أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - عماد صلاح الدين - ميلاد جديد لقيادي فلسطيني تحرر من السجون السورية















المزيد.....

ميلاد جديد لقيادي فلسطيني تحرر من السجون السورية


عماد صلاح الدين

الحوار المتمدن-العدد: 3361 - 2011 / 5 / 10 - 14:39
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    


أ. عماد صلاح الدين..
تمهيد مقتضب:
إن كاتب هذا التحقيق الحقوقي الصحفي قد أمضى عديد سنوات وهو يكرس نفسه مدافعا عن الحقوق والثوابت الوطنية والقومية، وكان دوما يرفع راية المناصرة وتمام الموافقة لكل جهة أو حزب أو نظام سياسي يتبنى الدفاع عن هذه الحقوق والثوابت، وكان من بينها النظام السوري باعتباره جزءا رئيسا من تكتل المقاومة والممانعة.
لكن جملة الثورات العربية في غير قطر عربي، جاءت بغير قليل من حقائق جهات بعينها، وكشفت اللثام عن أولئك الذين يتسترون بقضية فلسطين والعروبة دون أن نجد لهم عليها إيجاب التأثير، وفوق هذا وباسم فلسطين والعروبة يذبحون الفلسطينيين وإخوانهم العرب.
أمام حرية الإنسان وكرامته المكفولة بشريعة السماء والأرض، لا معنى لكل قيمة أو مقدس أو مدع لفتوحات أو بطولات، فالإنسان أعلى شأنا من أن يضطهد باسم كل هذه الترهات والخزعبلات الشعارتية. لأجل هذا أحببت أن أكون كاتبا، وها أنذا لا زلت أكرس بعض ما تبقى من ريعان شبابي للبحث عن الحقيقة. قال تعالى: " إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنا وأشفقن منها وحملها الإنسان انه كان ظلوما جهولا". الأحزاب الآية 72

تحقيق حقوقي صحفي عن رحلة العذاب في أقبية التحقيق والسجون السورية للمواطن الفلسطيني الأستاذ حسني محسن صالح حشاش من مخيم بلاطة مسؤول ملف الأسرى والمال في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة في الضفة الغربية سابقا – نابلس.

خلفيات السفر إلى سوريا.
المواطن المذكور أعلاه هو مدرس للغة الانجليزية في إحدى مدارس مخيم بلاطة، التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الاونروا" في مدينة نابلس منذ عام 1970، وحتى تاريخ تقاعده في عام 2001، حيث قام بعملية إنهاء مبكر لعمله كمدرس في ذلك العام، مع انه من المفترض أن يكون تاريخ تقاعده عن التدريس عام 2007.

والسبب في هذا الإنهاء المبكر للتدريس، يعود إلى محاولته للبحث عن مخرج حقيقي لحل أزمته المالية الناتجة أساسا عن تكاليف علاج زوجته المريضة بأمراض صدرية مزمنة، إضافة إلى أن ابنه الموظف البسيط في سلك التدريس بات عاجزا عن توفير تكاليف زراعة أطفال الأنابيب لزوجته، التي لديها مشكلة في حدوث التلقيح الطبيعي، حيث أن تكلفة التلقيح الاصطناعي لمرة واحدة تبلغ ألف وخمسمائة دينار أردني.

ولكون السيد حسني محسن صالح الحشاش ابن الثلاثة والستين عاما هو احد القوميين العرب القلائل في الأراضي المحتلة، إضافة إلى انه المسؤول السابق للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة في ملفي المال والأسرى على مستوى الضفة الغربية منذ ثلاثين عاما، فقد عمل صديقه المقرب إليه السيد إسلام فخري محمد جبريل من مخيم بلاطة على إقناعه بضرورة التوجه إلى الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة- السيد احمد جبريل المقيم في دمشق، بشأن أمر أزمته ومشاكله المتعلقة بزوجته المريضة وزوجة ابنه السالف ذكر حالتها.

