أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسعد الامارة - الانسان والحرية والطريق الشاق لهما















المزيد.....


الانسان والحرية والطريق الشاق لهما


اسعد الامارة

الحوار المتمدن-العدد: 3361 - 2011 / 5 / 10 - 12:53
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الانسان والحرية هما الكفة الراجحة في الوجود الانساني بأسره ، هما كفة الصراع من أجل اثبات الذات الفردية والجمعية عند الجماعة او الشعوب . الحرية عند الانسان صراع ، نضال، جهاد ، مواجهة وقبول واحيانا خضوع ورضوخ لينتهي في الاخير بنتيجة هذا الصراع قبل الوفاق وصراع بعد الوفاق ، اذن الصراع تواصل لاتقاتل، الصراع هو محرك هذا الوجود ولايقصد به إلا الاعتراف المتبادل . يقول الاستاذ الدكتور فرج احمد فرج رحمه الله إن المستبد أو الدكتاتور كائن فاقد لإنسانيته ،إنه أسير ضرب من الانا وحدية من العزلة والانغلاق النرجسي حول ذات يستحيل أن تتواجد إلا من خلال آخر.
ان حكام الانظمة العربية عبر عقود من الزمن رفضوا فكرة حق كل مواطن مسؤول مسؤولية مباشرة عن ما يعتنقه من عقائد وما يتخذه من مواقف، واستبعد هؤلاء الحكام حرية الانسان بالاختيار بل أمنوا بفكرة املاء تلك المواقف او السياسات على الاخرين املاءا جبريا حتى جعلوا الانسان العربي ان يتنازل عن قدر من حريته حفاظا ً على بقاءه او تجنبا ً لاذاهم او تحاشيا لبطشهم لا ليس الامر كذلك فحسب خصوصا عند بعض الحكام الدكتاتوريين المتأصله بهم روح الشخصية السيكوباثية المضادة للمجتمع وهم الجميع بلا استثناء من الحكام العرب فعاش الانسان العربي خلال تلك العقود ومازال يعيش حالة الاحتراق النفسي في كل مفاصل الحياة :في البيت مع اسرته ، في العمل ، في التعامل مع الاخرين في المجتمع ، حتى لبس اكثر من قناع في مواقف الحياة المتعددة لكي يرضي ازلام السلطة ابتعادا من بطشهم لذلك غاب الآخر في دواخلنا اما خوفا منه او تجنبا لعواقب غير متوقعة من بطش اجهزة الانظمة التي روعت وعي الناس حتى اهتزت صورة الوطنية عند بعض الشعوب كما هو الحال لدى العراقيين .
ان التغييرات التي تأخرت كثيرا بسبب سادية الحكام العرب واجهزتهم القمعية حتى حاولوا ان يخلقوا النمط السادومازوخي عند معظم الشعوب العربية لكثرة الضغوط وخلق الازمات والاختلالات في تركيبة المجتمعات العربية وساد الشعور الجمعي عند المواطن العربي من الخوف من الظلام لوجود اجهزة النظام التي تخطف الانسان العادي والمفكر والاديب والفنان والطبيب والمعلم والاستاذ الجامعي والبائع بلحظة غير مرئية من الزمن ولا نغالي اذا قلنا انها اصبحت استجابة شرطية لدى معظم شرائح المجتمع في البلاد العربية واقتران ذلك بالسكوت خوفا من الاختطاف الى الظلام وبدون آجل مسمى، هذا الخوف ولد عقدة لدى الكبار واصبح استجابة مشروطة عند الاطفال لما عايشوه في ادق تفاصيل حياتهم ومع اسرهم لذا قاد هؤلاء الذين كانوا اطفالا يوما ما شرارة الثورة وهم شباب حتى انها سميت بانتفاضات الشباب في البلاد العربية ، انهم بحثوا عن الحرية اولا ، الحرية في حياة بسيطة مع توفير الطعام وضمان المستقبل فلم يجدوه وهم شباب فعرفوا اقدار الناس الذين سبقوهم وحظوظهم فلم يرضوا ان يكونوا فقراء ازاء الثراء لدى البعض ، العبودية لهم والسيادة لشلة الدكتاتور واعوانه ، رفضوا صراع الطبقات وقبلوا صراع السلطة فتصدى هؤلاء الشباب بهمومهم واحزانهم بالانتفاضات وقادوا جيلا من الشباب معهم ..
إذن الانتفاضات أخطر ما عرفته المجتمعات العربية خلال نهاية العقد الاول من القرن الحادي والعشرين وحتى الغد القريب من هذا القرن. هناك ظلم وقهر واستبداد واستغلال للانسان العربي ولايمكن لهذا الانسان ان يكف عن حلمه في بناء مستقبله ، حلم المساواة في فرص الحياة ، حلم العمل والحصول على الطعام ، حلم ان يكون انسان بما هو انسان.
