|
ياسمين هندي
لنا عبد الرحمن
الحوار المتمدن-العدد: 1002 - 2004 / 10 / 30 - 04:03
المحور:
الادب والفن
فُتنة قالت له:"لماذا لم تخبرني أن شجرة الفُتنة موجودة قرب منزلك،انت تعرف انني أبحث عنها منذ اتيت الي هذه المدينة•أكد لها أنها مخطئة تماما ،وان الشجزة التي تبحث عنها غير موجودة ،غضبت ،ثم طلبت منه أن يرافقها لتريه الشجرة ،لكنه سحبها من يدها،أخذها الي السيارة ليطوف بها في شوارع المدينة• قالت "أحب هذه المدينة،لانها تشبه مدينتي• قال:ربما لان المدن البحرية تتشابه• قف حالا،طلبت منه الوقوف فجأة،ثم فتحت زجاج النافذة لتشتري عقدا من ولد يبيع الفل والياسمين،ناولته المال ،وأغلقت زجاج النافذة،وقالت له"هذه هي الفتنة " قال:هذا ياسمين هندي،لكن الولد خدعك لانه يرشه بعطر مزيف ويبيعه للناس " قالت:"أخبرتك ان شجرة الفتنة موجودة قرب منزلك" أراد أن يقول لها"سأعود بك الي هناك،،لكن ••••أستبقين معي؟" عروس البحر قالت له وهما يسيران علي الشاطئ "هل تعرف انني أؤمن بحكايا عروس البحر" لم يجب،كيف سيقول لها "انت ساذجة" لكنها تابعت،أنا أؤمن بها كما تؤمن انت أن النبي موسي شق بعصاه اليم ،وأغرق في البحر فرعون وجنوده" كم ترهقه احيانا ،لكنه ظل منصتا لها• "منذ تلك الليلة التي كنت أقف فيها علي شاطئ البحر مساء رأيتها،ليس كما أخبرونا عنها،كانت مرهقة جدا ،أتعبها العوم نحو الشاطئ لملاقاتي ،لوحت لي بيدها،لوحت لها بيدي،أقتربت خطوات من االبحر،حافية القدمين،يا له من إحساس رائع،،غمرتني المياه حتي ركبتي،،بانت لي من جديد،أشارت علي بالانتظار،ثم أختفت،لحظات قليلة ثم عادت وفي يدها كتاب كبير وضخم ،ناولتني إياه وهي تبتعد قائلة"هذا لك" حركتها هادئة ،تحاول أن لا تضرب الماء بزيلها،كي لا يصل رزاز الملوحة الي وجهي،أخذت كتابي وابتعدت، أتدري لقد كان الكتاب بأوراق بيضاء خالية من الكلمات قلب في المحيط "دعنا نفترق وأنا أحبك" أخبرته أن هذه العبارة كتبتها ثلاث مرات في أزمنة مختلفة،لتبدأبها قصة قصيرة ،لكنها لم تكتمل،ثم قالت له وهي تشير بيدها نحو الماء:"هل تدري أن قلبي هناك ،لقد سرقته مني عروس البحر،وهربت ،منذ سرقته وأنا أسافر من بحر الي بحر، ومن محيط الي محيط بحثا عنها،خدعتني واستبدلت قلبي بكتاب فارغ لأملا بكلماتي صفحاته• ضحكت بمرح ،ثم سحبته من جديد لعالمها الارضي قائلة"اليوم ذهبت الي حمام النساء ،انها تجربة مثيرة قمت بها في هذه المدينة،عرفت الان كيف رسم المستشرقين لوحاتهم،أجساد النساء توحي بكثير من الحكايا المدفونة في المخيلة،آعرف انه ليس بإمكانك مشاهدة ما شاهدته أنا حتي علي الشاطئ الاوروبي ،هناك فرق بين عري الحمام وعري الشمس ،ليت بإمكاني الرسم ،لكنت رسمت كل إمرأة وهي تحيا مع جسدها فقط ،مشغولة عن سائر الاجساد ،أتدري لقد أحببت جسدي ،للمرة الاولي أعترف بوجوده جهرا،وأتصالح معه،أحسست أنه بحاجة للحب والعطر،بحثت بين أغراضي عن زجاجة الياسمين ،أين هي ؟أين أختفت؟لم أجدها• ماذا تقول هذه الفتاة هذه هي جنية البحر• جمرة عطر كيف وقعت تحت تأثير سحرها الي هذا الحد؟يا لهذياني وأنا أشم عطرها،دوخني تماما،يكفي أن يكون أسمها"أمراة"لتجعلني أتخلي عن كل ما أملك من أجلها• أكملت له الحكاية هامسة "بعد عبوري بوابة المحل الفخم،أدركت أنها المرة الاولي التي أندفع فيها بتهور لاستنزف كل ما في جيوبي فداء زجاجة عطر•نظرات المتسولة التي كانت تستجديني قبل دخول المحل لسعتني وهي تحدق في حقيبتي ،هناك جمرة مغلفة تكويني ،فكيف أنفق كل ما معي في سبيل رشات عطر باذخ ،وهناك من يتضور بؤسا ،لا اعرف كيف؟ شوكولا بالبندق طلبت منه شوكولا بالبندق،قال لها أنه لا يستطيع أن يحضرها الان،غضبت منه،فتحت باب السيارة،ورحلت• وضع قلمه جانبا،أحس بالجوع يلاحقه،،قام الي المطبخ،أضاء النور ،إختلطت في أنفه روائح عدة، تبخرت رائحة الياسمين،الاطباق في الحوض غير مغسولة،وعلي الطاولة صحون تحتوي بقايا أطعمة،فتح الثلاجة ،نظر الي محتوياتها،صحن جبن ،بيضتين،حبتين طماطم،خيارة جافة،علبة مربي فيها ملعقة او ملعقتين تحتفظ بها زوجته لابنه الصغير،غادر المطبخ ،دخل الي حجرة النوم،وجد زوجته ممددة علي سريرهما وبجانبها الطفلين،لا مكان له إذن ،عليه النوم في سرير الاطفال،لكن قبل ذلك عاد الي الصالون ليطفئ النور الجانبي،أوراقه كانت مفرودة علي الطاولة الصغيرة ،أمسكها بين يديه ،نظر اليها باستخفاف،ثم تمتم في سره وهو يمزقها"يا لي من كاذب ،ويا لها من حكاية سخيفة"
#لنا_عبد_الرحمن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قصة قصيرة-عشق آباد
-
قصة قصيرة-موت الحواس
المزيد.....
-
رشيد مشهراوي: السينما وطن لا يستطيع أحد احتلاله بالنسبة للفل
...
-
-هاري-الأمير المفقود-.. وثائقي جديد يثير الجدل قبل عرضه في أ
...
-
-جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
-
-هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
-
عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا
...
-
-أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب
...
-
الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى
...
-
رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
-
-ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
-
-قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|