وبالفعل تمكن السيد إسلام جبريل الذي كان يتردد على زيارة الشام وزيارة مقر القيادة العامة للجبهة الشعبية في دمشق؛ بحكم انه –أيضا- عضو في الجبهة الشعبية- القيادة العامة، من الحصول على موافقة قيادة الجبهة الشعبية بالسماح للسيد حسني حشاش بالتوجه إلى دمشق للقاء الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بخصوص ما يطلب.
لحظة الانطلاق إلى دمشق لمقابلة الأمين العام للجبهة الشعبية- القيادة العامة.
توجه السيد حسني حشاش ورفيق دربه السيد إسلام جبريل إلى الأردن بتاريخ 17-11-2008، وقد امضيا يوما واحدا لدى احد أقارب حسني الحشاش، ثم بعد ذلك توجها إلى سوريا، وذهب السيد إسلام جبريل إلى قضاء حوائجه في الشام، بينما ذهب السيد حسني إلى نزل يدعى "اوتيل الدوحة" في منطقة المرجة بدمشق الشام، ليمضي هناك بضعة أيام لأجل التوجه بعد ذلك لمقابلة السيد احمد جبريل في المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة في مخيم اليرموك – منطقة الخالصة.

إلا أن الرد جاءه من المكتب السياسي المذكور بان الأمين العام للجبهة يكون مشغولا بحضور ورشات وندوات عن حق العودة أيام السبت و الأحد.
بعد ذلك توجه السيد حسني حشاش إلى حي يعرف بتل شهاب في منطقة درعا الحدودية؛ لأجل التعرف على أقارب له هناك، كان قد حدّثه عنهم ابن مخيمه الساكن مع في نفس حارة الحشاشين من مخيم بلاطة المرحوم المتوفى منذ قريب العامين احمد فرحات حشاش، حيث قد اخبره أن لنا جماعة تحسب على عائلتنا يقال لها جماعة أبو حشيش في إحدى أحياء مدينة درعا، وبذا فان السيد حسني لم يتوجه إلى شخص أو عائلة بعينها في مكان محدد على وجه الدقة، إنما ذهب بجولة إلى حي تل شهاب على أمل التعرف بعد جهد السؤال.
بداية رحلة المعاناة من درعا الحدودية.
ومن هنا تبدأ معاناة السيد حسني الحشاش الذي يحمل درجة الماجستير في الأدب الانجليزي، حيث ساعة وصوله إلى منطقة درعا، شرع يسأل عن جماعة ابو حشيش، فتعرف على رجل يدعى ابو محمد آل ياسين ابو حشيش قال له انه في الأساس من قرية الشجرة في سوريا وهو رجل في السبعين من عمره، وتبين للسيد حسني الحشاش ( ابو رائد) أن هذا الرجل السبعيني هو مختار محلة أو حي تل شهاب.
وقد جرى في أثناء سهرة النوم لدى المختار حديث عن القضية الفلسطينية ومعاناة الفلسطينيين في الأراضي المحتلة.

في ذلك الوقت طلب المختار من السيد حسني بطاقة هويته للتعرف والتأكد من شخصه، وقد استفسر المختار عن الكلمات العبرية في بطاقته، وقد أجابه السيد حسني بان بطاقات الهوية في الضفة الغربية وقطاع غزة تكون على النحو الذي شاهده، حيث هناك مقابل عبري للكلمات العربية وبحكم أن الفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 67 لا زالوا تحت الاحتلال.
على الفور استدعى المختار شابا من الحي، تبين فيما بعد انه من رجال الأمن السريين، ليقوم بعد ذلك بنقل السيد حسني بواسطة دراجة نارية يستقلها إلى جهاز المخابرات – منطقة درعا، وقد قال له انه سيأخذه عند المعلم، و تم التحقيق مع السيد حسني من قبل محقق في جهاز المخابرات، وقد اخبر السيد حسني المحقق كما اخبر المختار والشاب الذي استدعاه من قبل بأنه احد المسؤولين في الجبهة الشعبية القيادة العامة في الضفة الغربية. وبعد هذا التحقيق اخبر المحقق السيد حسني الحشاش انه "لا توجد مشاكل بشأنك، وبإمكانك المغادرة، وما عليك إلا أن تحضر لطرفنا وثيقة المرور وجواز السفر"؛ ذلك لان السيد حسني ابو رائد كان قد تركه في "اوتيل الدوحة" بدمشق.
مقر امني في ثوب فندق بخمس نجوم.
لكن السيد حسني وبعد أن توجه من درعا إلى دمشق حيث هناك فندق "الاوتيل" واحضر معه مسوغاته الشخصية، وقفل راجعا إلى درعا - من جديد- إلى حيث مقر المخابرات، اخبره المحقق بعد اطلاعه على تلك الوثائق، بضرورة مراجعة قسم السياسية- المخابرات في درعا. راجع السيد حسني حشاش قسم السياسية وحقق معه شخص يدعى مالك، وقد اخبره هذا المحقق الثاني بأنه "لا توجد عليك مشاكل وقد تأكدنا من ذلك".

