|
اللبراليون الجدد والقدماء- لو خلتْ منهم لانقلبتْ
حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)
الحوار المتمدن-العدد: 1002 - 2004 / 10 / 30 - 12:47
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لم تكن الجاهلية بهذه البشاعة و الدموية مثلما يصّورها فقهاء الظلام ، و لم يكن في العرب ترتكب جرائم بحق الإنسانية ، ويتم تيريرها و التنظير لها مثلما نرى و نسمع في عصرنا . لم يكن العرب في الجزيرة العربية يقدمون على ارتكاب عمليات القتل في الأشهر الحرم مثلما يفعل حراس بوابات الظلام في العراق فرغم قساوة الحياة الصحراوية سن ّ " الداهليون" قوانين لخير الناس و البشرية مثل " حلف الفضول" لأحقاق الحق و الدفاع عمن ليست لهم سلطة و حول في نيل حقوقهم ، و عقدوا اتفاقيات سلام و تفاهم مع الشعوب و الكيانات التي جاورتهم . كانوا يلتزمون بالمعاهدات و يفون بالعهود. لكن فقهاء الظلام، كما عهدناهم ، يبالغون في تقبيح فترة ما قبل الاسلام لتسويق بضاعتهم النتنة في عصر اتفقت البشرية فيه على اجتثاث جذور الإرهاب و العنصرية و العدوان على كرامة الإنسان . البراليون القدماء الشرفاء كانوا يقفون وراء كل القوانين و التقاليد التي أدت إلى استتباب الأمن والسلام في المجتمع المكي و الجزيرة العربية . و كان هناك دوما شرفاء في عصور الإسلام يقفون ضد الإستبداد والظلم الإجتماعي و العبودية، و قد تعرضوا في هذا السبيل إلى التعذيب و السلخ و الجز و أبشع عمليات القتل و الإرهاب. إن عصور الظلام التي استمرت لقرون عديدة في منطقتنا كانت بسبب عدم انتظام الأحرار في جبهة ثقافية و سياسية للوقوف بوجه المستبدين ، و انعدام الدعم و المساندة من الخيّرين خارج بلدانهم. فالأشرار بسطوا سلطانهم على الدنيا ، و كانوا يفسدون في الأرض بدون وازع اخلاقي أو مادي ، يبرر لهم وعاظ السلاطين و شعراء الكذب والنفاق كل جرائمهم ، و استبدادهم ، بحجة درء" العدو الصهيوني" و " المجوسي" ، و حماية بوابات الأمة الشرقية و الغربية و الشمالية و الجنوبية. اللبراليون العرب الجدد لا يريدون أن يسكتوا عما ينتاب شعوب العالم العربي من أمراض ، و ما ينخر في شعوبنا من فساد على يد الحكام الفاسدين البيدوفيل و فقهائهم الفاسدين و المفسدين ، و لا يريدون أن يتحولوا إلى شياطين خرساء . اللبراليون يوجهون خطابهم إلى المثقفين العرب و يرينهم أن القومية ليست مبعث فخر ، و أنها تجرد الإنسان من إنسانيته ، و تستخدم دائما من قبل مجرمين و جشعين لتحقيق مآربهم الدنيئة ، و استغلال الانسان أبشع استغلال و بث الفرقة و الشقاق بين البشر . ليتأمل المرء و يفكر ما الذي يربط العفالقة البعثيين و القوميين أدعياء العلمانية و التمدن بالإرهابيين ..