أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد عبد اللطيف سالم - قلب ٌ وحيد ُ الخليّة














المزيد.....

قلب ٌ وحيد ُ الخليّة


عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث

(Imad A.salim)


الحوار المتمدن-العدد: 3363 - 2011 / 5 / 12 - 08:53
المحور: الادب والفن
    


قلب ٌ وحيد ُ الخليّة



هذه ليستْ عُزلة ُ الجَسد ِ
في المدن ِ الفاضلة ِ
البعيدة عن بغداد .
هذا حزن ٌ وحيد ُ الخليّة
يبني له ُ مدائن باسقة ً
كالنخل ِ النابت ِ
في شرنقة ِ الروح ْ .


***


النساء ُ وحيدات ُ الخليّة ِ
لايصْلحْن َ للحُبْ .
إنهّن َ مثل ُ النوافذ ِ
التي تواطأت مع الريح ْ
والعصافير التي تواطأتْ مع الصمت ْ
والأبواب التي تواطأت ْ مع القتلة ْ .


***


الرجال وحيدوا الخليّة
لايتكاثرونْ
إلا حين َ أمرّ ُ من بينهم
مُنكسرا ً
عاريا ً
غريبا ً
كنبيّ ٍ قديم ْ.


***


الأوطان ُ وحيدة ُ الخليّة
تنشطر ُ كلّ َ عشرين دقيقة ْ .
وأنا وأنت ِ
نلتئم ُ على بعضنا
كوَجَع ٍ غير مُعلن ْ
في مُدن ِ الرمل ِ والملح ِ
والأبواب ِ المُقفلة ْ .


***


الأوطان ُ وحيدة ُ الخليّة ْ
تطوي سيرتها
كالقرون ِ الأحفورية ِ ..
طبقة ٌ من الصمت ِ
طبقة ٌ من العزلة ِ
وأنا وأنت ِ
ثمّ َ يأتي الغبار ْ .


***


هذا الوطن ُ الرسوبي ّ ُ
يتواطؤُ مع الطين ِ الآسِن ِ
ضدّ َ الرخام ِ المقدّس ِ
وفيه ِ فقط
تنتصر ُ الأميبيا
على مملكة ِ العقل ِ العظيمة ْ .


***


كنت ُ في ما مضى
من الزمن ِ البائد ِ
أموت ُ عليك ِ من الحبّ ِ .
كنت ُ كل ّ عشرين دقيقة ٍ
أنقسم ُ كالبكتيريا
لأحبك ِ بشكل ٍ مختلف ْ
مستعيرا ً من الأسماك ِ
قلبها الأبله ْ
ومن النسيان
ذاكرة َ السردين ِ المعلبّ ْ .


***


غيرَ إنك ِ
مثل ماء ِ المبازل ِ
تنكّرت ِ لما تبقى ّ
من الفرات ِ ودجلة ْ
وللنخل الذي ماعاد َ نخلا ً
ولأزقة ّ ِ الكرخ ِ المُندرسَة ْ
ولشوارع ِ المنصور ِ المُطفأة ْ
وللجنوب ِ المكتظ ّ ِ بالذباب ِ السماوي ّ
والفقر ِ المقدّس ِ
وأقترَنْت ِ بالرجال ِ الطحالب ْ .


***


هذا هو القلب ُ
مُترَع ٌ بالأسى
كأسفنج ٍ شبق ْ
ومن ْ تعشقها الروح ْ
تعبث ُ مع المرجان ِ المشاكس ِ
في الجروف ِ البعيدة ْ.


***


هذا هو القلب ُ
وحيد ُ الخليّة ْ
تتكسّر ُ فوقَه ُ أضلاع ُ الحَسْرَة ِ
على وجوه ِ النساء ِ الصغيرات ِ
النبيّات ِ توّا ً
كورود ِ نيسان الفائت
ونيسان القادم
ونيسان الذي لن ْ أراه ْ .


***


حين َ ينبُتُ في العشّ ِ
بُرعم ُ البهجة ِ
تتساقط ُ أوراق ُ العُمر ِ
على عصافير تحتضُنُ لوحدِها
بيْض َ الأناث ِ الجاحِدة ْ .


***


مِن ْ أحضانك ِ العامِرَة ِ
بالحَرام ِ المجاني ّ ِ
إلى صلوات ِ الموتى
ثمة أنتقال ٍ فج ْ
من العشق ِ ...
إلى الفلسفة ِ الحنيفة ْ .


***


حتّى لو لم يكُن ْ قلبي
وحيد ُ الخليّة ْ
كنت ُ سأجثو على ركبتي
سافحا ً ماتبقىّ من شياطيني
في بستانك ِ الشهي ّ ْ
كأبليس ٍ مبتديء ْ .


***


القلب ُ وحيد ُ الخليّة ْ
قلب ٌ وحيد ْ
كبحر ٍ متقاعد ْ
يقلبّ ُ بأنامله ِ المتيّبسة
قواقعه ُ الصَدِئة ْ
بينما تدوس ُ الحسان ُ الجديدات
على ضفافه ِ المستكينة ْ
بأقدامِهنّ َ الصغيرة ْ
وأظافرهنّ َ المُلوّنة ْ .


***


قلبي لمْ يعُد ْ ينفطِر ْ
شوقا ً لبغداد ْ .
قلبي وحيد ُ الخليّة ْ
كل ّ عشرين لحظة ٍ
تُغادرهُ بغداد ُ
إلى حيث ُ تشاء ُ
كالحرمان ِ المعاصر ِ
والقبلات ِ القديمة ْ .



#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)       Imad_A.salim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مملكة العراق السعيدة
- الأمل ْ .. أوّل ُ من يموت
- تفاحة ُ الأسى
- القطاع الخاص وأنماط التشغيل في العراق ( أبعاد المشكلة وإشكال ...
- الحزن هنا .. فوق قلبي
- - فوضى هوبس - : الفرد الخائف .. والدولة التنين .
- أحزان مستلة .. من الفرح القديم
- همرات .. ورعاة .. ومسالخ
- الفساد والمناصب : ريع الفساد .. وريع الراتب
- الشرق الأوسط الجديد : من مملكة المغرب .. الى سلطنة عمان
- مختارات من الكتاب الأخضر , للرجل الأخضر , القادم من - جهنم -
- ذل ٌ بارد ٌ .. ذل ٌ حار ْ
- حمّى الوديان المتصدّعة
- عندما لاتنخفض السماوات .. في الوقت المناسب
- لماذا راحتْ .. ولم تلتفتْ ؟
- وطن من صفيح .. وطن من ابل
- الرفاهية والأمثلية في الدولة الريعية الديموقراطية ( أعادة تو ...
- الأقتصاد السياسي للفصل السابع ( صندوق التعويضات , وصندوق تنم ...
- مواسم الهجرة من النهار الى الليل
- دفاتر الحرب ( مقاطع من هذيان جندي مسن من بقايا الحرب العراقي ...


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد عبد اللطيف سالم - قلب ٌ وحيد ُ الخليّة