وقد سأل السيد حسني الحشاش المحقق (مالك) عن حاجته للنزول في فندق (اوتيل) في درعا؛ كي ينام فيه ريثما يرتب أموره، فأجابه المحقق أنهم هم من سيتدبرون أمر الفندق "الاوتيل"، وسيكون على حسابهم.

وبالفعل تم نقل السيد حسني إلى فندق يسمى بيت الديك في منطقة درعا نفسها، وهو فندق خمس نجوم كما اخبر السيد حسني كاتب هذا التحقيق ومعده.

لكن في الفندق الذي تبين انه مقر امني للمخابرات السورية، جرى التحقيق مع السيد حسني بتهمة الجاسوسية على خلفية هويته الزرقاء، وبحكم انه متواجد في منطقة حدودية تدعى الزيزون على الحدود السورية الأردنية الإسرائيلية حيث هناك مطار عسكري سوري.

وقد اَخبر السيد حسني بأنه سيجري تحويله من درعا إلى سجن السويداء في منطقة السويداء الحدودية بين الأردن وسوريا.

وقبل أن يحول السيد حسني إلى سجن السويداء اخبر صديقه إسلام جبريل(تعرض إسلام لأسئلة وملاحقات من أهل حيه في حارة الحشاشين وصل إلى درجة اتهامه بأنه هو من سلم صديقه حسني الحشاش للسلطات السورية، وقد عاش السيد إسلام جبريل فترة ضغوط نفسية كبيرة نتيجة هذا الاتهام من أهل الحي، حتى خروج السيد حسني من السجن ووصوله الضفة الغربية، حين أكدت الضحية براءة المتهم الذي هو ضحية أيضا للحالة الأمنية المريعة في سوريا. والسيد إسلام أحد الذين اصطحبوني إلى بيت السيد حسني الحشاش ابو خالد في مخيم بلاطة) بضرورة عمل شيء لأجل الإفراج عنه، فاتصل السيد إسلام بمسئول الدائرة السياسية في الجبهة الشعبية – القيادة العامة في منطقة الشام ابو إبراهيم.

لكن الدائرة السياسية ومسؤوليها لم يفعلوا شيئا رغم إخبارهم من قبل إسلام بحقيقة السيد حسني ومركزه في الجبهة الشعبية – القيادة العامة.
تحقق العاهة المستديمة في فترة تعذيب قياسية.
وقد جرى التحقيق مع السيد حسني ابن الثلاثة وستين عاما بقسوة، وتعرض لعذاب شديد؛ فقد روى لي أن عناصر التحقيق في الأمن السوري كانوا يشبحونه بحيث تكون رجلاه إلى أعلى بينما رأسه إلى أسفل، وكان يتم ضربه بالركلات وبالهروات وبالكوابل المعدنية، بالإضافة إلى أسلوب الفلكة على رجليه، بالإضافة إلى نزع ملابسه بحيث يكون عاريا تماما مع سكب الماء البارد على جسمه، مما سبب له مشاكل صحية مزمنة.
ثم تم نقل السيد حسني إلى سجن فرع فلسطين (الأمن القومي السوري- المخابرات العامة المركزية) في دمشق.

وقد نتج عن رحلته التعذيبية في سجني السويداء وسجن فرع فلسطين لمدة أربعة أشهر وعشرين يوما قضاها في التحقيق ضعف شديد جدا في عينه اليسرى وانحراف في العين اليمنى بنحو درجتين ونصف الدرجة.

وقد حدثني السيد حسني ابو رائد وهو أب لستة عشر نفرا بأنه كان يُحشر هو وقرابة الأربعة وثلاثين سجينا في غرفة واحدة، وكان يتقاسم كل ثلاثة أو أربعة سجناء بطانية واحدة.
وقد كانت غرفة السجن مليئة بالقاذورات، وقد أصيب السيد حسني ومن معه في السجن بداء الجرب، وكان القمل منتشرا في كل زوايا الغرفة على حد تعبيره.
ثم تم نقل ابو رائد حسني الحشاش إلى سجن امن المنطقة 48 في دمشق، وقد تلقى هناك تعذيبا قاسيا، ويحدثني السيد حسني بان رجال الأمن هناك كانوا يضربونه ويضربون من معه في السجن في الذهاب والإياب إلى ومن دورة المياه بطريقة مهينة لا تراعي إنسانية إنسان ولا تراعي سنه المتقدم حيث هو في العقد السادس من عمره، وقد أمضى السيد ابو رائد الحشاش في سجن امن المنطقة 48 مدة ثلاثة أشهر .
في غياهب سجن صدنايا.
بعد ذلك تم نقله إلى سجن صدنايا، وهو سجن يقع إلى الغرب من مدينة دمشق، في منطقة نائية واقعة على سفح جبل، ويصف السيد ابو رائد الحشاش هذا السجن فيقول: انه مكون من أربعة طوابق؛ ثلاثة منها تحت الأرض، والرابع بارز فوق الأرض.
وكان ابو رائد في الطابق الأول منه، كما اخبره بعض السجناء هناك من أصل سوري.