ان من نتائج سياسات الحكام العرب الدكتاتوريه هي بروز الشك والغضب والتفكك الاجتماعي بين الجماعة وضعف واضح في البنيان الاجتماعي هذا كله بسبب الازمات التي خلقها الحكام العرب بتسلطهم الدكتاتوري وعلم النفس غني بدراساته عن الشعوب التي خضعت لسنوات طويلة للانظمة المتسلطة وكيف افرزت شخصيات مختله في تعاملها لذا عندما يختل التوازن او يضطرب تختل حركة المجتمع وتضطرب حركة التاريخ ويختل ايضا توازن الفرد ذاته وتوازنه النفسي والعقلي كما يقول د. فرج احمد فرج وقوله ايضا لانبالغ كثيرا إذا ما نظرنا إلى اختلال حركة المجتمعات والتاريخ والافراد ايضا من هذه الزاوية.
لمَعَتْ الانظمة العربية الدكتاتورية عبر اكثر من ستة عقود لغتها تارة بالوطنية وتارة اخرى بالاشتراكية وتارة بالدين وتارة بالقطاع العام وتارة بالحياة السياسية الحزبية حتى انتهت الى الحزب الواحد الشمولي الذي لايقبل رأي آخر ورئيس الحزب هو رأس الدولة وهو الدكتاتور المتنفذ بالسلطة مع اسرته اوشلة من حوله. حقا قاد هذا التلميع والانتقال بالتدريج من حق الشعب الى حق الاسرة والشلة الحاكمة وهو بسبب صمت الشعب امام حاكم فرد استعمل كل اساليب الترهيب والتصفية والترغيب ودفعت الجماهير الثمن بدمائها ثمنا باهضا ومنه الشعب العراقي والان الشعب الليبي وغيره .
ان الحاكم الفرد يبطش مقابل شعب يسكت ، شعب يؤثر السلامة حتى وان دفن رأسه في الرمال ولكن التساؤل هو: لماذا يبطش الحاكم واجهزته القمعية بالشرفاء؟ وماذا يريد النظام الدكتاتوري من الشرفاء؟
انه لايخاف من المتملقين والمتسلقين لانها مادته الخام وهم آجلا او عاجلا سيصبحون الشلة المقربة منه التي تنشر فكر السلطان الفاسد لكي يحافظ هذا السلطان على التوازن داخل نظامه بخلق قوى فاسدة ، ويتمنى ان يكثر الفاسدون في كل مرافق الدولة وكانت التجربة التونسية والمصرية في ادارة الحكم مثالا مميزا وسبقتها قبل ذلك تجربة العراق وما آلت اليه الامور حتى غدا اعظم دولة بالعالم لا بالتكنولوجيا او بالابداع الفكري الصحيح ولكن بالابداع في كل مجالات الفساد حيث طغى الفساد المالي والاداري على كل سلوك فردي وجمعي ،حكومي او شعبي .. انها نتاج الحكم الدكتاتوري المتسلط .
ان الشرفاء لايخافون الحقائق ولايخافون الالم او يعجزون امامه ، انهم يعلمون ان مواجهة الظلم والتسلط والدكتاتور تحتاج الى وقفة كما وقفها سبارتاكوس قبل الميلاد من اجل العبيد ووقفها السيد المسيح"ع" وحمل عذابه نيابة عن البشرية وكما فعلها الامام الحسين"ع" الثائر بوجه الظالم والطاغية يزيد امبراطور الشر في دولة الامويين والشواهد كثيرة عبر التاريخ القديم والحديث.
ان ثورات الشعوب العربية اليوم هي ثورات ضد الدكتاتوريه وانظمتها الفاسدة وهي تهدف وتتطلع اولا واخيرا الى طلب العدل وبمعنى ادق نصيب عادل من حرية القول بلا خوف او الحرية الاجتماعية للمجتمع بدون تسلط تلك الصفوة من ذئاب السلطة .. هذه الذئاب التي حولت حلم الانسان البسيط في حرية العيش في بلده الى كابوس من القهر والاستبداد وسرقت جهده وعمله وقوته اليومي وفائض انتاجه مرة بالتبرع للمجهود الحربي ومرة لبناء الامة ومرة بدعم الاقتصاد الوطني ومرة بدعم التقدم العلمي ومرة بالتأميم واخيرا لضمان الاجيال القادمة حتى اختزل الدكتاتور جزءا من عمر الشعب وانتاجه وعمله لصالحه ويصرح لاخر لحظه في ايام حكمه جميعنا جميعنا شركاء في السراء والضراء ، في الخير والشر ولم تتراجع شعارته ابدا حتى طمست الحدود بين الوطنية والذاتية المحظة وضاعت معالم الطريق.



