أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - امين يونس - في العراق .. كُل شيء طبيعي














المزيد.....

في العراق .. كُل شيء طبيعي


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3357 - 2011 / 5 / 6 - 14:18
المحور: كتابات ساخرة
    


لم يكن يوم أمس الخميس 5/5/2011 ، إستثنائياً في العراق .. فكُل شيءٍ " طبيعي " وكالمُعتاد .. فبضعة ضباطٍ في الشرطة وموظفين كِبار ، في أماكن متفرقة من العاصمة بغداد ، قد اُغتيلوا بكواتم الصوت ، من بينهم ضابط برتبة عميد ... وآخرون في محلاتٍ اُخرى ومدنٍ اُخرى ، بعبواتٍ لاصقة .. ثم إنفجار كبير بسيارة مُحّملة ب 150 كغم من المواد شديدة الإنفجار ، أثناء التعداد الصباحي لمقرٍ مُهم للشرطة في مدينة الحلة ، وكانتْ الخسائر ، مُجّرَد 32 شرطياً وضابطاً قتيلاً وسبعين جريحاً ، جِراح معظمهم خطيرة ... وتفجير عبوات في طوزخورماتو ، وإصابة مدير الأسايش بجروح خطيرة ومقتل مُرافقيهِ ... وإنفجار سيارة احد منتسبي الشرطة في الموصل ومقتله على الفور ... وبعض التفجيرات الصغيرة في الديوانية والسماوة والفلوجة وكربلاء ... هذا كُل ما حملَتْهُ أخبار يوم أمس ... وكما تلاحظون ، فهي أخبارٌ ( مُمِلّة ) ... ليسَ فيها ماهو مُثير أو جديد ... فهي تشبه أنباء أول أمس والاسبوع الماضي .. ومن المؤكَد ، ستكون أخبار اليوم وغداً ، على نفس الشاكلة ... بحيث أصبحنا نضجر من متابعتِها !.
لو تَمّعَنا قليلاً ، في الكلماتِ أعلاه .. سنكتشف حجم المأساة المُرّوعة ، التي نعيشها في العراق اليوم ... والمِحنة التي لا تُصّدَق التي تلفُ حياتنا ... فأحداثُ يومٍ واحد " فقط " مما يجري عندنا هنا ، كافية لإنهيار أنظمة وتحطيم دول وإستقالة حكومات ومظاهرات عنيفة ، وإجتماعات مجلس الأمن والمنظمات الدولية ... لكن كُل ذلك لم يحدث على الإطلاق ... فليسَ " الآخرون " فقط ، باتوا لا يأبهون لِما يحدث عندنا في العراق .. بل نحنُ أيضاً ، أهل الدار ، لم نَعُد نهتم كثيراً بما يجري !. فالحياة تسير بوتيرتها الإعتيادية ... ويقوم أهالي الضحايا ، بدفن موتاهم بهدوء وسكينة رافعين أياديهم الى السماء متضرعين ، لكي يكون مثواهم في الجنة !.. ويطل المسؤولين الأمنيين ، بسحناتهم الكئيبة ، ليعلنوا بأنهم أمسكوا برأس الخيط وخلال فترة بسيطة سيلقون القبض على الجُناة ... رئيس مجلس النواب منشغلٌ بمؤتمرهِ الصحفي المشترك مع رئيس برلمان اندونيسيا الزائر ... رئيس الحكومة العائد من زيارةٍ الى كوريا يشرح اُفق التعاون والإستثمار ... رئيس الجمهورية مُستمتع في زيارةٍ لمُنتدى ثقافي ... كُل شيءٍ هاديء وجميل ... عَدا ان بضع عشراتٍ قد قُتِلوا ومئاتٍ قد جُرحوا ، في أعمالٍ عُنفٍ وإرهاب ... ومحلات ومنازل قد هُدِمتْ ، وسيارات قد اُحرقتْ ! ..
أما الذين قُتِلوا ... فلا أحد يستطيع أن يَرُد " القَدَرْ " ... فما هو مَكتوبٌ على الجبين ، تراهُ العَين ! ... وكُل واحد له يومه الذي يلقى فيه رَبهُ ... فالذي كُتِبَ عليهِ ان يموت بإنفجارِ عبوة أو أي عملية إرهابية .. فلا بُدَ ان يحصل ذلك ... حتى لو لم يخرج من بيته .. حتى لو هاجر الى مكانٍ آخر ... حتى لو حَمَتْهُ القوات والحرس المُدّجج بالسلاح .. فلا مَهرب ولا مَخرج . هذا هو المنطق الذي يؤمن به قادة العراق اليوم ، في الواقع !.
والجرحى ، يتم الإهتمام بهم ورعايتهم ، والدليل على ذلك ، هو زيارات المسؤولين واعضاء مجلس النواب ، الى المستشفيات ... لدقائق معدودة كافية لتصويرهم اي المسؤولين ونشرها في وسائل الإعلام ، لإظهار إنسانيتهم وإبراز حرصهم الكبير على المواطنين الجرحى !. والأموال موجودة ووفيرة ، بحيث تستطيع الحكومة ، تعويض المتضررين من أعمال العنف والإرهاب .. وِفقَ خطةٍ مُحكَمة ، تجعل من هذا التعويض " مِنّة " وتجييرها لمصلحة القادة والدعاية لهم !.
عموماً ... جميع الأمور عندنا ، تسير حسب الأصول .. لاشيء غريب أو إستثنائي ، والحمدُ لله !.



#امين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إبداعٌ وإجتهادْ .. في النهبِ والفسادْ
- - هند النعيمي - قائدة المُستقبَل
- المالكي وتحالفاته الشيعية
- أمريكا صنعتْ بن لادن .. أمريكا قتلتْ بن لادن
- الثورة في مصر والتغيير في العراق
- هل يستقبل العراق لاجئين من سوريا ؟
- حكومتنا .. وعُقدة مصطفى الشكرجي !
- المسؤولون .. بأي دينٍ يدينون ؟
- إختلاف الآراء
- الحدود
- لَمْ أرى بِعيني . لكني سمعتُ بأذني !
- الأمطار الغزيرة .. فضحَتْنا
- أثيل النُجيفي واللعب الخطر
- حكومتنا .. و - المَلا سيسو - !
- ماذا ينقص - ديمقراطيتنا - ؟
- مبروك .. عيد رأس السنة الإيزيدية
- حكومتنا .. والحَرُ والبَرد
- رؤساءنا لا يلعبون ولا يُغَنون !
- صناعة الحرب
- ثورات المنطقة .. بعض الدروس


المزيد.....




- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...
- تهديد الفنانة هالة صدقي بفيديوهات غير لائقة.. والنيابة تصدر ...
- المغني الروسي شامان بصدد تسجيل العلامة التجارية -أنا روسي-
- عن تنابز السّاحات واستنزاف الذّات.. معاركنا التي يحبها العدو ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - امين يونس - في العراق .. كُل شيء طبيعي