وحال السجن كما يصفه ابو رائد بأنه" لا شمس ولا هواء، نعيش في عالم آخر".

ويضيف أبو رائد الحشاش: "بأنه كان هناك ضابط برتبة مقدم في سجن صدنايا، كان يدخل على غرفة السجن، وكان يصدر أوامره للسجناء بمنع إقامة شعيرة الصلاة، فضلا عن أن يشتم الذات الإلهية والإسلام والنبي محمد صلى الله عليه وسلم. ويخبرني السيد حسني بأنهم كانوا يقيمون صلواتهم خلسة في زوايا غرفة السجن، وبطريقة إيمائية حتى لا يكتشف رجال الأمن هناك أداءهم لفريضة الصلاة".

ويتحدث ابو رائد بان السجناء في سجن صدنايا كانوا يحملون أرقاما كما في بقية السجون الأخرى التي تنقل خلالها، حيث كان يحمل الرقم( 243 )ومحبوس في الغرفة رقم (14) طابق أول تحت الأرض .

وكان كل ثلاثة أو أربعة أيام يتم إعدام بعض السجناء بعد الفجر، وكان يَنادى على المراد إعدامه من خلال الرقم الذي يحمله، وقد اخبره من كان معه في السجن،بان هؤلاء يتم إعدامهم، وبالفعل تم المناداة على سجناء كانوا معه في نفس الغرفة التي يقيم فيها، ولم يعودوا بعدها، حيث تم إعدامهم.

ويضيف السيد حسني بان الإعدام لدى السلطات الأمنية السورية كان يتم وفق ما اخبره سوريون يقضون بالحبس دون أية محاكمة، بثلاث طرق: الأولى عن طريق الشنق والثانية عن طريق الدفن في التراب وهم أحياء والثالثة عن طريق تذويب السجناء في حمض الاسيد.
هذا وقد بقي السيد حسني الحشاش في سجن صدنايا من تاريخ 6-7-2009 وحتى يوم 7-2-2011 ، حيث تم عرضه أخيرا على محكمة عسكرية يترأسها قاض يدعى فايز النوري، ويقول ابو رائد الحشاش" بان هذه المحكمة لا تصدر إلا أحكاما عالية جدا فهي تحكم بالسجن من خمس عشرة سنة فما فوق، ويضيف بان القاضي وفي أثناء جلسة محاكمته قال له: أنت ابن حلال، وطلع ما عليك شي، وحق علينا" طبعا بعد طول فترة الحبس والعذاب الذي لاقاه السيد حسني الحشاش ابو رائد.
تجديد رحلة العذاب في السجون.
هذا وقد أمضى السيد حسني الحشاش في السجن سنتين وشهرين واحد عشر يوما.
يقول ابو رائد الحشاش بأنه قد استبشر خيرا بقرب خروجه من السجن بعد ما سمع من القاضي فايز النوري ما سمعه أثناء جلسة محاكمته، إلا انه أصابه الذهول حين أخبرته سلطات سجن صدنايا بان عليه أن يمضي ما بين شهرين إلى ثلاثة أشهر في رجوعه العكسي من آخر سجن محبوس فيه حتى يمر على سجنه الأول لدواعي الأمن وحاجة المرور بإجراءات بعينها.

