توفيق الحاج
الحوار المتمدن-العدد: 1002 - 2004 / 10 / 30 - 05:49
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
من السخف مطالبة الإدارة الأمريكية بنظرة حيادية منصفة قبل و أثناء وبعد الانتخابات التي لم يتبق اجرائها سوى ثلاثة ايام فقط ،والأكثر سخافة توقع أي موقف إيجابي ومتوازن تجاه الفلسطينيين والعرب من بوش و كيري مع اختلاف لون الطلاء بينهما.
المرشحان لرئاسة أمريكا القادمة يزايدان على الإخلاص والولاء التام لمصالح إسرائيل ،ومستعدان لخلع سرواليهما من أجل الصوت اليهودي المهيمن والمؤثر،ولا مجال للحديث عن النزاهة والإنسانية والشفافية في ظل حسابات الفوز بمقعد الرئاسة ،هذا بغض النظر عن متانة وعمق الروابط الاسرائيكية منذ عشرات السنين .
* * *
المثير للغيظ هو تواضع وتفتت الصوت الإسلامي والعربي بين مصالح و أهواء لا تخدم المصالح العربية والإسلامية وكأنة حمل معه الى المهجر لعنة البسوس وأمراض الوطن.
بعضنا يحاول أن يستجير من رعونة بوش ببلادة كيري
فكيري هذا لم يستجب حتى اللحظة لبادرات الغزل العربي العفيف وكأنه يفضل تقبيل حذاء أقبح غانية يهودية علىا الاقتراب من أبهى لحية عربية أو إسلامية مهما تخضبت بالعطر والبريانتين .
وبوش وصل إلى قناعة مفادها أنه قادر وفي أي لحظة على اقتياد قطيع الجواميس الحاكمة في العالم العربي والإسلامي بأقل تكلفة وجهد
إلى حيث يشاء من حظائره الممتدة من اليابان شرقا وحتى الأطلسي غربا وقادر أيضا على ترويض النمور المارقة او تصفيتها رغم ما يعانيه من طفح جلدي اسمه "ابن لادن"
* * *
بوش وكيري ان اختلفا ..يتفقان على إسرائيل وموقفيهما وربما يكونان اكثر بابوية من البابا فلامانع لديهما من بناء المزيد من المستوطنات والاستمرار في بناء الجدار ولو على رقاب الفلسطينيين ولامانع لديهما أيضا من استقبال الجواسيس إسرائيل المعتمدين وغير المعتمدين كرؤساء الدول ومستعدين أيضا لقصف سورية ولبنان في أي وقت تشاء إسرائيل
بوش وكيري يبدوان ناطقان رسميان مطيعان لشار ون الذي يجد حرجا في المفاضلة بين حبيبين مخلصين يتفانيان من أجل إسرائيل ومصالحها .
* * *
الساسة العرب والفلسطينيون يفتحون أفواههم بلها وكأنهم يفاجأون للتو بانحياز بوش وكيري ويفاضلون بين الاثنين بميزان الذهب..كمن يفاضل بين الحنظل وزيت الخروع أو بين كلبين أعورين..!!
وقديما سألوا حكيما أي تفضل حاكم مجرب ظلمه ام حاكم مغيب عدله..؟!!
فأشار إلى نعليه..وابتسم .
*شاعر وكاتب فلسطيني
#توفيق_الحاج (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