أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد لاشين - إمبابة مهزلة دولة القانون وثورة اللحى














المزيد.....

إمبابة مهزلة دولة القانون وثورة اللحى


أحمد لاشين

الحوار المتمدن-العدد: 3361 - 2011 / 5 / 10 - 16:56
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ستنتهي مأساة إمبابة إعلامياً وسياسياً بتلك الطريقة الأشهر على الساحة المصرية،جماعة أصحاب اللحى من قساوسة وشيوخ والجديد رموز التيار السلفي الذين يظهرون كلعنة في خلفية كل مشهد دموي،يتهافت الجميع على تقبيل لحية الأخر في أخوة إعلامية جليلة،ليقسموا بكل غالٍ ونفيس أننا في بلد الأمن والأمان،وأن المسيحية تدعو للسلام،والإسلام يتبنى حقوق الأقليات،ولا فرق بين مسلم ومسيحي في مصرنا الحبيبة..وغيرها من الدعاية المجانية التي لا تغني من موت يحاصر كل بيت.فلن تفلح دعوات السلام المدعاة بطبيعة الحال في تسكين مرض عضال كامن في بنية المجتمع،وآن الوقت لظهوره.
فالفتنة التي لم تكن نائمة مطلقاً،لا يمكن محاصرتها بقبلات اللحى،أو دعايات الثورة المضادة ومؤامرة فلول النظام السابق،وكأننا كنا في عالم آخر لا نفقه ولا نعي،أو كأن بلادنا كانت ترعى فيها الذئاب مع الحملان طوال عقود..فلن نفلح هذه المرة في إسقاط شرورنا على شر أخر ألبسناه عباءة فسادنا وحولناه إلى صنم نرجمه كل مصيبة نصنعها بأيدينا،فالأمر تجاوز مسكنات الثورة والدين إلى مأساة مجتمع بكاملة،بداية من أحداث كنسية أطفيح..وصولاً لإمبابة ..مروراً بقنا،خط كامل من النيران المشتعلة لا يعلم مداها أو من ستحرق غداً إلا الله.
المأساة ليست كاميليا التي بانت في قناة الحياة الطائفية ،وأعلنت أنها مسيحية المولد والممات،أو أسرى الكنسية من المتأسلمات كما يزعم التيار السلفي بشتى أطيافه بعد أن خرج علينا من قمقم أمن الدولة كمارد لا يعي إلا أوامر سيده..الإشكالية الحقيقة تكمن في اختزال الدين والوطن معاً في شخص متأسلمة أو أسيرة،في تبجح تيار على هيبة الدولة وسلام المجتمع وتعنت كنيسة تدعم إحساس المظلومية وتدافع عن سيادتها على شعبها واستقلالها عن الدولة التي طالما سعيت لنيل رضاها لعقود سابقة.الإشكالية في بنية مجتمع لا يسمح بالتعددية،ولا يقبل إلا بنظرية الصوت الواحد يعزف له على آلة خرساء لن تسمعه أنين الأخريين.
والأهم والأوجع..تخاذل حكومة اختارها ميدان التحرير لتدير شؤون البلاد،لا لأن تترك بقاياها يشتعل كأكوام القمامة.فالحكومة الحالية للأسف ساهمت في إسقاط هيبة القانون والدولة على أعتاب توازنات القوى التي أتت بها لسدة السلطة.. المؤقتة بالمناسبة،فتجاوزت عن كل تجاوزات التيار السلفي بأساليب تتسم بالميوعة وعدم الحسم،ولم تستطع أن تفصل بين الجرم القانوني والأزمات الدينية،فخلطت الأوراق،لدرجة أوصلتنا على مشارف حرب أهلية مدوية.
وفي نفس السياق يؤكد المجلس العسكري أنه يدير ولا يحكم،وبالتالي قدم العديد من التنازلات حتى لا يفقد حياده المفترض ،وتنازل عن صلاحيات القوة التي مُنحت له واكتسبها بالتقادم ،فترك البلاد تهبط في الوحل دون أن يُقّدِم على الخيار الوحيد المنطقي في سياق الفوضى،وهو الحسم العسكري لكل من يحاول أن يعبث بمقدرات وطن أنتظر طويلاً لحظة حرية قد يكون جديراً بها.أم أن المجلس ينتظر دعوى شعبية عامة ليتخذ قراره الأخير؟؟!!
فقضايانا الطائفية لن تُحل بجلسات عرفية يشرف عليها شيوخ السلفية أو رموز الأخوان،وممثل من المجلس العسكري ،وبعض من القساوسة،في ممارسة لنفس آليات التفكير العتيقة،التي تساهم في تفاهم الأزمة،أو بعض الدعوات من الجانبين،وبيانات يبدو عليها لغة الحسم تخرج عن لسان الوزراء أو من يمثل الحكومة المؤقتة،حسم لا يتعدى اللغة.الحل الوحيد دولة قانون على أرض الواقع،تفرض القانون كثقافة حتى وإن كانت بالقوة،لتحمي بقايا وطن يمزقه أبناءه.
إمبابة ذات التاريخ العريق في الاحتفاء بالجماعات الموت الدينية،من الممكن أن تستعيد تراثها المفقود بعد الأحداث الأخيرة،بسبب حالة التسيب الأمني،والمصالحات مع أعضاء التيارات المسلحة،فضلاً عن إخراجهم من السجون،في تكرار لنفس الأخطاء المرتكبة في مرحلة السبعينيات،والتي أخرجت عفريت الجماعات الدينية ولم يصرف إلا بالدم،وفي حالتنا هذه سنكون كأننا أسلمنا ثورتنا ومعها بلادنا للتخلف،وستجري الدماء أنهاراً تحت أقدام من يظن نفسه قيماً على الدين.فأنا أخشى على الثورة التي أسقطت نظام عفن،أن تتحول إلى ثورة لحى،بعضها يقتل والأخر يدعي السلام،في مجتمع مازال يحاول أن يخطو خطواته الأولى في مواجهة ذاته،والتخلص من أوهام جهل وتخلف تربعت على عرشه.
فالمجتمع الذي ينساق خلف شائعات ويساهم في تكوينها وتحويلها إلى حقائق،لهو بيئة غاية في الخصوبة لنمو أي تيار يُغيب العقل لصالح الوهم،والقانون لصالح الهيمنة،الدولة لصالح أمراء الطوائف.والثورة التي لا تعبر عن لحظة تنوير ومصارحة وحرية حقة، تاركة الوطن ينهار تدريجياً في حمامات الدم،فالنار أولى بها.والحكومة إن لم تطبق القانون بكل حزم وقوة دون مراعاة لأي توازنات سياسية وحسابات الأجل البعيد،فعليها الرحيل.فمصرنا التي تعاني من تخلف بعضنا وتهاون أخريين وعدم حسم القائمين على إدارتها لم تعد تحتمل مهزلة دولة قانون لا تطبق إلا في الإعلام وصفحات الجرائد.
وللحديث بقية طالما للمأساة بقية!