في وقت اهدر الإسلاميون دم العلمانيين و كل من يختلف عنهم في التفكير و الحياة كانوا متفقين و متفاهمين دوما مع العفالقة العروبيين ، سواء كانوا يمسكون بسلطاتهم الظلامية ، أو جردوا منها مثلما الحالة بعد سقوط النظام البعثي و القومي في العراق . لذا أضم صوتي إلى أصوات اللبراليين العرب الجدد ، وأناشد كل المثقفين الأحرار للتوقيع على بيانهم العظيم في سبيل ملاحقة قوى الشر و الظلام من حكام قتلة و رجعيين و فقهائهم الأراذل من رجال دين وشعراء الكذب والنفاق . لإني مع هؤلاء الأحرار الشرفاء في سبيل إزالة أسباب الكراهية و العنصرية و الحروب الدينية و الأهلية . سأناضل معهم من أجل تقديم شيوخ الافتاء الدموي و التكفير إلى محاكم عادلة لينالوا جزاءهم. ناضلوا أيها الشرفاء مع اللبراليين في سبيل إزالة " محاكم التفتيش " العروبية و رميها في مزبلة التناريخ. نعم ، لنناضل في سبيل حل كل قضايانا بروح الأخوة و القيم الإنسانية السامية ، و ألا يعيش أي فرد في خوف و خشية فيما يفكر و يقول و يكتب. نناضل معا في سبيل نظام علماني يفصل الدين عن الدولة ، و يضمن العيش الكريم للفرد و يحترم كرامة الإنسان ، و يمنحه الحريات الشخصية و الدينية و الإجتماعية و يحميها، ويحقق المساواة للمرأة و إشراكها بفعالية في الحياة السياسية و الاجتماعية .. و إلى أمام ! لنقوٍّ الجبهة اللبرالية العلمانية ليكون لها وزنها وتأثيرها القوي ، ، في كل الميادين ، و سحب البساط من تحت أقدام القوميين و الإرهابيين الإسلاميين. و رميهم في مزابل التاريخ
#حميد_كشكولي (هاشتاغ)
Hamid_Kashkoli#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تشومسكي - المهاجم الذي لا يحسن الدفاع
-
المستفيدون من عدم قبول تركيا في الإتحاد الأوروبي
-
شتّان بين التعاليم الدينية و سلوكيات شعب العراق السمحاء
-
لماذا تراجعت الثقافة التقدمية و التحررية في العراق؟
-
شفاه الموت
-
بين المادة التاسعة من القانون الأساسي في العهد الملكي و الما
...
-
الأديب السويدي المنتحر ستيغ داغرمان و حفرياته في النفس الإنس
...
-
الحياة مثل العشب
-
صلاح الدين و صدام
-
أحلام خضراء تخضب خطواتي
-
الشرق و الغرب التقيا في اسطنبول قلبيا
-
عربدة مقتدى زوبعة في فنجان
-
في المربد عرس واوية حقيقي
-
العفاف الإسلامي المغلوط
-
مراهنة خاسرة على الأخلاق
-
في الخيال الشعري
-
فوق شاهدة ضريحك اخضرّت أحلامي
-
ثياب الامبراطور بوش
-
لا تقولي في القرآن برأيك ، يا بلقيس !
-
مد وجزر
المزيد.....
-
-حزب الله- يصدر بيانا عن حصيلة لقتلى ومصابي الجيش الإسرائيلي
...
-
انفجارات ضخمة في بيروت بعد صدور أمر إخلاء من قبل الجيش الإسر
...
-
طائرة عسكرية تعيد 97 شخصًا من لبنان إلى كوريا الجنوبية
-
أوكرانيا تُسقط طائرة حربية وروسيا تدعي سيطرتها على قرية في م
...
-
مواجهات عنيفة في وسط الهند: مقتل 31 مسلحا ماويا في اشتباكات
...
-
فرنسا تنظر في طلب إفراج مشروط عن أقدم سجين عربي في العالم (ص
...
-
ترامب يعود إلى بنسلفانيا حيث تعرض لأول محاولة اغتيال
-
غارات إسرائيلية على منطقة القصير بريف حمص عند الحدود السورية
...
-
عشرات القتلى والجرحى وقصف غير مسبوق.. تحديث الوضع الميداني ف
...
-
كاميرا RT ترصد معاناة ذوي الإعاقة داخل خيام النزوح والمستشفي
...
المزيد.....
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
المزيد.....
|