فساد المثقف

عوني حدادين

الحوار المتمدن-العدد: 3360 - 2011 / 5 / 9 - 22:02
المحور: كتابات ساخرة
    

فساد المثقف

لا اذكر من قال.. ان عظمة اي شعب تكمن في ما يملك من شعراء
ومثقفين وادباء وكتاب وفنانين .........

فالمثقف الحقيقي هو القابض على الجمر والذي يتحمل تبعات موقفه النابع من مسؤوليته

الاخلاقية تجاه المجتمع و دوره التنويري والمنحاز دائما للفقراء والحريات والحق والحقيقة والعدالة

ففي عالمنا العربي نجد ان بعض المثقفين هم من صنعوا اركان الاستبداد واصبح البعض يفتقد

احترام الناس والمجتمع مما ادى لانحطاط فكري في سلوكيات المثقف فقدت فيهم الثقة لقيادة المجتمع

وما نشاهده من ثورات شبابية ... اصبح المثقف فيها متفرجا ومصدوما ومبهورا او راكب لموجتها ...

فعندما يكتب صحفي ومثقف بيان او مقال للسجين خالد شاهين المحكوم بقضية فساد

في الاردن فهذا فساد للمثقف وتثبيت لاقدام الفاسدين اوالمشاركة في صنع الفساد والاستبداد ؟

..وان يروج مجموعة من الكتاب

وفى يوم واحد وكل فى عاموده اليومي لسياسة الحكومة او لوزير (مزنوق ) او متورط

فى قضية ما او دفاع عنه فهذا تزلف وفساد

وان يكون مجلس النواب .. وهم نخبة من المجتمع اخر من يعلم بما يقترفه المسؤول من فساد او استبداد

فهذه خيانة للناخب الذي سلمه حياته وحياة اطفاله ؟

وان يمتدح شاعرا عربيا الرئيس.. ويوصفه انه الرب ..فهذا فساد و استهتار وابتذال؟

وان يرفع مذيع تلفزيوني مثقف (الرشاش) على الشاشة تاييدا للرئيس والاستبداد

فهذا هو الانحطاط الاخلاقي والثقافي

وان يخرج علينا مثقف ويقول ان التاريخ لم يشهد ولادة عبقريا وملهما كما القذافي فهذا

هو الجنون و لم يسبق ان شهد التاريخ هكذا جنون ؟

وان (يدبك او يسحج ) نقيب الفنانيين امام مجلس الشعب السوري تحية وتاييدا للرئيس

فهذا استخفاف واستهتارا ورزالة وانحطاط وشذوذ ومشاركة في دحية وجوقة الفساد ؟؟؟

وان تصل حالة المثقف العربي الى متسول للحصول على اكراميات هنا وهناك

من الرؤساء والملوك ويتسابق البعض على الاكثر نفاقا وابتذالا فهذه خيانة

. لشرف الفكر والمهنة وتثبيت اركان الفساد ....

وعلينا ان نعترف وفى نقد ذاتي ان هناك مثقفيين شاركوا بقصد او بدون بستفحال ظاهرة الفساد

وندفع ثمنها الان فقر او فوضي وتدخل اجنبي وحرب لا نعلم نهايتها

اما من دفعا حياته ثمن لمواقفه الوطنية من فقر وقهر وملاحقة واعتقال واغتراب عن وطنه

فهولاء هم وقود الحراك الشعبي العربي الان ...وعلينا ان نرفع لهم القبعات عاليا

#عوني_حدادين (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات