ظلمناك يا تروتسكي

زيد محمود علي
(Zaid Mahmud)

الحوار المتمدن-العدد: 3360 - 2011 / 5 / 9 - 02:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية

كنت هارب ومطارد واكتب في ادبيات الحزب الشيوعي العراقي ، حزب كان ذو سمعة يخافه الاصلاء والمبدئيين ، هذا الحزب أعطى شهداء كثيرين على درب الحرية ومن أجل خلاصة مصير الأنسان ، في سنوات السبعينات ، كنت اجلب صحف فلسطينية غير مقبولة من قبل النظام آنذاك مثل مجلة الحرية والهدف والقاعدة وغيرها من الصحف ، تم اعتقالي عدة مرات ولكن لم نهتم كنا مستمرين من أجل اليسار والفكر اليساري ، كنا في اربيل نفتخر حينما يسألنا البعض هل انتم يساريين كنا نقول نعم ... اكيد وهكذا وكنا مثقفين معروفين في محافة اربيل أي مثقفين يساريين ، وكانت في سنوات الثمانينات مفارز الحزب الشيوعي العراقي في القرى القريبة من مركز المحافظة ، وفي احدى الأيام من عام 1985 التقيت أحدى المفارز العسكرية للحزب الشيوعي ،في هذه المناسبة التقيت احد المسؤليين العسكريين وهو( أبو احلام) حينما رأني قال بعصبية ، هل تعرف رفيقي انت وعباس اراد ت قيادة الحزب اصدار قرار بأعدامكم لانكم تمثلون الخط ( التروتسكي ) وحرّفتم الشباب في تعاملهم معنا وخاصة المراهقين ، قلت له هل نحن لنا تأثيرنا على جيل كامل في اربيل ، قال نعم لكم تأثيراتكم ، قلت له انتم تعتمدون على التقارير اولا" وثانيا" نحن ماركسيين مستقليين دون أن نلتزم بأحد وفي تلك الفترة كانت التروتسكية كلمة مكروهة حينما تطلق على أحد فقل عميل امريكي ولا تقل تروتسكي ، لكن التروتسكية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي ظهرت ايجابيتها وكانت النظرية الصحيحة في تصدير الثورة الى الخارج ، وهكذا جيل كامل ظلم هذا المناضل وهو تروتسكي ، الذي قتل على أيدى عناصر مرسلة من قبل جوزيف ستالين ،وهكذا فأن تقييم الأخوة في الحزب الشيوعي لم يكن منصف لنا رغم تعاطفنا معهم ، كم كان دور للحزب في المحافظة حيث انشأ وربى على اساليب الحزبية ومؤسساتها لكننا ثقفنا البعض على الفكر والتطبع على الأخلاقية الماركسية ، ونكران الذات والتضحية من أجل الانسانية ، وهكذا ظلت مثل هذه الأحداث في المخيلة واتذكر الكتا ب لتروتسكي كنت اطالعه ( الثورة المغدورة ) الذي يتحدث عن ثورة اكتوبر واجهاض الثورة واعتقد أن توقعات الرجل القائد ظهرت في القرن الواحد والعشرين ، وأن أنهيار الاتحاد السوفيتي كان حتميا" لتراكم الأخطاء التاريخية أضافة الى تحول الطبقات الحزبية الى الطبقة البيروقراطية ، وابسط مثال كان الاتحاد السوفيتي لديه معاهده ستراتيجية مع النظام العراقي سنوات السبعينات وفي نفس الوقت الحزب الشيوعي داخل المعتقلات ، لم تهمه مسألتهم بقدر ماكانت تهمه مصالحه .. واؤكد هنا اننا جميعا" ظلمنا تروتسكي صاحب نظرية تصدير الثورة الى الخارج .....

زيد محمود علي – كاتب وصحفي من أقليم كوردستان

#زيد_محمود_علي (هاشتاغ) Zaid_Mahmud#

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات