أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - سعاد أبو ختلة - العالم الافتراضي .. حيوات أخرى














المزيد.....


العالم الافتراضي .. حيوات أخرى


سعاد أبو ختلة

الحوار المتمدن-العدد: 3360 - 2011 / 5 / 9 - 09:00
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


كنا نتندر عن فتور عالم الغرب وكيف يرسل الابن لوالديه برقية تهنئة بالعيد بينما يقضيه بعيداً وإذا بنا تسرقنا الهوة الرقمية ف sms تكفي للمعايدة أو ومضة على صفحة الموقع الاجتماعي تقول مرحبا ما زلنا نتذكركم ..ونمضي لحياتنا نتوه في تفاصيلها .. وتمضي الرسائل في كومة المسودات وتضيع ... كأن لم تكن فلا شيء ملموس .. خط يد من نحب .. رائحته التي تعبق الرسالة ونحن نستشعر أنها جزء منه نحتفظ بها في صندوق الأشياء الثمينة نفتحه كلما غالبنا الشوق ونقرأ مرة أخرى كأننا نقرأ للمرة الأولى .. و تصبح من تفاصيل الحياة بل من أدق تفاصيلها ويعلم المحيطون بك أن هذا وقتك مع من تحب .. وقد يكون أسوأ ما يمكن أن يقال عن هذه التقنيات أن جعلتني أمارس الكتابة الالكترونية فبالكاد أمسك القلم لأدون بعض الأشياء لكن الأجهزة المحمولة جعلت الحياة أسهل .. تستخدم جهاز الهاتف النقال لتدوين ملاحظات سريعة لتعود لها .. جدول المواعيد باليوم والساعة ، أسماء وأرقام و تستطيع التقاط صور وتسجيل حوار والتمتع بحياة الرفاهية وأنت تقتنص لحظات سعادة أطفالك ليكون لديك برنامجاً خاصاً من أجمل لقطات الفيديو ا( Best home videos ) ميكنة الحياة له ايجابيات كثيرة وخطورة سلبياته أنها تتعلق بالعواطف وحساسيتها .. وأعتقد أن أجمل ما في البشر رهافة الحس وفيض المشاعر وهى ان اختزلت أصبح الإنسان آلة ...
الحديث عن التكنولوجيا الحديثة شائك فهي متغلغلة في صميم أعمالنا وأنشطتنا لكنها أيضاً تسلبنا الخصوصية وتعطينا حرية زائفة .. تجعلنا نعيش ضمن العالم الافتراضي والتعاطي مع كم هائل من المعلومات الغير مقننة .. وتحضرني صورة في مسلسل كرتوني للأطفال حول عالم الديجتال حيث يتحول الطفل لرقم يسبح في منظومة الأرقام ليفك الشيفرة ويقضي على الفيروسات التي تسيطر على النظام .. أطفال ديجتال .. مشاعر ديجتال والأشد مأساة أن يصبح هذا العالم احد ميكانزمات الدفاع عن النفس .. أحلام اليقظة أحد هذ الميكانزمات اتهمت بأنها سبب العديد من الأمراض النفسية التي قد تواجه الفرد من فصام وأمراض نفسية أخرى فكيف يكون نفي الذات في عالم افتراضي .. اسم مختلف .. صورة مغايرة .. زمان ومكان آخرين و الأكثر أهمية ما يدعيه أو تدعيه .. الغوص في عالم من تجميل الذات الكاذب في أحيان كثيرة أو مساحة شاسعة من الحرية في ظل كبت أبوي ، مجتمعي يمارس على الفتيات والشباب معاً فيعبرون عما يجول بخواطرهم دون رقيب أو حسيب وتظهر الأنا المكبوتة بهدوء جميل أو صخب مرير فنجد بعضهم ينفعل شاتماً ومتمرداً في مفردات صارخة ... يعيش عالماً آخر هو سيده أو سيدته ما يريدون هو ما يفعلون ... وهو لا يغني عن الواقع فهو عائد ليمارس حياة البشر دراسة عمل زواج وعائلة ... وان لم يستطع أن يتأقلم جيداً سيخسر حياته وربما يقع العبء الأكبر على الوالدين الذين يجب أن يخلقوا حلقة من التواصل والحوار مع أبنائهم يطلعوهم على كل شيء مع التأكيد على مميزات وسيئات كل أمر وكيف نوظف التطور لخدمتنا وليس لإنهاكنا وهلاكنا ..
