أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد الزهرة الزبيدي - مفهوم النقد المسرحي بين الفكر والمنهج















المزيد.....

مفهوم النقد المسرحي بين الفكر والمنهج


محمد عبد الزهرة الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 3361 - 2011 / 5 / 10 - 08:46
المحور: الادب والفن
    


مفهوم النقد المسرحي بين الفكر والمنهج
يعدّ العمل المسرحي بمفهومه الدقيق ، الحيز المعرفي الإدراكي الذي تدور في فلكه وتتمحور حوله مناهج النقد ( فالعمل المسرحي – المرئي – أو الأدبي ) هو موضوع النقد ومحوره. فالعمل المسرحي هو التعبير السلوكي و اللفظي عن حالة شعورية عايشها الكاتب أو المؤلف في صورة موحية . فكلمة تعبيرمجسد تصور لنا طبيعة المادة المدروسة وماهيتها. وحالة شعورية تبين لنا مادتها وموضوعها. أما مادة موحية مصورة فهي تحدد لنا شرطه وغايته. فالحالة الشعورية هي العنصر الذي يدفع صاحب العمل المسرحي إلى إنشائه ، ولكنها بذاتها ليست هي العمل الأدبي ، لأنها مادامت مضمرة في النفس لم تظهر في صورة لفظية معينة ، فهي إحساس أو مجرد انفعال ذاتي لا يتحقق به وجود العمل المسرحي .ويشمل التعبير في اللغة كل صورة لفظية ذات دلالة موحية ، بيد أنه لا يصبح عملاً أدبياً أو فنياً إلا حينما يتناول ( تجربة شعورية ) معينة ، على أن ماهية الموضوع لا يحدد طبيعة العمل وحده ، بل يجب أن ينضاف إليها طريقة الانفعال به. فمجرد وصف حقيقة طبيعية ، على سبيل المثال ، وصفاً علمياً أكاديمياً بحتاً لا يمكن عدّه عملاً فنياًً ، مهما كانت صيغة التعبير فصيحة أو بليغة أو مستجمعة لشرائط التعبير المنهجية. أما التعبير عن الانفعال الوجداني بهذه الحقيقة ، فهو الذي يمكن اعتباره عملاً أدبياً أو فنياً ؛ لأنه تصوير لحالة شعورية غنية عايشها مؤلفها بطريقة ما.ولعل معرفتنا بالغاية التي يؤديها ( العمل المسرحي ) أو التي يقصد منه أداؤها ، تضعنا مباشرة مع الغاية التي تضطلع بها مناهج النقد . فالعمل المسرحي لا يقصد به مجرد التعبير عن الحالة الشعورية لصاحبها ، بل رسم صورة لفظية غنية وموحية ومثيرة للانفعال بشكلها المرئي ، وفي الوقت ذاته ،و في نفوس الآخرين. وهو ما يمثل شرط العمل المسرحي وغايته المأمولة. وليست غاية ( العمل الفني ) بالتوازي مع ما سبق إعطاء حقائق عقلية مجردة ، ولا تزويدنا بقضايا فلسفية أو منطقية، ولا شيئاً من هذا القبيل. كما أنه ليس من غايته أن يحقق لنا أغراضاً أخرى تجعله أسير نطاق محدد وقوالب جاهزة. ولا أن يستحيل إلى خطب وعظية في الفضيلة والرذيلة ، ولا عن الكفاح السياسي أو الاجتماعي أو الطبقي ، إلا أن يصبح أحد هذه الموضوعات حالة شعورية خاصة للمؤلف ، تنفعل بها نفسه من داخلها ، فيعبر عنها تعبيراً موحياً مؤثراً. وللنقد المسرحي غايات متعددة تتلخص في تقويم العمل الأدبي ( المكتوب مسرحياً ) من الناحية الفنية ، وبيان قيمته الموضوعية ، وقيمه الشعورية والتعبيرية على الصعيد العياني ( المرئي ) ، وتعيين مكانه ورتبته وحجم الإضافة التي أضافها إلى التراث الأدبي في لغته بوجه خاص، وفي العالم المسرحي برمته بوجه عام.ويمكننا إيجاز هذه الغايات أو الوظائف أولاً: تقييم ( العمل المسرحي ) وتقويمه ، في الوقت ذاته، من الناحية الفنية، وبيان قيمته الموضوعية على قدر الإمكان ، لأن الذاتية في تقدير العمل الأدبي هي أساس الموضوعية فيه. ولعل من العبث بمكان محاولة تجريد الناقد وهو ينظر إلى العمل المسرحي فيقومه من ذوقه الخاص وميوله النفسية ، واستجاباته الذاتية لهذا العمل. وثانياً تعيين مكان العمل المسرحي في خط سير الأدب ومذاهبه ، فمن كمال تقويم العمل المسرحي من الناحية الفنية التعرف إلى مكانه ورتبته في خط سير الأدب الطويل ، وتحديد مدى إضافته النوعية إلى التراث المسرحي على صعيد اللغوي والأدبي في لغته الأم ، والتراث الإنساني الأدبي بوجه عام ، واعتبار مدى الجدة أو التجديد والإبداع الحاصل فيه.وتاتي النقطة الثالثة في تحديد مدى تأثر العمل المسرحي المدروس بمحيطه الأدبي والبيئي ( فولكلورياً ) على حد سواء ، ومدى تأثيره فيه بالمقابل.ورابعاً محاولة تصوير سمات صاحب العمل المسرحي من خلال ما يظهر من كتاباته وأعماله الأدبية ونتاجاته الفنية ، وبيان خصائصه الشعورية والتعبيرية ، والكشف عن العوامل النفسية التي تشاركت في بلورة هذه الأعمال والخصائص ووجهتها هذه الوجهة المعينة ، دون تكلف ولا جزم حاسم. وعلى الرغم من التعدد الكبير الذي تعرفه مناهج النقد ، وفي ضوء تزايد أعدادها وتنوع الجوانب التي تخصها بالدراسة في العمل المسرحي ، وفي ظل تنوع المناهج العلمية والوضعية التي تستند إليها في دراسة العمل الفني وسبر أغواره وبيان خصائصه، إلا أننا في هذه الوريقات سوف نركز على بيان ثلاثة من أهم المناهج التي تشكل عماد ما يعرف بمناهج النقد ، إيماناً منا، بعد استقراء معمق، بإمكانية رد ذلك التنوع الكبير في سرد هذه المناهج إلى تلك المناهج الثلاثة، وانضوائها تحت لوائها. ومن المناهج النقدية ( المنهج الفني) و يقوم هذا المنهج على مواجهة الأثر الأدبي المدروس بالقواعد والأصول الفنية المباشرة ، بحيث يتم النظر في نوع هذا الأثر: قصيدة هو أم أقصوصة أم رواية أم المسرحية أم ترجمة حياة أم خاطرة أم مقالة أم بحث؟ ثم يتم التطرق إلى النظر في قيمته الشعورية التي يؤديها، وقيمه التعبيرية ومدى ما تنطبق على الأصول الفنية لهذا الفن من الأدب. وقد يتم تلخيص خصائص الأديب الفنية ـ التعبيرية والشعورية ـ من خلال أعماله. وحتى يكون التأثر الذاتي للناقد مأمون العاقبة في الحكم ، فإنه لابد أن يسبقه ذوق فني رفيع، يستند إلى موهبة فنية ، والتجارب الشعورية الذاتية ، وإلى الاطلاع الواسع على مأثور الأدب المسرحي . كما يقوم المنهج الفني تالياً على القواعد الفنية الموضوعية ، إذ تتناول القيم الشعورية والتعبيرية للعمل الفني . ولابد في هذا السياق من ألوان وأنماط من التجارب الشعورية تسمح للناقد بالمقايسة عليها . يضاف إليها خبرة لغوية فنية ، وموهبة خاصة في التطبيق ، مع مرونة فائقة تسمح بتقبل الأنماط الجديدة التي قد لا يكون لها نظائر يقاس عليها. اما المنهج التاريخي يحاول مقاربة عدد من القضايا والموضوعات التي تتعلقن على سبيل المثال، بمدى تأثر العمل الأدبي أو كاتبه بالوسط المعيشي والتاريخي لحقبة زمنية ما ، ومدى تأثيره بالمقابل فيه. كما يدرس الأطوار التي مرّ بها فن من فنون الأدب أو لون من ألونه ، أو معرفة مجموعة من الآراء التي أبديت في دراسة عمل أدبي أو في صاحبه ، بغية موازنة هذه الآراء أو الاستدلال بها على لون أو نمط التفكير السائد في عصر من العصور. كما يهتم المنهج التاريخي بجمع خصائص جيل أو أمة في آدابها ، ومقاربة إيجاد صلة بين هذه الخصائص وجملة الظروف والمعطيات التي اكتنفتها. فضلاً عن دراسة تحرير نص ما أو عدد من النصوص من أجل التأكد من صحتها وصحة نسبتها إلى قائلها . وفي اطار اخر نذهب الى المنهج النفسي ويعدّ العنصر النفسي عنصراً أصيلاً وبارزاً في العمل الفني ، وإذا كان المنهج النفسي قد استطاع أن يفسر لنا ( القيم الفنية ) الكامنة في العمل المسرحي وأن نتصور الخصائص الشعورية والتعبيرية لصاحبه ، فإن قسطاً من هذا التصوير والتفسير تتدخل فيه "الملاحظة النفسية"، وهي أشمل من علم النفس. فالخصائص الشعورية مسألة نفسية بالمعنى الشامل، وملاحظتها وتصورها مسألة نفسية كذلك.