ومعنى هذا أن أبا رائد سيتم نقله من سجن صدنايا إلى سجن امن المنطقة 48 إلى سجن فرع فلسطين( سجن الأمن القومي السوري المخابرات العامة المركزية) في دمشق وأخيرا إلى مقامه الأول في سجن السويداء على الحدود بين درعا والأردن، وبالفعل فقد امضي السيد حسني ما يقارب أل 51 يوما في رحلته الجديدة في التنقل بين السجون التي تم سجنه فيها من قبل.
الولادة من جديد بالخروج من غياهب السجون السورية.
ثم بعد ذلك تم نقل ابو رائد الحشاش إلى منطقة ناصيف وجابر، وهي نقطة التقاء حدودية بين سوريا والأردن، وفيها مقر الهجرة والجوازات للعرب والأجانب قبل الترحيل، كان هذا بتاريخ 28- 3-2011، وقد كان من المقرر أن يتوجه السيد حسني الحشاش إلى الأراضي الأردنية بتاريخ 29-3-2011، إلا انه وصل إلى عمان بتاريخ 2-4 2011 ليلا، والسبب كما قال لي السيد حسني يعود إلى أن الثورة كانت في بدايتها في منطقة درعا الحدودية، وقد قامت في حينه السلطات السورية بفصل المنطقة عن بقية البلدات والمدن السورية.

وقد امضى السيد ابو رائد الحشاش ما يقرب من الست ساعات لدى المخابرات الأردنية، وقد تم التحقيق معه عن رحلته في سوريا، إلا انه قد تلقى معاملة طيبة من المخابرات الأردنية كما اخبر هو.

وبتاريخ 3-4 2011 توجه السيد ابو رائد الحشاش إلى منطقة تدعى البيادر أو الجندويل في عمان حيث كان قد حصل على إشعار بالمراجعة لدى مقر حكومي هناك لأخذ جواز سفره، وكان موعد الظهيرة من يوم 3-4-2011 هو آخر إجراء في رحلة عذاب ابو رائد التي استمرت قرابة السنتين ونصف السنة قضاها في السجون السورية التي قال عنها بأنها جميعا (التي تم سجنه فيها) مبنية تحت الأرض في ظروف لاإنسانية يندى لها جبين الإنسانية.

وصل السيد ابو رائد الحشاش الضفة الغربية المحتلة والى حيث مكان سكناه في حارة الحشاشين مخيم بلاطة بمدينة نابلس بتاريخ 4-4-2011، يصف ابو رائد هذا اليوم بعد الذي جرى له بأنه "عيد ميلادي الجديد و يوم ولادتي الحقيقية".

أمور أخرى حدثني عنها السيد حسني محسن صالح الحشاش أضعها في النقاط التالية:
1- أن الهيئات الحقوقية والمحامين وحتى الصليب الأحمر في سوريا لا دور يذكر لهم وهم مهمشون جدا، وان كان لها وجود أو دور فهذا الوجود أو الدور لا يتعدى الحالة الشكلانية.
2- أن الفصائل الفلسطينية في سوريا بما فيها حركة حماس والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة، لا تحرك ساكنا بشأن ما يقع من ظلم على الفلسطينيين هناك من قبل سلطات الأمن السورية.
3- أن السلطات السورية على عكس ما يروج له نظامها السياسي القائم، من وقوفه مع خيار المقاومة والممانعة في المنطقة؛ فهو يلاحق المجاهدين الذين يذهبون لمقاومة الاحتلال الأمريكي في العراق. الأدهى من هذا أنهم يقومون باعتقال من ثبتت مشاركة احد أقاربه في المقاومة الفلسطينية إبان وجودها في لبنان. وهناك قصة شاهدة على ذلك وفق ما اخبرني إياه حيث قد تم اعتقال وسجن شابين اسمهما علاء واشرف بركات، وكان هذان الأخيران موجودين معه في سجن صدنايا، حيث اخبراه بأنهما قيد السجن لمشاركة والدهما المتوفى في المقاومة الفلسطينية عام 1982، وقد تم طردهما لاحقا من مخيم اليرموك الذي يقيمان فيه منذ سنين.
4- أن الصورة المتداولة للسيد احمد جبريل الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة عبر وسائل الإعلام هي غير صورته الحقيقية على ارض الواقع، حيث قال لي السيد ابو رائد الحشاش ووفق ما اخبره إياه بعض السجناء ممن كانوا معه في نفس غرفة السجن في صدنايا أن السيد احمد جبريل يمتلك مزارعا وفللا، ولديه عقارات من بينها عمارة بأربعة طوابق مسجلة باسم امرأة تدعى صفية الجوهري في سوريا.
5- حسب رواية السيد أبو رائد الحشاش فان هناك أدلة واضحة ودامغة على اغتيال رفيق الحريري رئيس وزراء لبنان الأسبق، ولقد قمت بحذف اسم الشخص الذي حدّث الحشاش عن هذه الأدلة، بناء على طلب السيد الحشاش نفسه؛ كي لا يتعرض هذا الشخص للأذى وربما الإعدام؛ كونه محبوس في احد السجون السورية التي تنقل فيها السيد الحشاش عبر رحلة سجنه في سوريا، ولقد تم الاتفاق بيني وبين المُعَد التقرير بشأنه، على تناول ما ورد في هذه النقطة لاحقا، حين تحين الفرصة المناسبة لذلك.
6- أن عناصر الأمن السوري وضباطهم يتعاطون الرشوة المالية؛ لأجل تيسير بعض المعاملات الإجرائية مع السجناء، وهذا ما حدث مع السيد حسني الحشاش، وفقا لروايته لي، حيث طلب منه رجال الأمن مبالغ مالية ومن قريبه الذي جاء للسؤال عنه في سجن صدنايا قبيل خروجه منه بأيام ، حيث اخذوا منه ومن قريبه هذا ما يقارب الثلاث آلاف ليرة سورية.

