|
القذافى روائى و أديب
محمد مراجع العزومى
الحوار المتمدن-العدد: 3358 - 2011 / 5 / 7 - 14:39
المحور:
كتابات ساخرة
كنت أتخيل أن تأتى مركبات فضائيه تحمل عليها كائنات و هميه ، و تخطفنى من أمام منزلى عبر بقعة الضوء الساقطه من قعر إحدى هذه المركبات لتحملنى إلى المجهول ،، لكن ما لم أكن أتخيله بأن يأتى شخص مثل القذافى ، ليجعلنى أضحك بعين و أبكى بأخرى ، أنسى فرحة ثوره ، لأنعى هم أُخرى ، و كأن لى طفل يتلقى كل يوم طعنه ، و أنا أشاهد ، عاجز ، مُقيد بحدود الزمان و المكان .
حتى هذه اللحظه لازلت عاجز عن تفسير ذلك النظام الأسود الذى حكم شعباً بكتابٍ أخضر ، أشهر ما قيل عنه على لسان هنيبعل نجل القذافى " إن تمسكت الأمم بكتاب أبى ، فهم فى رباط إلى يوم القيامه ، و إن ولوا عنه ، ولى الله عنه وجهه يوم القيامه " تلك المقوله التى دفعت البعض للسخريه من هذا الكتاب و أطلقوا عليه إسم الكتاب الأخضر المُقدس .
بغض النظر عن الجدل الذى أُثير حول ما قاله هنيبعل عن كتاب أبيه ، مضمون الكتاب كان أكثر جدلاً ، لما به من أمور غير منطقيه لشخص غير عقلانى فقال عن الديموقراطيه و التعدديه الحزبيه : المجالس النيابية تمثيل خادع للشعب ، النظام النيابي حل تلفيقى لمشكلة الديموقراطية ، فالمجالس حاجزا شرعيا بين الشعوب وممارسة السلطة ، حيث عزلت الجماهير عن ممارسة السياسة وإحتكرت السيادة لنفسها ، أما الاستفتاء فهو تدجيل على الديموقراطية ، فالذين يقولون " نعم " لم يعبروا عن ارادتهم ، والذين قالو " لا " لم يعبروا عن ارادتهم ، بل ألجموا بحكم مفهوم الديموقراطية الحديثة ، أما الاحزاب ، فمن تحزب خان ، الحزب هو الديكتاتورية العصرية ، وأداة الحكم الديكتاتورية الحديثة ، فهو حكم الجزء للكل ، وهو يضفى ديموقراطية مظهرية .......!
فوجئ العالم بنظرية القذافى السياسيه الثالثه ، بعد النظريه الإشتراكيه و النظريه الرأس ماليه ، ليعلن هو عن النظريه الليبراليه الخضراء ، مؤكداً بأنها النظريه الوحيده التى ستحقق الديموقراطيه فى العالم .
لم يتكلم القذافى فى كتابه عن السياسه فقط ، بل تطرق للحديث عن المرأه و ما تواجهه من مشكلات ، و حاول أن يجد لها حلولاً ، فحول المرأة يقول القذافى فيما يقول : الرجل ذكر و المرأه أنثى ، ثم يخوض فى الفروق بين الأثنين فسيولوجياً ليرسخ ضرورة وجود فارق بين الرجل و المرأه و هو ما نفاه بنفسه فى مقدمة ذات الموضوع .