#محمد_عبد_الزهرة_الزبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قلب يبعث المطر
- بين ثنائية الجزء والكل .. المسرح لم يخرج من عباءة الدين
- رائد الحركة الموسيقية في العراق : الفنان طارق الشبلي
- الفنان مجيد العلي رائد الحركة الموسيقية في العراق .
- السحر .. الاصل والتكوين في جماليات الفن ؟
- الجمال بين الفن والمجتمع
- الفولكلور والتراث .. جدلية الحضور والغياب
- ماهية الفولكلور ( المأثورات ) - الثقافة الشعبية .
- سلاما ً يا من أنا .. كلي أنت
- قلتها لك ..
- الأمس كان غداً في مسرح البصرة ... حوار مفتوح مع الناقد المسر ...
- المسرح والتعزية الحسينية .. وتصادم الحضارات
- نرجس لكل قلب
- تيارات الجدة التجريبية في المسرح الأوربي
- الجدة التجريبية واثرها في المسرح العربي المعاصر
- صراع الفلسفات في الحركة النقدية المعاصرة
- ِبناء الأيديولوجيات في الفكر المسرحي المعاصر
- التجليات الجمالية للمضامين في المسرح السياسي
- جماليات الأستجابة في دائرة الطباشير القوقازية ..( برتولد بري ...
- فؤاد التكرلي ..وفلسفة اللامعقول في الفكر المعاصر


المزيد.....




- وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص ...
- شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح ...
- فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...
- افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب ...
- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد الزهرة الزبيدي - مفهوم النقد المسرحي بين الفكر والمنهج