أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - حسن احمد مراد - دفن فتاة قاصرة














المزيد.....

دفن فتاة قاصرة


حسن احمد مراد

الحوار المتمدن-العدد: 3361 - 2011 / 5 / 10 - 15:19
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


في الحقيقة لم تكن لدي النية في الخوض والكتابة حول هذا الموضوع لاني كنت معتقدا بان المنظمات النسائية المختصة والجمعيات المدنية والحكومية في اقليم كوردستان خصوصا والعراق عموما سيقيمون الدنيا وستنهال البيانات والحملات الاستنكارية والتغطية الاخبارية المكثفة حول هذه القضية فلا تغدو كتابتي في هذا السياق سوى نقطة في بحر .
غير ان ما صدمني هنا هو العكس تماما فلم اسمع بيانات او تنديد او حملات او تظاهرات او .. الخ ، ولم الاحظ الا النزر اليسير جدا من الكتابات الصغير هنا وهناك التي لم تكن كافية ابدا لتغطية ذاك الحدث.
وعليه فاني اجد نفسي مضطرا لاعادة سرد قصة تلك الفتاة التي قتلت وخنقت ودفنت في احدى ضواحي مدينة كويسنجق في شهر اذار 2011 حسبما نشرته كولان ميديا في موقعها الالكتروني في 20/4/2011 .
وخلاصة الموضوع انه وفي 29/3/2011 وحينما كان احد الرعاة يتجول في المنطقة شاهد شيئا مدفونا تحت التراب ولدى اقترابه تبين انها جثة لجسد فتاة فلم يقترب اكثر بل سارمسرعا الى ابلاغ الجهات المختصة حول الموضوع وبعد اجراء التحقيقات الاولية وتقارير الشرطة تبين ان الفتاة خنقت ومن ثم تم دفنها بملابسها البسيطة التي كانت تدل على انها من احدى المناطق المجاورة ومن ثم تم تغطية جثتها بالتراب و بارتفاع 10 سم تقريبا غير ان الامطار والرياح في المنطقة هي التي عرّت الجثة من التراب هذا بالاضافة الى وجود اثار ضرب على جسدها . وبعد ان بثت الشرطة نداءات حول ايجادها لجثة مجهولة الهوية لم تتقدم اية عائلة لاستلامها اومعرفتها بالمقتولة التي لم تتجاوز السابعة عشرة من العمر اما التقارير الاولية تفيد ان الحادثة قد تكون قتل حول قضية تمس الشرف .الى هنا وحسب الروايات والتقارير الرسمية تنتهي القصة .
قصة فتاة مجهولة الهوية والاسم والعائلة قتلت من قبل رجال يدعون الشرف فحاكموها باسم المجتمع وباسم كل تقاليده التي تعود الى العقود الغابرة ونيابة عن كل الهمجيين في العالم وبقسوة قلب ترادف وتحاكي في جبروتها وقسوتها قلوب اكثر البشر شراسة وحقدا على مر التاريخ اصدروا قرارهم الذي يفتقر الى ابسط القواعد والمعايير الاساسية والانسانية في اتخاذ القرارات ومن ثم نفذوا القرار ودفنوا الجثة وكانها جيفة عفا عليها الزمن ووراوها التراب متناسين ان الضحية كانت وقبل ثوان معدودة من قتلهم لها تتنفس كسائر البشر ولها من الاحساس والمشاعر والكرامة ما لاي شخص اخر ، متناسين ان الضحية لربما كانت تفكر يوما من الايام انها و اذا ما تعرضت لخطر ما فانها ستستنجد بهؤلاء الذين اصبحوا قاتليها اليوم ، دفنوها ومن ثم عادوا الى مجتمعهم متفاخرين برجولتهم وذكوريتهم ليمارسوا حياتهم الطبيعية وكان شيئا لم يكن ، ولما لا وقد غسلوا عارهم بايديهم وطهروا شرف العائلة والعشيرة والقبيلة واثبتوا للجميع انهم لازالوا ينتمون الى ارثهم المجتمعي المتخلف بعيدا عن القوانين بعيدا عن المدنية و حقوق الانسان، وانهم لازالوا الابناء الاوفياء للموروث الاجتماعي الذي لازال يقاوم وبكل حزم واصرار جميع المفاهيم الانسانية الجديدة ويعتبرها دخيلة على المجتمع وسببا من اسباب الفساد الاخلاقي الاجتماعي



#حسن_احمد_مراد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لم يقتل بن لادن ؟
- استمرار انتهاكات حقوق الانسان في سوريا والصمت المريب
- سوريا استبداد و انتهاكات لحقوق الانسان
- وزير التعليم والمرجع الديني سماحة الشيخ النجفي ، اين القواسم ...
- لقاء مع اورورصليبا عرموني الناشطة اللبنانية في مجال مؤسسات ا ...
- مشنقة للفن ام اغتيال للشعب ؟
- تعذيب فتاة سودانية ام جلد المجتمع البشري


المزيد.....




- جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
- -مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة
- اعترف باغتصاب زوجته.. المرافعات متواصلة في قضية جيزيل بيليكو ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - حسن احمد مراد - دفن فتاة قاصرة