيفية صرفها وشرعيته ومصداقيته.

إن الحلول الترقيعية في أزمة كهذه لن تجدي شيئا، بل ستفاقم الأزمة، وستوصل المؤسسة الى وضع كارثي قد ينهيها، وبعدها ستبدأ الاتهامات، وسيحمل كل فرد الآخرين المسؤولية ليبرئ نفسه، ومن هنا تنبع أهمية الضرورة القصوى لاجتماع الهيئة العامة للجمعية، كي تنتخب هيئة ادارية جديدة لإنقاذ الجمعية ومستشفاها ومستوصفاتها، وتكليف مختصين لمراجعة عمل السنوات الماضية، والبحث عن مكامن الخلل، وكشف الفساد والمفسدين إن وجدت، ومحاسبة المسؤولين عن ذلك قضائيا وفضحهم في وسائل الاعلام ليكونوا عبرة لغيرهم، وهذا أضعف الايمان. وفي النهاية لن يصح إلا الصحيح.



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -البوسطة- رواية الناشئة التربوية والتعليمية
- مروان البرغوثي إنسان قبل أيّ صفة أخرى
- المصالحة الفلسطينية عودة الى العقل
- على باب السلطان في ندوة مقدسية
- الضحايا العرب مجرد رقم يتزايد
- من وين نبوسك يا قرعاء
- هذه أموال اليهود
- تكريم محمود شقير وعلي الخليلي وسلمان ناطور
- مجنون دبّ حجر في بير
- الروائية منصورة عز الدين في القدس
- رواية -وراء الفردوس- وجحيم الواقع
- بيتُ شَعَرٍ في حرم جامعة القدس
- القدس تاريخ حافل
- القدس عنوان حضارتنا
- القدس عاصمة التمدن العربي
- مزين برقان في ندوة اليوم السابع
- العمالة الوافدة تهدد عروبة دول الخليج العربي
- من أدب الرحلات-في لبنان جنة الشرق
- الأبواب المنسية في ندوة مقدسية
- ديكتاتورية القائمين على المؤسسات


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - بلادنا مقدسة لا يخفى فيها شيء