#اسعد_الامارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العقل والهذيان !!
- تعليم بلا فشل او رسوب دراسي!!
- العراقيون .. والبناء النفسي
- طفلي في مفترق طرق ..كيف الحل؟
- هل الانسان يُعرَف ْ بلغة رغبته؟
- النكتة والفكاهة ونمط الشخصية !!
- البناء النفسي ..متى يهتز عند الانسان؟
- تحوير الكلمات ..من الهزل الى الهذيان الجماعي
- هل يعود الماضي ؟ رؤية نفسية
- وساوسنا .. هل تعيق سلوكنا ؟
- الانتخابات العراقية وكواشف الذات
- الاحباط في الطفولة ..صراع في البلوغ
- الغيرة والجنون !!
- الاغتراب .. هل هو أزمة الإحساس بالوجود؟
- العراقيون وفريضة التساؤل ..عن التدهور في كل شئ!!
- النفس والصراع !! جدل الانسان
- الاستعراضية والتباهي مؤشر للشعور بالنقص!!!
- الكبت والصراع النفسي
- متى ينتهي العبث بالعراق ؟ مدونة سيكولوجية
- مشاعر الخجل عند الاطفال .. كيف تتكون؟


المزيد.....




- ماذا يحدث في دمشق بعد عملية طرطوس الأمنية؟
- أذربيدجان تقيم يوم حداد وطني غداة مقتل 38 شخصا في حادث تحطم ...
- لقطات جوية لشاطئ دينامو في أنابا بعد كارثة بيئية
- سلطات البوسنة والهرسك تعتقل وزير الأمن
- إغلاق مضيق البوسفور أمام حركة السفن
- -كلاشينكوف- تختبر مسيّرة عسكرية ضاربة
- في اليوم الـ447 للحرب: الرضّع يتجمدون من البرد في غزة واليون ...
- القضاء الإداري يقبل طعن المبادرة ضد إلغاء انتداب موظفة بالمج ...
- -يجب علينا ألا ننتظر ترامب لإتمام الصفقة مع حماس- - هآرتس
- وفد استخباراتي عراقي يزور دمشق للقاء الشرع (صور)


المزيد.....

- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسعد الامارة - الانسان والحرية والطريق الشاق لهما