.. محام ومختص في القانون الدولي وقضايا حقوق الإنسان.



#عماد_صلاح_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صراع مطلوب قبالة الادعاء بضرورة المصالحة الفلسطينية
- مطلوب حراك انتفاضي في الضفة الغربية المحتلة
- حضارة الشيء في قلب تدمير المناخ
- شعب مقاوم وقلة تساوم
- بين جدار الضفة وجدار غزة
- معنى الانتصار او الانكسار لحلف المقاومة والممانعة في المنطقة ...
- هل انتخابات 2006 آخر انتخابات للسلطة الفلسطينية؟
- هل الحرب في الربيع؟
- فلسطين المحتلة: مسؤولية بالتقصير تقع على الشعب والمعارضة
- لماذا سيكون الانتصار في غزة مميزا أكثر عن سابقة انتصار تموز ...
- الحلف العربي الاسرائيلي
- مسار العلاقة بين فتح وحماس وتطوراتها المستقبلية
- الحوار مع غاز لحركة تحرر حولّها اشلاء!
- لماذا لا يمكن ان ينجح حوار بين فتح وحماس؟؟
- مستقبل المستوطنات في ظل تصور اتفاق فلسطيني- إسرائيلي-
- تزوير تاريخ فلسطين بإنكار حق العودة
- سلطة الضفة لا تعمل لصالحها شعبيا
- أبا مازن متى تغضب؟!
- فلسطين شلل عمل الوعي السياسي في الاراضي المحتلة
- اسلام الصحابة في غزة المنتصرة على الحصار


المزيد.....




- الأمم المتحدة: السودان يواجه أكبر أزمة نزوح في العالم
- هآرتس: ربع الأسرى الفلسطينيين في سجون -اسرائيل- اصيبوا بمرض ...
- اللاجئون السودانيون في تشاد ـ إرادة البقاء في ظل البؤس
- الأونروا: أكثر من مليوني نازح في غزة يحاصرهم الجوع والعطش
- الأونروا: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة ال ...
- الاونروا: الحصول على وجبات طعام أصبح مهمة مستحيلة للعائلات ف ...
- الأمم المتحدة: السودان يواجه أكبر أزمة نزوح في العالم
- منظمة حقوقية يمنية بريطانيا تحمل سلطات التحالف السعودي الإما ...
- غرق خيام النازحين على شاطئ دير البلح وخان يونس (فيديو)
- الأمطار تُغرق خيام آلاف النازحين في قطاع غزة


المزيد.....

- ١-;-٢-;- سنة أسيرا في ايران / جعفر الشمري
- في الذكرى 103 لاستشهادها روزا لوكسمبورغ حول الثورة الروسية * / رشيد غويلب
- الحياة الثقافية في السجن / ضرغام الدباغ
- سجين الشعبة الخامسة / محمد السعدي
- مذكراتي في السجن - ج 2 / صلاح الدين محسن
- سنابل العمر، بين القرية والمعتقل / محمد علي مقلد
- مصريات في السجون و المعتقلات- المراة المصرية و اليسار / اعداد و تقديم رمسيس لبيب
- الاقدام العارية - الشيوعيون المصريون- 5 سنوات في معسكرات الت ... / طاهر عبدالحكيم
- قراءة في اضراب الطعام بالسجون الاسرائيلية ( 2012) / معركة ال ... / كفاح طافش
- ذكرياتِي في سُجُون العراق السِّياسِيّة / حـسـقـيل قُوجـمَـان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - عماد صلاح الدين - ميلاد جديد لقيادي فلسطيني تحرر من السجون السورية