المواقع الاجتماعية الكثيرة على الانترنت والقرية الصغيرة التي أصبحت تنتقل فيها الأخبار سريعاً .. كل يدلي بدلوه .. وفي لمحة سريعة تعرف أخبار كل من تعرف .. وتقرأ سعادته أو حزنه ... إحباطه أو ألمه .. وهو شيء جميل أن تفرغ بشكل آني طالماً أنك صادق مع ذاتك و متصالح معها وتشعر بالرضا عن نفسك وعما تعمل .. فالصدق مع النفس هو منارة الإبحار في العالم الافتراضي فلا تزيغ بك المركب ولا تنهشك أسماك القرش .. ونعرف كلنا أن هناك من لم يتصالح مع نفسه فيبحث عن شخصية أخرى يتقمصها .. أسم آخر .. صورة تعبر عن مكنونات الرغبة الدفينة .. ادعاءات وأكاذيب .. صداقات واهية كاذبة .. لكن الخطير في الموضوع أن يقع في شباكهم فتيات أو شباب في مقتبل العمر يتمنون أن يعيشوا حالة حب ... قرأت مقالاً لكاتبة مصرية حول العلاقات العاطفية على الانترنت وكيف يجد الشاب أو الفتاة من يبحثون عنه .. إنسان يفهمه ويحس به يفرح بالحديث معه و تحدثت مطولاً حول روعة هذا الإحساس واللهفة التي تغلف الاثنين للقاء مستحيل .. وأتساءل لماذا مستحيل ..؟؟!! المكان لا يشكل عائقاً .. ما يشكل العائق هو كم الكذب ففي اعتقادي أن الطرف الآخر متمرس أو متمرسة وما يتم تناقله هو صدى الصوت ..ما تحب يعاد لك وهو لا يمثل حقيقة الآخر الذي قد يكون لرجل هرم دون أن يعيش حالة حب .. امرأة تعاني كبتاً عاطفياً أو حرماناً لا تملك الحديث عنه علنا فتعود لفترة الصبا في محاولة بائسة لإعادة عقارب الساعة لكن هيهات .. وهو أمر يمكن التربص به .. في خصوصية وضعنا الفلسطيني لن أنفي تربص العدو والمقولة الشائعة إذا عرفت من صدقك حقيقة فمن كذبك عرفت ألف حقيقة .. وقد يكون هؤلاء لقمة سائغة لإسقاطهم واستغلالهم ..
عالم من المعلومات المترادفة والمتضادة .. برامج ، نصائح في كل ما يخطر على بال أحد وفي أمور لا يصرح بها تجد طريقها سائغاً و معقولاً ..مساحات من البوح الفاجر أحياناً .. صخب إعلامي .. مدونات تقول بوجهة نظر كاتبيها تكفر كل من خالفها .. غرور ، سطحية ، كتابات هادفة جميلة تجعلك تعيش روعة المفردة .. مواقع للطفل ، للأسرة .. شؤون المنازل وكافة المرافق .. آراء متناقضة ، مساحات للحوار والمعرفة .. إطلالة على العالم لكنها سريعة تصيب العقل بالغثيان ..تتوه المعلومات وتتراكم و نكتشف أنها ثقافة الومضات كما اختزلت الsms الرسائل و المشاعر اختزلت الشاشة العنكبوتية الثقافة والمعرفة ليصبح لدينا فئة من المثقفين الذين يملكون البعض من بعض المعرفة .. مثقفو الانترنت



#سعاد_أبو_ختلة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- القبض على -سفاح صيدنايا- ومقتل شجاع العلي في سوريا
- زيارة مثيرة للجدل: رئيس المخابرات العراقية يلتقي أحمد الشرع ...
- ماذا نعرف عن تعيينات الحكومة الانتقالية السورية الجديدة؟
- حقائب مهجورة وزجاج على الأرض.. هكذا بدا مطار صنعاء الدولي بع ...
- بولندا تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي والتركيز على ا ...
- الدرك المغربي يداهم قرية ويحرر 19 شخصا كانوا محتجزين في ظروف ...
- شولتس يعلن اتفاقه مع ترامب على تنسيق المواقف بشأن النزاع في ...
- ريابكوف: موسكو ترى مؤشرات على انطلاق سباق تسلح جديد بالفعل
- الحوثيون يقصفون مجددا مطار بن غوريون
- أوروبا 2024.. هزيمة استراتيجية التصعيد


المزيد.....

- Express To Impress عبر لتؤثر / محمد عبد الكريم يوسف
- التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق / محمد عبد الكريم يوسف
- Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية / محمد عبد الكريم يوسف
- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - سعاد أبو ختلة - العالم الافتراضي .. حيوات أخرى