جُملة ما سبق مقدمه للقارئ حتى يستطيع أن يتقبل القذافى كروائى و أديب ، دون أن يُصاب بصدمه ، فكانت أولى أعماله * المدينه * هذا العمل العبقرى الذى ناقش فيه قضايا المدينه بأسلوب روائى عظيم فكتب : المدينه من قديم الزمان ما بالك الأن هى كابوس الحياة و ليست بهجتها كما يظن البعض ، لو كانت بهجة كانت صممت أصلاً لذلك ، لكن المدينه لم تؤسس للسرور أو المتعه أو البهجه أبداً.. المدينه حشر معيشى ، وجدت الناس فيه نفسها بالضروره ..... ثم يستغرق القذافى فى كتاباته حتى إستوقفتنى تلك العباره التى تقول "" المدينه مقبرة الترابط الإجتماعى ... كلما تقدمت و تطورت تعقدت و إبتعدت عن الروح الوديه و الأخلاق الإجتماعيه ، و يضرب لنا هنا القذافى مثالاً فيقول : حيث سكان العماره لا يعرف بعضهم بعضاً ، و خاصتاً عندما تكبر العماره فتصبح الحيثيه رقماً فحسب ...........
ينتقل القذافى من عمله الأدبى الأول إلى عمله الأدبى الثانى و هو حل للمشكله الأولى من وجهة نظره فكتب ثانى أعماله * القريه القريه * التى بدأت بــ : الفرار الفرار من المدينه ، أبتعدوا عن الدخان ، إبتعدوا عن ثانى أُكسيد الكربون الخانق ، إبتعدوا عن أول أكسيد الكربون السام ، إبتعدوا عن الرطوبه اللزجه ، إبتعدوا عن غازات الخمول و السموم ،، و يتابع كتاباته حتى يصل إلى ،، أهجروا المدينه ، و فروا إلى القريه حيث تشاهدوا القمر لأول مره !!!!! و يتابع القذافى فى هذا العمل الأدبى كتاباته بـــ ففروا ــ إهجروا ــ إبتعدوا ــ إنقذوا أنفسكم ،،، و هكذا حتى تصل إلى كلمة النهايه .
أكثر ما قتلنى شغفاً فى أدبيات القذافى ،، عمله * إنتحار رائد فضاء * ذلك العمل الذى كتبه لينقضه فى نفس ذات الوقت ، تحدث فيها عن الصراع بين الدول المتقدمه تكنولوجياً المتخلفه عقلياً على الصعود إلى القمر و تقسيم ثرواته ، و كنوزه ثم يُصاب الجميع بالصدمه عندما يجدوا أن القمر صحراء جرداء ، لا زرع فيها ولا ماء فقال فى مقدمة عمله :: بعد أن طاف الأنسان فى الفضاء الخارجى و أصابه الدوار ، و بعد أن عجزت الميزانيات عن نفقات الفضاء الباهظة ، و بعد أن نزل على القمر و لم يجد شئ ، و بعد أن فضح رائد الفضاء تخاريص و ترهات العلماء عن وجود محيطات و بحار فوق سطح القمر ، و تنافست الدول الكبرى السفيهة على إمتلاكها ، و سمتها بأسمائها ، و كادت تتقاتل فوق الأرض لأقتسام ثروات القمر ،، و خاصة الثروات البحريه !!!!!!!!!!
هو البحر اللى ع القمر إسمه أيه ؟؟
#محمد_مراجع_العزومى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رؤيه فى الفكر السلفى
المزيد.....
-
السعودية.. رحيل -قبطان الطرب الخليجي- وسط حزن في الوسط الفني
...
-
مصر.. كشف تطورات الحالة الصحية للفنان ضياء الميرغني بعد خضوع
...
-
-طفولة بلا مطر-: المولود الأدبي الأول للأكاديمي المغربي إدري
...
-
القبض على مغني الراب التونسي سمارا بتهمة ترويج المخدرات
-
فيديو تحرش -بترجمة فورية-.. سائحة صينية توثق تعرضها للتحرش ف
...
-
خلفيات سياسية وراء اعتراضات السيخ على فيلم -الطوارئ-
-
*محمد الشرقي يشهد حفل توزيع جوائز النسخة السادسة من مسابقة ا
...
-
-كأنك يا أبو زيد ما غزيت-.. فنانون سجلوا حضورهم في دمشق وغاد
...
-
أطفالهم لا يتحدثون العربية.. سوريون عائدون من تركيا يواجهون
...
-
بين القنابل والكتب.. آثار الحرب على الطلاب اللبنانيين
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|