محمد المراكشي
الحوار المتمدن-العدد: 3363 - 2011 / 5 / 12 - 08:50
المحور:
كتابات ساخرة
بشرى لكل الأزواج الذين تشارف زوجاتهم على الوفاة ،فعند الشيخ الزمزمي الخبر اليقين ! لقد نزل بنازلة ما أظن ان أتى بها الله من سلطان ، في خروجه الاعلامي المثير للغثيان و الحنق !
يرى السيد الزمزمي في فتواه الأخيرة ،أو لنقل في لخبطته الجديدة أنه بإمكان الزوج الذي تتوفى زوجته أن يعاشر جثتها ! فرابطة الزواج و القران لا تنتهي بالوفاة كما توهمنا لخمسة عشر قرنا مضت ! وقد أثار حديثه الصحفي الأخير لأكثر من منبر مغربي الناس إلى حد الدهشة..و جعل الشيخ الذي نزع الشهادة عن المهدي بن بركة مثار شفقة قبل أن يصبح محط اشمئزاز..
لا زلت أتساءل كما الكثير من الناس عن البداية في الحكاية .. كيف نزلت هذه الفكرة الجهنمية على السيد الزمزمي دون أن يتنبه أنها فكرة شاذة و غير معقولة ، و أنها فكرة و لا في الأحلام و الكوابيس !؟ و أنا لا أظن أن عاقلا يمكنه أن يتصور أن الجشع الجنسي قد يأخذه إلى درجة أن يسبق قضاء الحاجة الجنسية من جثة زوجته قبل أن يفكر في البكاء على فراقها ! و لعله سيكتم الصوت الذي يناديه من دواخله كي يصرخ و يبكي و يخبر الآخرين بالوفاة إلى حين انتهاء الشبق الغريب ذاك !
مثل هذه الخزعبلات التي يأتي بها السيد الزمزمي من حين لآخر تدل على أن هناك خللا في التفكير و قصورا في فتح الاجتهاد الديني ..أية نازلة هذه حتى يدخلها في ما يسمى بفقه النوازل ! ثم على من نزلت الفكرة حتى يستشير في مثل هذا الأمر المقززلكل متتبع أو حتى راغب في اعتناق الدين !
العادي ياسيدي أن زوجتك حين تموت و تصير جثة هامدة ،تبكي فراق الحبيبة والرفيقة و الشريكة و أم الولد..تخبر الأحباب بالوفاة و تقوم بإجراءات الدفن في أقرب وقت ..وتحاول في دواخلك أن تنسى جلستها على الأريكة أو في صحن الدار ،و تحاول أن تمني النفس بما بقي من صور الذكرى و نبرات الصوت في الأحشاء..لا أن تسرع إلى قضاء حاجة حيوانية لا تخطر على بال سوي أو عاقل..
حتى ثقافتنا مليئة بتكرار العبارة أن إكرام الميت دفنه ،و ما دون ذلك يدخل في باب الجرائم أو الباب الواسع للشذوذ !! و بلغة الفقه حتى فالشاذ لا يقاس عليه !....
#محمد_المراكشي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