#أحمد_لاشين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحمد لاشين في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: ضرورة الدو ...
- هل تشعل الأحواز فتيل الحرية في إيران؟
- للبيت رب يحميه..الكعكة المصرية!!
- مصر وإيران وسياسية الغزل الثوري
- غزوة الصناديق و ديمقراطية العصور الوسطى
- أقباط مصر ومخاوف مشروعة من الدولة الدينية
- مصر بين الديمقراطية والشرعية الثورية
- كوابيس مصرية...
- لا ترحلوا من ميدان التحرير أو احملوه معكم
- غضبة الحرافيش ..قدر جيل مصري جديد
- سفر الخروج بين دينية إيران و علمانية تونس
- يوم هروب الرئيس..تونس السؤال المفتوح
- دماء مصرية على أبراج الكنائس وستار الكعبة
- نجاد القائم على توزيع أموال الإمام المهدي
- الولي الفقيه ظل جديد لله على الأرض
- التشيع الإيراني بين الأسطوري والسياسي
- حقوق الإنسان على مذبح الدولة الدينية (إيران نموذجاً)
- العلمانية ضحية الغزل المتبادل بين نجاد وبابا الفاتيكان
- رجم ثريا ( الرقص مع الموتى في إيران)
- شجاعة الجهل ومزيد من الطائفية


المزيد.....




- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد لاشين - إمبابة مهزلة دولة القانون وثورة اللحى